تمرّد الميليشيات يضع النظام في موقف حرج… (كلنا شركاء) توثق أبرز خروقات هدنة حي الوعر
31 ديسمبر، 2015
محمد الحمصي:
في كثر خرق واضح للهدنة التي عقدها ثوار حي الوعر بحمص مع قوات النظام بوساطة أممية، تعرض ثلاثة مقاتلين في خط التماس (حديقة بناء مكشوفة تابعة لمقاتلي الوعر تسمى كندي2) في الجزيرة السابعة بحي الوعر المحاصر لأطلاق نار مباشر من قبل اللجان الشعبية الموالية للنظام في الجزيرة السابعة في تمام الساعة العاشرة صباحا من يوم أمس الأربعاء، واستطاع شخص منهم النجاة بالعودة لداخل المبنى، في حين سقط شخصان في منطقة تماس ومواجهة من جهة الوعر ومكشوفة لقناصة المليشيات مما جعل انقاذهم أمراً مستحيلاً.
وقالت مصادر من لجنة التفاوض لـ “ ” إن الشبان تعرضوا لإطلاق نار أشبه بإعدام ميداني، مع بقائهم في الأرض لما يقارب الثلاث ساعات، ريثما تم التنسيق مع لجنة وقف إطلاق النار لدى النظام حيث تم سحبهم عن طريق الهلال الأحمر، وتم توثيق عملية سحب الجثث بشريط مصور ، يوثق وجودهم على الأرض، وانهم لا يحملون أي سلاح او ذخيرة (باستثناء قنبلة يدوية صغيرة محلية الصنع في جيب أحدهم، يحملها أي مقاتل على خطوط التماس عادة)، مما ينفي بأي شكل ادعاءات اللجان الشعبية بأنهم ( انتحاريون مفخخون بأحزمة ناسفة)، كما ينفي الشريط روايات المليشيات عن صدهم لمحاولة اقتحام، نظراً لعدم وجود اي سلاح لدى المقاتلين ووجودهم في نقطة تابعة لمقاتلي حي الوعر.
ونوهت المصادر لنقطة مهمة وهي أنه كان من المفترض أن يعقد اليوم ظهرا لقاء بين ممثلي لجنة التفاوض في حي الوعر وممثلي النظام، لتقييم مجريات اتفاق حي الوعر، ويبدو أن ما جرى تم التخطيط له من قبل المليشيات الشيعية لأفشال اللقاء، وبالتالي الغاء اتفاق حي الوعر.
أما أبرز الخروقات التي وثقتها ( ) وحصلت في اتفاق هدنة حي الوعر هي:
– إصابة شخص برصاص قناة في صباح اليوم الاول للهدنة مصدره حاجز المهندسين.
– قذيفة دبابة مفاجئة تعرضت لها أبراج الجزيرة السابعة التي من المفترض أنها تشهد وقف لإطلاق النار.
– استخدام جبهات الحي التي هدأت نسبيا لقصف مناطق معارضة تجاور الحي كالريف الشمالي.
– تحليق للطيران على ارتفاع منخفض جداً.
– ضرب الحي وبعض طرقاته ببعض الرشقات من الرشاشات.
– إصابة شاب بكتفه منذ يومين أثناء قيامه بتقطيع الحطب للتدفئة.
– القيام بعمليات التحصين “المتاريس” على خطوط التماس المباشرة.
– عدم السماح للمواد الاساسية المتعلقة بالأغذية والأدوية من الدخول للحي حتى عند دخول الصليب الأحمر.
وبحسب لجنة المفاوضات فإن هذه الخروقات تم توثيقها وتسجيلها وتسليمها للأمم المتحدة بينما بقي الثوار في الوعر ملتزمون، ولم يتم تسجيل أي خرق من قبلهم، كما تم إغلاق معبر دوار المهندسين حفاظا على سلامة المدنيين من الاختطاف أو الاعتقال أو أخذهم كرهائن خصوصاً بعد الغليان الشعبي الذي تعيشه الاحياء الموالية وعدم التزام النظام بتطبيق بنود المرحلة الأولى بشكل كاف، ما يهدد سير العملية التفاوضية مستقبلاً.
وأوضح حسن الأسمر عضو “تجمع ثوار سورية” لـ “ ” أن هناك أربع ألوية ورايات متواجدة في جبهة الجزيرة السابعة وكلها من الميليشيات شيعية ولا تواجد أبدا لقوات النظام أو جيشه فيها وتتألف الميليشيات الشيعية في تلك الجبهة من لواء الرضا الشيعي، ولواء الفاطميين، ولواء ابو الفضل العباس، وحزب الله اللبناني.
وقد تم توثيق هذه الرايات بالصورة والفيديو وسط غياب تام لرايات قوات النظام أو الدفاع الوطني ما يؤكد أن هذه الميليشيات تتمرد بشكل كامل على قرارات النظام ولا تلقي بالاً لما يصدر عن الحكومة المركزية في دمشق.
وكانت هدنة حي الوعر المحاصر دخلت حيز التنفيذ في بداية كانون الأول/ديسمبر الجاري بحضور ممثلين عن جميع الأطراف برفقة الأمم المتحدة التي حضرت كمراقب ممثلة بمكتب ديسمتورا والسفير الأممي في سورية بعد عام وأربعة أشهر من طرح فكرة التفاوض وعامين ونصف من الحصار الجزئي الذي تطور ليصبح كاملا رافقه تردي كبير في الأوضاع الإنسانية لأكثر من 100 ألف مدني محاصر.