‘ماهر شرف الدين : بيان شخصي للرأي العام’

31 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2015
4 minutes

ماهر شرف الدين : 

في سياق حملة إشاعات تستهدف الحركة السياسية التي أقوم أنا وبعض الشخصيات الوطنية في السويداء بتشكيلها، أطلقت ماكنة النظام إشاعة سخيفة تقول بأنني أنوي لقاء مسؤولين إسرائيليين الأسبوع المقبل في إحدى الدول العربية للاتفاق معهم على إقامة “دولة درزية” والقيام بعملية تبادل أراضٍ لنقل دروز إدلب إلى الجنوب!!! وللأسف فإن بعض مستحاثات المعارضة الفاشلة قامت بتلقف هذه الشائعة العجيبة والترويج لها والتعامل معها كما لو أنها حقيقة لأسباب شخصية رخيصة!!

لذلك يهمّني توضيح الآتي:

أولاً، إنني ككل أبناء السويداء أرفض أي حديث عن تقسيم سوريا، وسأعارض من موقعي المتواضع أي مشروع للتقسيم باعتباره جريمة وطنية، لكني في الوقت نفسه أرفض نموذج الحكم المركزي وأؤيد النموذج الاتحادي لأنه الشكل الوحيد الممكن للحفاظ على سوريا موحدة بعد هذه الحرب الطائفية التي أشعلها النظام، ولأنه الشكل الذي سيُريح المجتمع السوري المتقاتل والمنهك ويُطمئن معظم مكوناته، ولأن الحكم المركزي أثبت بالتجربة أنه مجرد ستار لسيطرة طائفة من الطوائف على البلاد كلها والاستئثار بخيراتها. وهذه وجهة نظر يمكن أن تكون صائبة ويمكن أن تكون خاطئة وهي على كل حال مطروحة للنقاش.

ثانياً، إنني أتحدّى مطلقي الشائعة بأن يأتوا بنصف دليل على كلامهم عن الاجتماع المزعوم. وإذا كان ثمة فعلاً من اجتماع ما سيجري في إحدى الدول العربية مع مسؤولين إسرائيليين كما يدّعون فأنا بريء منه. وإذا ثبت بأن أحد الأعضاء المؤسسين في الحركة قد شارك فيه فسنقوم بتشكيل لجنة خاصة لاتخاذ الإجراء العقابي بحقّه.

ثالثاً، إن الحركة السياسية التي ما زالت قيد التأسيس لن يكون لها أي نشاط سياسي حتى تنطلق بشكل رسمي، والأعضاء المؤسسون فيها يتحركون بصفتهم الشخصية وعلى نفقتهم الخاصة. وعند انطلاق الحركة سيكون لها مكتب تنفيذي مسؤول عن كل نشاطاتها ومواقفها وتحركاتها التي لن تكون إلا تحركات علنية. أما اللقاءات التي أجريها مع بعض المسؤولين في بعض الدول فإنما أقوم بها بصفة شخصية وليس بأي صفة حزبية.

رابعاً، إن من المفهوم أن يقوم النظام بترويج الشائعات ضد المعارضين، لكن من غير المفهوم – إلا بالمنظور السيكولوجي المرضي البحت – أن يقوم بعض المعارضين بتبنّي أكاذيب النظام. والعجيب أن بعض من روّج لتلك الشائعة الكاذبة كالأستاذ جبر الشوفي يعيشون منذ سنوات على حساب مؤسسات المعارضة بصفتهم ممثلين للسويداء! بينما أنا رفضتُ طوال السنوات الفائتة الدخول في أي مؤسسة من مؤسسات المعارضة كي لا يقال بأنني أدّعي تمثيل السويداء، وهذا أمر معروف للجميع.

خامساً، إن هذه الحملة المنسّقة طوال اليومين السابقين على مواقع التواصل الاجتماعي لتشويه سمعة حركة سياسية لم تولد بعد، والإيحاء بأنها “صناعة إسرائيلية”، تثبت حجم الكارثة الفكرية والأخلاقية التي خلّفها النظام حتى في عقول بعض معارضيه، حيث أن مفهوم العمل السياسي لديهم يقتصر على فعلين: فعل الهتاف وفعل التخوين. وإن أي عمل لا يشارك فيه هؤلاء أو لا تتم دعوتهم إليه يصبح فعل خيانة وعمالة!

سادساً وأخيراً، إن من الواجب على مختلف الشخصيات الوطنية الدرزية عقد اللقاءات والاجتماعات الدورية لاجتراح الحلول وعدم ترك الساحة لأزلام الأسد في مقابل الاكتفاء بكتابة الشعارات الجوفاء والطنّانة على الفيسبوك! كما أنه من المعيب تخوين القائمين بهذه النشاطات والقول إنهم انفصاليون وإسرائيليون ومن هذا الكلام الصبياني الذي ينزل برداً وسلاماً على أفئدة نظام الإجرام في دمشق.

30 كانون الأول 2015

أخبار سوريا ميكرو سيريا