من شاب سوري بسيط إلى سيادة الرئيس

31 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2015
4 minutes

أخي رجب طيب أردوغان ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، بداية لن تصل رسالتي وهو طبيعي جداً ولكن كلمة الحق مرةٌ و يجب أن تقال ..
عندما نجح العدالة والتنمية بالانتخابات التركية فرحنا فرحاً ما فرح به الأتراك أنفسهم ، ليس من أجل أي خدمات قد تقدم إلينا زيادةً ، كان السوريون يريدون البقاء فحسب في ظل المعاملة السيئة في كل مكان آخر عربي قبل غربي .. مع أنّ الصحف والمحللين الأتراك صدعوا رؤوسنا بقوانين ستحسن أوضاع السوريين بعد الانتخابات ..
الحدود مغلقة منذ سنة ومن يدخل تهريب كصحفي أو جريح قد يقتل أو يضرب حد التشويه و التكسير ..
البنوك كلها ترفض أن تعطيك حساب عندها لعدم وجود إقامة سياحية قد تكلفك 1000 ليرة تركية للشخص بأقل تقدير رغم أنّك تحمل ورقة قانونية بحكم إقامة (الكيملك ) والتي تأخذها من دائرة الأمنيات ليس من مكتب سوري للتزوير ..
غالبية الجامعات تعقدك بطلبات معقدة أنت كمطارد أو مهجر لا يمكنك أن تجلبها فتترك الدراسة ..
عليك أن تدفع مخالفة وجودك في تركيا لأكثر من ثلاثة أشهر ناهيك عن الحبس في قبرص والذل والإهانة من الشرطة التركية ..
عدم استقبالك في المشافي التركية لعدم وجود إقامة سياحية معك وإن استقبلت فلا علاج ولا كشف معقول .. وستدفع أو ستذهب إلى مستوصف سوري رخيص ..
استأجار بيت قد تستدين حتى تحصل عليه ، سمسرة وفواتير وأجار وعفش ناهيك عن الاستغلال خصوصاً في اسطنبول ..
إن كنّا ذكرنا بإنصاف معاملة واستقبال الاتراك لنا هذا لا يعني أن نسكت عن حق من حقوقنا بما أننا نعيش على حسابنا الكامل في الجمهورية التركية التي صرفت علينا 8 مليارات دولار ولا يبلغ عدد اللاجئين في تركيا في المخيمات أكثر من 200 ألف اما البقية فهم يعيشون على حسابهم يدفعون آجارات بيوت شهرية خانقة ، رواتب استغلالية من السوريين والاتراك ، فواتير كهرباء وماء وتدفئة وانترنيت واتصالات ، زيادة دخل المواصلات والنقل التركية مثل أي سائح أجنبي .. هذا غير أموال السوريين المودعة في البنوك إضافة للشركات والضرائب المفروضة عليهم ..
نعامل في تركيا معاملة السياح وليس اللاجئين ، المعاملة المعنوية جيدة ، لا إساءة صحيح ، نحن شعب يعمل لدرجة أن أكثر من 90% من السوريين الموجودين في تركيا يعملون على حسابهم الخاص أو عمال براتب قليل أو طلاب جامعيين ولا يعطيهم أحد شيء ، فهل نحن مهاجرين وهم أنصار ؟
وتفرض اليوم الفيزا على السوريين الداخلين من المطار والتي يبلغ ثمنها رقماً ما بالدولار (لا أدري ما هو ؟ ) بينما لا فيزا على السوريين الممنوعين من الدخول من الحدود البرية .
إذا كان الخطاب هو أهلاً بالمهاجرين لنرفع اقتصادنا وندخل الاتحاد الأوربي ويذهب الأتراك بلا فيزا إلى أوروبا ، فبئست المتاجرة بنا ، وبئس المشتري والبائع ..
نحن مقتولين ولا أحد معنا ومتروكين ومعذبين ومشتتين
نحب تركيا ولا نحب أن تصاب بمكروه ولكن ليس على حسابنا فنحن منهكون ميتون ، نحب أردوغان جداً ولكننا في طريقنا لغير ذلك
يا رجب طيب أردوغان اتقِ الله ، ويا أحمد داوود أوغلو كذلك ، ولا تجعلوا دعاءاً رفع لكم بحب أن يعود عليكم بظلم ..
وحتى لا يكون المهاجرين مظلومين عند الأنصار دعونا نرى عملاً حسناً لا كلاماً معسولاً فقط .. والشكر لك
أتمنى ألا يزاود علينا أحد بموضوع شكر تركيا ولا التبرير بشأن السياسة والضغوط الدولية لأنني أعمل بها وأدري كيف تصاغ مع الشكر

المصدر: شاب سوري – الفيسبوك