اجتماعات لناشطي درعا في الداخل من أجل توحيد الرؤى والجهود
29 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2015
يعرب عدنان:
شهدت محافظة درعا في الفترة الأخيرة اجتماعات لعدد من نشطائها من مختلف المؤسسات والهيئات والانتماءات، بهدف توحيد الجهود والتغلب على الخلافات ونقل التغطية الإعلامية إلى مرحلة جديدة تكون قادرة على توجيه الحاضنة الشعبية والفصائل الثورية على حد سواء.
فالاختلاف، بحسب الناشطين، ما زال سيد المشهد في المحافظة كما هو الحال في عموم سوريا على الصعيد العسكري، ووضع الناشطين على الأرض والمؤسسات الإعلامية لم يكن أفضل، وكان التشتت وغياب الرؤية الواضحة من أهم سمات المرحلة الماضية.
ويوجد في محافظة درعا أربع مؤسسات إعلامية فاعلة على الأرض (نبأ، يقين، شاهد، الهيئة السورية للإعلام) بالإضافة لعدد من الناشطين المرتبطين مع وكالات الأنباء المحلية والعربية.
مؤسسة “نبأ” تعتبر أول مؤسسة إعلامية تعتمد بشكل كلي على أبناء حوران في الداخل، وهي مشكلة من أبناء مدينة “درعا” فقط، ويعود تاريخ تأسيسها لأكثر من عام، ونجحت خلال الفترة الماضية في ترك بصمة على الرغم من ضعف الإمكانيات، وتشمل تغطية المؤسسة كل مدن وبلدات حوران والقنيطرة.
وتضم مؤسسة “يقين” أبناء ريف حوران الشرقي، والمؤسسة تشكلت منذ قرابة العام، وقد ساهمت في تغطية الأحداث في حوران كون أغلب المعارك في الآونة الأخيرة كانت في ريف حوران الشرقي (تحرير اللواء 52، تحرير مدينة بصرى الشام، هجوم الميلشيات الموالية للنظام على منطقة اللجاة)، وتعاني المؤسسة من شح الامكانيات وتعتمد بشكل كلي على جهود الناشطين العاملين في المؤسسة.
مؤسسة “شاهد” وتضم أبناء ريف حوران الغربي، وكان لها دور كبير في نقل الأحداث وخاصة “معركة مثلث الموت”، ولم تكن المؤسسة أوفر حظاً من سابقاتها، حيث تعاني من نقص الامكانيات وغياب الدعم.
وقرابة 80 في المئة من ناشطي حوران الفاعلين على الأرض يعلمون ضمن هذه المؤسسات، ويصل عددهم إلى قرابة المئة وخمسين ناشطا، ولكن هذه المؤسسات أمام تحد كبير في المرحلة القادمة، يتمثل بضعف الإمكانيات، وهذا ما سيشكل ضغطاً حقيقياً على عمل المؤسسات، فقد كان لهذه المؤسسات دور كبير في نقل الواقع والاهتمام بالجانب المدني وكشف كثير من التجاوزات وعدم التفرغ للإعلام الحربي فقط.
والمؤسسة الرابعة الفاعلة على الأرض في حوران “الهيئة السورية للإعلام” وتضم الناشطين من فصائل الجبهة الجنوبية، وهنا يحدث الاختلاف مع المؤسسات الأخرى، فأغلب أعضاء المؤسسات الثلاثة من ناشطي المجتمع المدني على عكس الهيئة السورية للإعلام، فالهيئة السورية للإعلام تعتبر جهة مدعومة بشكل كبير، ولديها إمكانيات هائلة وتًتهم من قبل الناشطين على الأرض بأنها لم ترتق إلى اليوم لمستوى الدعم المقدم لها، وأنها لم تتميز كثيراً عن بقية المؤسسات على الرغم من أنها مؤسسات غير مدعومة، وتضم الهيئة عشرات المراسلين على الأرض.
إضافة إلى ذلك هناك أيضاً مراسلي وكالات الأنباء، وكان لهم الدور الأكبر في تغطية الأحدث في حوران، وقد تميز فريقي (أورينت، الجزيرة) بنقل أحداث الجنوب، حيث كان لكل تلفزيون مجموعة من المراسلين بالإضافة لبقية الوكالات، وأبرز عامل ساهم بتميز مراسليهم هو تقديم الدعم المطلوب من قبل الوكالات وحرص الوكالات على استقطاب النخبة، على عكس المؤسسات الأربعة المحلية، وقدم مراسلو هذه الوكالات عدداً كبيراً من الضحايا من تاريخ مقتل مراسل الجزيرة “محمد المسالمة” في معركة عمود حوران، مروراً بمقتل طاقم أورينت (يوسف الدوس، رامي العاسمي، سالم الخليل) في معركة السيطرة على مدينة “الشيخ مسكين”، إلى تاريخ مقتل مصور الجزيرة في معركة عاصفة الجنوب.
وشهدت حوران في الأيام الماضية أكثر من اجتماع للناشطين من مختلف المؤسسات والهيئات من أجل الوصول إلى صيغة يتفق عليها الجميع ويتم تجاوز الخلافات والبدء بمرحلة جديدة، وتوحيد الرؤى في المرحلة القادمة كونها تعتبر الأصعب بسبب تعدد الجبهات واختلاف المعارك وظهور خلايا تنظيم “داعش”، وهذا ما سيشكل عبءً إضافياً على الناشطين لتغطية الواقع.
وخلال هذه الاجتماعات أكد عدد من الناشطين لـ “ ” أن هدف هذه الاجتماعات يتمثل بتوحيد الجهد والتغلب على الاختلافات وجعل الثورة وخدمة الحاضنة الشعبية هو الهدف الأساسي، والعمل على الانتقال بالتغطية الإعلامية لمرحلة جديدة تكون قادرة على توجيه الحاضنة الشعبية والفصائل الثورية على حد سواء، وإظهار الحقيقة والعمل على إظهار وحشية وإجرام النظام والميلشيات الموالية له للعالم بأساليب جديدة بعيداً عن النمط التقليدي، والعمل على الوصول إلى الرأي العام في مختلف أصقاع المعمورة، والعمل على ارتقاء مستوى الناشطين ليكونوا قادرين على مواكبة التغيرات، مشيرين إلى أن مرحلة التصوير فقط قد انتهت، والآن يجب العمل بنوع من الاحترافية، فبعد أربع سنوات يجب أن يكون الناشطون قد وصلوا لمستوى جيد يستطيعون فيه مواكبة التطورات.
ويبقى السؤال الأكبر هل ستنجح هذه الاجتماعات بالوصول إلى نقاط اتفاق؟ أم سيبقى ولاء الناشطين الأول والأخير للجهات والفصائل التابعين لها على حساب حوران وأهل حوران؟ وهل ستجد المؤسسات القائمة على جهود الناشطين أي دعم في المرحلة القادمة دون فرض إملاءاتها؟