ليلة رأس سنة سعيدة ! ويا لها من سعيدة. أيها الإنسان.


نهاية العام، ويا له من عام، أم يا لها من أعوام. أخبار الموت عناوين لها. أم ستكون الهجرة عنواناً. ربما المخيمات.

.

كثيرة هي الأشياء التي تصدرت عناوين أعوامنا السابقة. ربما تتلخص في كلمة واحدة. القهر. نحن السوريون نجتهد في الثقافة وفي الأدب. فالسلاح الأكثر تداولاً بات الآن هو القلم. ويا ليت للقلم نفع. في أيامنا هذه. أو قيمة. علاوة عن أنه بات سلاحاً ذو حدين. فلم يكتب ذاك القلم آخر أخبار الشرخ التي أصابت مجتمعنا. ليتنا اجتهدنا في وحدتنا كما في كتابتنا وفلسفتنا.

.
ليلة رأس سنة سعيدة. استدعتني هذه الجملة. التي استخدمها “الفيسبوك” لدعوة الأصدقاء أو إخبارهم باحتفالي في قدوم السنة الجديدة.

احتفال على جثث وأبنية مدمرة وخيم متقلعة وعروبة متشرذمة ومجتمع دولي ساقط.


نعم سأحتفل اليوم. لمرور عام جديد. بيّن لنا خبث الكثيرين. جبن الكثيرين. حقارتهم.


ليلة رأس سنة جديدة سعيدة. لسوريين خلو من الإنسانية. أنا أولهم. وهذا اعتراف. لوقت بات فيه الأشخاص ذاتهم يتخذون “السيلفي” والثلج حلفي صورة لبروفايلاتهم. فيما منشوراتهم تملؤها التعاطف مع اللاجئين. ليعقبها صورة عشاء الليلة.


ليلة رأس سنة. على أصوات موسيقا “التكنو” في ملاهي الدول العربية “المسلمة السنية”.


ليلة رأس سنة سعيدة  ! ويا لها من سعيدة. أيها الإنسان.