ماذا حضرت روسيا للاحتفال بأعياد الميلاد في قاعدتها الجوية داخل سورية؟


رجل دين روسي يبارك الطائرات الروسية قبل قصفها للمدن السورية

الخميس 31 ديسمبر / كانون الأول 2015

تصر القيادة الروسية على إعطاء طابع ديني مقدس للنشاطات العسكرية التي تقوم بها في سورية، ورغم أنها وريثة النظام الشيوعي حظيت تلك القيادة بمباركة من رجال الدين في الكنسية الارثوذكسية منذ بداية تدخلها إلى جانب قوات نظام الأسد.

وتحاول روسيا وفقاً لتسجيلات مصورة تبثها القنوات الروسية بشكل متواتر أن تبدي اهتماماً وتمسكاً بالعادات والتقاليد الدينية عبر دعم جنودها وتوفير ما يلزمهم داخل قاعدة حميميم العسكرية بريف اللاذقية.

نائب وزير الدفاع الروسي “ديميتري بولغاكوف” تحدث عن الأجواء التي توفرها القيادة الروسية لجنودها في سورية، وقال إن ” أن طائرة شحن روسية نقلت في 23 من شهر ديسمبر/ كانون أول الجاري شجرة عيد ميلاد بطول 12 مترًا، إلى اللاذقية تم نصبها مباشرة داخل قاعدة حميميم الجوية”.

و أضاف بأن الوزارة أرسلت كذلك حوالي 60 ألف شجرة عيد ميلاد ستنصب في مختلف الثكنات والمعسكرات العسكرية الروسية داخل البلاد وخارجها، حيث تتواجد القواعد العسكرية الروسية في أبخازيا وأرمينيا و قرغيزستان و أوسيتيا الجنوبية و ترانسنيستريا و طاجيكستان.

و لفت “بولغاكوف” إلى أن تلك القواعد زودت مسبقًا بكافة أنواع الأغذية الفواكه والحلويات والمستلزمات المطلوبة للاحتفال بالأعياد، مشيرًا إلى أن الطباخين في قاعدة حميميم سيحضرون أشهى الأطباق من المطبخ المحلي للجنود الروس الذين يؤدون الخدمة العسكرية في سورية. والغاية من ذلك توفير الظروف الملائمة لأداء العسكريين الروس لمهامهم بشكل جيد.

وفي الوقت نفسه بينما يقضي معظم السوريون وقتهم بحثاً عن لقمة العيش، يحظى الجنود الروس بكامل حقوقهم في الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة، في الوقت الذي تتسبب طائراتهم بتجويع وقتل مئات السوريين الأبرياء.

وفي السياق ذاته، وصلت صباح الاثنين الماضي وحدة من مشاة البحرية التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي إلى مطار سيفاستوبول العسكري في شبه جزيرة القرم، ضمن عملية المداورة التي ستكتمل قبل نهاية ديسمبر/كانون الأول الحالي، لتحل في إطارها وحدة جديدة من الجنود محل رفاقهم من أسطول البحر الأسود لمواصلة مهمة حماية قاعدة حميميم، وذلك بحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية.

وكانت قناة “روسيا اليوم” الناطقة باللغة العربية قد عرضت في وقت سابق مشاهد مصورة أظهرت عددًا من النادلات والطاهيات الروسيات، وهن يوزعن الطعام على طاولات مرتبة، كما أظهرت قاعات استراحة تحتوي على شاشات مسطحة لتأمين جو مريح للجنود الروس، مع مكتبة تضم عدداً لا بأس به من الكتب الروسية، بالإضافة إلى عربة بداخلها حمام ساونا. تم نقلها إلى القاعدة باستخدام وسائل النقل الجوية والبحرية.

وبالموزاة مع ذلك يضم مطار حميميم مطبخاً خاصاً يقدم التموين للطيارين والتقنيين لتحضير الوجبات، ويُستخدم أكثر من 1000 كغ من الخبز يومياً عبر مخبز خاص بالقاعدة يضم أفراناً كبيرة لطبخ الطعام، ويتم طهي نفس الأطباق كما في روسيا، حيث يتم تزويد القاعدة بالمأكولات الروسية واستخدام الخضار واللحوم المحلية السورية.

وتبدو الحياة اليومية للطيارين والجنود الروس في مطار حميميم خالية من أي وجود سوري، فالمشاهد نفسها تظهر أن الطباخين سواء من الرجال أو النساء هم من الروس فقط، وتشمل أعمالهم أيضاً تنظيف الملابس وتقديم أبسط الخدمات للجنود داخل القاعدة.

جدير بالذكر أن روسيا تبرر تدخلها في سورية بناءاً على طلب نظام الأسد لضمان إسناد جوي فعال لقوات الأسد من أجل استعادة أنحاء مختلفة من البلاد الإستراتيجية التي فقدها، علماً أنها تدعم الأسد منذ بداية حربه ضد المدنيين السوريين منذ انطلاق الثورة السورية في آذار 2011، وعززت دعمها ببدء الغارات الجوية على الأراضي السورية في 30 أيلول / سبتمبر الماضي، مدعية أيضاً أنها جاءت لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية”، في حين أن 90 بالمئة من غاراتها تستهدف قوات المعارضة السورية التي تقاتل النظام، مقابل 10 بالمئة من الغارات ضد التنظيم، حسبما يؤكده مسؤولون غربيون.

خاص – السورية نت

تعليقات

المصدر: السورية نت