on
(كلنا شركاء) تزور أول نادٍ ترفيهي تعليمي للأطفال في حي الوعر المحاصر
محمد الحمصي:
أطلق متطوعون في حي الوعر المحاصر، نادٍ تعليمي ترفيهي تحت مسمى (بسمة نور)، منتصف تشرين الأول الماضي، بهدف دعم الأطفال نفسياً وجذبهم بعيداً عن أجواء الحرب والحصار التي يعيشها الحي، عبر تلقيهم التعليم بطرق ترفيهية مختلفة عن المدارس والمعاهد التقليدية، بحسب إدارة المشروع.
وقال “أبو شريف” مدير النادي في حديث لـ “ ” إن فكرة تأسيس النادي جاءت عبر فريق «رحماء الخيري»، وهم مجموعة شباب متطوعين يعملون في المجال الإغاثي، آخر أعمالهم كان مشروعاً يدعم الأطفال المعاقين في حي الوعر ويقدم لهم المساعدة، وطرحت الفكرة مع أطباء نفسيين سوريين في الخارج تعاونوا لطرح مناهج تعليمية.
وأضاف “إن هدفنا كخطوة أولى هو إخراج الأطفال في الحي من جو الحرب وخرطهم في نشاطات ترفيهية ذات طابع تعليمي، بعيداً عن تعقيدات التعليم المدرسي التقليدي، ثم إبراز مواهبهم ودعمها بطرق ترفيهية جديدة تنسيهم هموم الحرب ومآسي الجوع والحصار.
وتابع “أبو شريف” بصوت ممتزج بالفخر والحزن “لم يرزقنِ الله طفلاً يناديني يا أبي، لكنني أعامل الأطفال جميعاً على أنهم أولاد لي، ويمكنني القول إنني سعيد جداً بسعادتهم، مشروعنا لم يكن يوماً ولن يصبح تجارياً، إنما هو مشروع إنساني لن يتوقف حتى لو حوربنا جميعاً”.
وأضافت بدورها “جودي عرش” الصحفية التي تقدم مادة الإعلامي الصغير في النادي أن نحو 1500 طفل محاصر في حي الوعر لديهم مواهب مدفونة يسعى نادي (بسمة نور) لكشفها، “وكلنا ثقة بأنّ الطفل السوري في هذا الوقت لديه عدة مواهب وعلينا كمجتمع أن نصقل تلك الكفاءات ونفرّغ الطاقات ونوجهها بطريقة صحيحة، لنضمن بناء جيل سليم يقود سوريا بعد سقوط النظام المجرم”.
وأشارت إلى أن الحصار الخانق وقف دون تنفيذ المشروع بالشكل المخطط له، رغم الجهود التي قدمتها إدارة النادي، “ويوجد نقصٌ نحاول تأمينه”.
وحول كوادر النادي قالت الصحفية “عرش” إن الكادر يتكون من خمسة عشر فرداً ينقسمون إلى ثلاثة كوادر وهم: الكادر التدريسي ويضم مختصين وأصحاب شهادات جامعية، ثم كادر المشرفين ومهمتهم الإشراف الكامل على الطفل، “ولم نعتمد على الكفاءة العلمية هُنا بل على حنانهم ومدى قدرتهم على التعامل مع الأطفال بطيبة”، وأخيراً الكادر الطبي، وهو المسؤول عن الكشف الدوري للأطفال تزامناً مع افتتاح عيادة صغيرة وصيدلية لضمان صحة الأطفال المتواجدين في النادي.
ويشمل النادي ثلاث مراحل تعليمية صنفت حسب المرحلة العمرية للطفل، ويتراوح أعمار الأطفال من 4 إلى 13 عاماً، بينما تصنف المواد المعطاة إلى اللغة العربية والرياضيات واللغة الإنكليزية وحصص الرياضة والإنشاد والمسرح والرسم والأشغال اليدوية.
نشاطات مسرحية
فرقة (بسمة نور) مكونة من 10 فتيات يتمتعن بموهبتي الرقص والإنشاد، وقد بدأت الفرقة بالعمل منذُ سنة وأقامت عدة حفلات في الحي المحاصر.
وقالت “مايا الحمصية” مديرة الفرقة لـ “ ”: عملنا منذُ عام تقريباً، وقد واجهتُ صعوبة في جمع الفتيات وأعمارهن تتراوح من 4 إلى 9 سنوات.
وعن طبيعة عمل الفرقة أشارت مايا إلى أن العمل تطوعي والهدف من الفرقة هو إيصال السعادة للأطفال في الحفلات التي أقيمت في الحي، سواء كانت حفلات الأيتام أو تكريم أمهات الشهداء، “ووجدنا إقبالاً واسعاً من الناس، وإنه الداعم الوحيد لنا”.
وبلغ عدد الأطفال المنتسبين حالياً إلى النادي قرابة 150 طالباً، ما يدلّل على تحدي السكان والناشطين هنا لحصارٍ طالت مدّته لكنه لم يستطع قتل إرادتهم، بحسب الناشط “همام أبو الزين” عضو تجمع ثوار سورية والذي قال لـ “ ” إن الهدنة التي أبرمت حديثا يرجو الجميع منها أن تنعكس إيجاباً على الأطفال المحاصرين وأن تكون هناك تسهيلات لدخول بعض المواد الغذائية والحلويات التي يحتاجها النادي وغيره من المراكز الترفيهية للأطفال بعيداً عن ظروف السياسة والحرب التي هددت مستقبل الآلاف من أطفال حمص والوعر تحديداً، كونه أخر قلاع المعارضة السورية في المدينة.