‘نضال معلوف : السنا اليوم في العام 2016 اسوء حالا بكثير من العام 1916 !!!…حكم بني عثمان 400 سنة أقل سوءا من حكم آل الأسد’
1 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2016
كل عام وانتم بخير يا ابناء بلدي ، كل عام وانت بخير يا كل ساكن على هذه الارض مالك لبيته او ساكن بالايجار ، مشرد نازح في حديقة او خيمة ، موجود في ارضها روحا وجسدا ، او مهاجر لاجئا جسدا بلا روح ..
امنيتي لكم كلكم مهما كان عرقكم ، دينكم ، طائفتكم ، سياستكم ، معارضين ومؤيدين ، متشددين ، متطرفين معتدلين .. امنيتي ان يفتح الله عيونكم على الحقيقة وان ينتشلكم من الضلال الذي ما زلنا عقودا طويلة نعيش فيه ..
نحن في العام 2016 ، وانا اقرأ اليوم عن العام 1916 مئة عام واكثر ، حينها كانت ارض سوريا في حكم السلاطين 400 سنة من الجهل والجمود والظلم والاستبداد والفقر .. هكذا يقولون .. وهو صحيح في معظمه .. ولكن ..
400 سنة من الجهل والجمود والاستبداد والفقر .. ولكني عندما اقرأ عن نهاية تلك الحقبة ، عن الحياة في بداية القرن العشرين .. لا زلت اجد فيها مفكرين ، ادباء ، صحفيين ، أعلام ، حياة سياسية ، افكار تتصارع اسماء ما زلنا الى اليوم نذكرها ، عشرات الاسماء نتكلم عنها ونقرأ سيرتها ونطلع على معاركها مع المستبدين .. ونقيّم تجارب هؤلاء في محاولاتهم لاصلاح الدولة ، لبناء الدولة ، للاتحاد للانفصال لايهم .. اذ انه كان هناك مشاريع .. كان هناك رجال ..
عبد الحميد الزهراوي ، عبد الرحمن الكواكبي ، محمد كرد علي ، امين الريحاني ، جبران خليل جبران ، المنفلوطي ، جمال الدين الافغاني ، طاهر الجزائري .. عشرات الاسماء تتزاحم في ذاكرتي ويصعب علي ان ادونها هنا كلها ..
عشرات الاسماء ما زال ذكرها يتردد الى اليوم بعد مئة عام .. اسماء رغم كل الاستبداد والظلم والفقر والتجهيل ظهرت وكتبت وقارعت الاستبداد .. اصحابها كانوا رجالا يمكن الاعتمداد عليهم في رسم معالم المستقبل والسير اليه ..
نتاج السلاطين والملوك كان سيئا لا شك ، ولكنه رغم كل شيء ابقى على روحٍ في جسد هذه البلاد تتطلع وتسعى للحياة ..
فماذا فعلت الانظمة “التقدمية” .. بعد مئة عام ، هل يمكن لاي واحد منكم ان يذكر لي اسما بارزا .. اديبا مفكرا رجلا يمكن الاعتماد عليه .. من نتاج هذه الانظمة .. اليست الامور بنتائجها .. ما هي نتائج حكم الانظمة “التقدمية المقاومة الممانعة في بلادنا”..
هؤلاء الذين يحكومونكم اليوم بشعارات محاربة الاستبداد والجهل ومحاربة حكم السلاطين والملوك .. بحجة تبديد الجهل، بحجة توحيد الشمل والقضاء على التفرقة، ماذا انتجوا ..
الستم اليوم في حال اسوء من حال هؤلاء الذين عاشو تحت حكم السلاطين .. السنا اليوم في العام 2016 اسوء حالا بكثير من العام 1916 .. اليس الاستبداد اشد والعن .. اليس الجهل اكثر والفقر اوسع واعمق .. اليست التفرقة اعم وارسخ .. اليست اسرائيل التي صدعوا رؤوسنا بمحاربتها احتلت ارضا وتوسعت وتعاظمت قوتها لتصبح اكبر واكبر ..
فكروا معي يا اهل بلدي ازاح الله الغشاوة عن عيونكم .. ماذا قدموا لكم هؤلاء الحكام المنافقين .. ماذا قدمت لكم هذه العصابات المتخفية بلبوس انظمة .. التي لم تبق على احد من هؤلاء الذين تعمر الاوطان بهم .. فكانوا اسوء من اي مستبد حكم هذه الارض عبر التاريخ ..
اذا كنا اليوم نعود للتاريخ لنقرأ عن رجالات عصور الاستبداد تلك ونمر على الاسماء ونناقش الافكار ونقيم الاعمال ونحاول ان نعطي رأيا بمن كانوا وفيما كان ..
فان من يأتي بعدنا لن يجد في عصرنا الا كاتب واحد ، مفكر واحد ، فيلسوف ، طبيب ، مهندس ، صحفي ، قاض .. قائد ، ممانع ، مقاوم واحد .. لا شريك له .. نجح نجاحا باهرا في القضاء على كل احد سواه .. فردا كان ، ام جماعة .. وطنا ام اوطان . .(يعني بشار الأسد ههههههه )
وهكذا اذا كان في ماضينا بعض السوء او الكثير منه .. فان في حاضرنا نعيش السوء كله .. ولا يحتاج الامر الى كلام كثير حتى ندرك ..
لا املك في بداية العام الجديد الا ان ادعو واصرخ وارجو ان تفتحوا عيونكم وتدركوا واقع حالكم ، لانه مهما قالوا لكم وكذبوا عليكم فانه اكثر ما يخشاه المستبد .. هوالوعي والادراك والعلم بواقع الحال ..
وعندما تدركون ما انتم عليه ستتفقون وسيكون الطريق امامكم واضحا وما عليكم الا ان تسيروا فيه .. وما احلاها من امنية ان اراكم خلال هذا العام في هذا الطريق سائرين ..
نضال معلوف