فصيلٌ عسكريٌّ يوزع مياه الشرب للمدنيين المحاصرين في (معضمية الشام)


ألوية سيف الشام تقيم مشروع تأمين مياه الشرب في مدينة «معضمية الشام» (1)

إياس العمر:

عملت ألوية سيف الشام التابعة للجبهة الجنوبية على تأمين مياه الشرب للمدنيين المحاصرين في مدينة “معضمية الشام” في ريف دمشق، وذلك لتخفيف وطأة الحصار على الأهالي، بعد ان تعرضت شبكة مياه الشرب في المدينة للتخريب إثر قصفها من قبل قوات النظام.

وقال “أمير الشامي” مسؤول مشروع المياه في حديث لـ “ ”: إن خمس سنوات من الثورة والحرب والحصار الذي تعرضت له مدينة معضمية الشام كانت كافية لتؤثر على كل شيء، ومنها شبكة مياه الشرب، حيث تعرضت للقصف والتخريب، وبسبب الأوضاع لم تأخذ نصيبها من الصيانة وقطع الغيار، ومياهنا الأساسية من نبع (عين الفيجة) وبسبب ممارسات النظام حالت دون وصول المياه بانتظام، ومؤخراً وبسبب أحداث الزبداني تم قطع المياه كلياً عن المدينة ما أدى إلى كارثة إنسانية”.

وأشار إلى أن عدم وجود كهرباء أو محروقات منذ أربع سنوات أثر على ضخ المياه وعدم وصولها إلى الطوابق العلوية في المدينة، إضافة إلى أن “آلة الحرب التدميرية الأسدية استهدفت كل خزانات مياه الشرب على الأسطح، ما أدى إلى إخراجها من دائرة الخدمة، ما اضطررنا لإصلاح ما يمكن إصلاحه”.

وأضاف “بدأنا بمشروع تأمين مياه الشرب لأهالي المضمية بشكل مصغر، واقتصر الموضوع في البداية على إصلاح بعض الآبار العامة وإنشاء خزان مياه بجانب كل بئر، ليتم استخدامه من قبل المدنيين في تأمين مياه الشرب والطبخ، وقد تم خلال هذه المرحلة إصلاح اثنا عشر بئراً وأصبحت جاهزة للاستخدام، وهي جزء من عدد كبير يتم العمل عليه، ولكن التنظيم وحسن الإدارة وحاجة المدنيين وارتفاع عدد السكان داخل الأحياء، دعانا لتطوير المشروع وتوسيعه، وتم تأمين تكاليف ومستلزمات ضخ المياه من البئر إلى خزانات المنازل المجاورة بالتعاون مع أصحاب الآبار“.

وأردف: وقد تم توسيع المشروع بشكل سريع ليشمل المدنيين القاطنين بعيداً عن أماكن وجود تلك الآبار، من خلال توزيع بطاقات (كوبونات) تتيح لحاملها تعبئة خمسة براميل من مياه الآبار لمرة واحدة من أي صهريج في المدينة، وبلغ عدد (الكوبونات) الموزعة على المدنيين 6000 بطاقة على شكل وصل يتم استلامه من مراكز معتمدة للتوزيع، ويتم تسليمه لصاحب الصهريج عند التعبئة”.

وعن عدد المستفيدين من المشروع قال “الشامي”: “قبيل بدئنا بالمشروع قمنا بعملية إحصاء دقيق للمدنيين داخل مدينة المعضمية، دون أن نفرق بين سكان أصليين أو مهجرين، فالكل سوف يشملهم مشروع توزيع المياه، وقد بلغ عدد السكان قرابة 45 ألف نسمة، الذين يقطنون آلاف المنازل المحتاجة لتأمين المياه”.

وعن القائمين على المشروع أوضح قائلاً: “بعد إقرار المشروع والموافقة عليه من الجهة المانحة، تم اجتماع معتمد المشروع (أمير) مع فعاليات البلد وأعضاء من المجلس المحلي وشخصيات من كبار الأهالي، وتم تشكيل لجنة حيادية مختصة ووضع آلية وخطة عمل تناسب وضعنا وتحقق الحد الأدنى من أمننا المائي”.

وأكد أن المشروع يقوم برعاية وتنفيذ مباشر لمكاتب لواء الفجر التابع لألوية سيف الشام، بدعم من الجبهة الجنوبية، ويجري التنفيذ بتنسيق تام مع المجلس المحلي والهيئات المدنية المعتمدة من قبل المدنيين.

وختم “الشامي” حديثه قائلاً: “تجري الأمور على قدم وساق، وقد لاقى قبولاً ورضىً لدى جميع القاطنين، وفي أقل من أسبوع تم تعبئة 5 براميل بالحد الأدنى لكل منزل موجود في البلد، بغض النظر عن انتماءه أو معتقده، وسيبقى المشروع مستمراً دائماً لتأمين مياه الشرب للمدنيين”.

أخبار سوريا ميكرو سيريا