ما هي وقائع عام 2015 عربيا؟

غادرنا العام 2015 تاركا الحياة العربية لوريثه أو خليفته العام 2016 الذي بدأ ممارسة خلافته قبل ثلاثة أيام. ومن المهم أن نرصد أهم وقائع و مجريات العام 2015 في الواقع العربي ميدانيا كي نضعها أمام الخليفة الجديد 2016  ليعرف بعد 12 شهرا هل شهد تطورات أفضل أم مارس العرب خلال خلافته نفس الأحداث والأعمال والوقائع؟.

داعش وما أدراك ما داعش

شخصية العام 2015 وعامين قبله بلا منازع هي دولة الخلافة الداعشية حيث ارتكبت من الجرائم البشعة التي تضع لكل جريمة منها خلفية إسلامية مردّدة آيات من القرآن وأحاديث نبوية. و أكثر هذه الجرئم بشاعة هي خطف ألاف من النساء الإيزيديات في العراق وبيعهن كجواري وسبايا حيث يتم اغتصابهن وتدويرهن كل ليلة على مجاهدين ظلمة جهلة يرون جهادهم هو ضد هذه النسوة الأمهات البريئات بينما هذا التنظيم الإرهابي لم يطلق رصاصة على قوات نظام بشار الوحش ومناصريه من قوات الحرس اللاثوري التابع لملالي إيران و مرتزقة حزبهم الإلهي في لبنان، وأخيرا قوات الملا بوتين الذي قال أنّها جاءت لمحاربة داعش، بينما ميدانيا كل هجماتها وصواريخها ضد القوى المعارضة لنظام الوحش. وسوف تنتهي داعش ويقتل خليفتها عندما ينتهي الدور الذي خلقوها من أجله كي يتم كل تدخل بإسم محاربة إرهاب داعش..يعني يا خليفة داعش ستسمع قريبا صراخ ” انتهى الدرس يا غبي “. لذلك في خطابه الأخير تذكّر الخليفة المزعوم الاحتلال الإسرائيلي مهدّدا متوعدا ليلعب بعواطف الجماهير الغفورة، دون أن يوضح لهذه الجماهير من أين وكيف سيصل لدولة الإحتلال؟. إلا إذا كان سيخطف أو يشتري الطائرات الروسية ومنظومة صواريخها وهذا مستبعد لأنّ غرفة العمليات الروسية الإسرائيلية تعمل ليلا نهارا وأمن دولة إسرائيل أولوية بوتينية.

حرب اليمن حوثية إيرانية طويلة الأمد

ويشارك الحوثيون وحليفهم الرئيس اليمني المخلوع اللاعلي اللا عبد الله اللا صالح وداعميهم بقوة وبكافة انواع الأسلحة ملالي إيران، يشاركون داعش في شخصية العام 2015 حيث جاء هؤلاء الحوثيون خدمة وذراعا إيرانيا مهما لتفتيت اليمن و موطىء قدم للملالي قريبا من حدود عدة دول خليجية عربية. وبفضل هذا الدعم الإيراني اللامحدود لم تتمكن قوات التحالف العربي “عاصفة الحزم ” طوال تسعة شهور على تشكيلها وتدخلها الجوي والبري من الحاق هزيمة نهائية بقوات الحوثيين، وهذه الهزيمة لن تكون حسب المعطيات الميدانية قريبة، فملالي إيران لن يقبلوا بهزيمة حوثية وعودة الاستقرار ليمن موحد…وهذه الحرب اليمنية فرصة ثمينة لملالي إيران لإستمرار استنزاف دول عربية خاصة بعد اتفاقية الملف النووي مع الولايات المتحدة التي لا يهمها أي تمدد إيراني طالما مصالحها وأمن دولة إسرائيل مصانين ..ولمزيد من الحقائق حول هذا الملف مهم قراءة كتاب ” التحالف الغادر:العلاقة السرية بين إيران وإسرائيل وأمريكا ” للكاتب الأمريكي الإيراني ” تريتا بارسي “، حيث معلومات مذهلة عن التنسيق الثلاثي سرا ومن تحت الطاولة في العديد من الملفات.

استمرار اثيوبيا في بناء سد النهضة وتجاهل المصالح المصرية،

حيث تعتمد حكومة اثيوبيا على استمرار المفاوضات مع مصر والسودان مع النية المسبقة لتكون هذه المفاوضات مجرد مماطلة واضاعة للوقت حيث تستمر في بناء السد، مع اعتراف المفاوضين المصريين الأيام القليلة الماضية بعدم التوصل لأية نتائج ايجابية، وفي الوقت نفسه التحذير من خطورة هذا السد على نصيب مصر من مياه نهرالنيل وبالتالي قطاع الكهرباء المصرية. وما لا يتمّ التركيز عليه هو دور دولة إسرائيل في الدعم الخفي لإثيوبيا كي تتجاهل كل المطالب والحقوق المصرية والسودانية، لأنّ إثيوبيا مهة لدولة إسرائيل منذ بداية هجرة ” يهود الفلاشا ” كما أنّ مصادر مسؤولة تؤكد أنّ إسرائيل ستكون هي المسؤولة عن إدارة وتسويق مشروع الكهرباء المنتجة من سدّ النهضة الذي لن يكون السد الأخير الذي تبنيه إثيوبيا.

عيد الميلاد التاسع للإنقسام الفلسطيني،

وهو عيد ميلاد سعيد عند أولياء إمارة حماس في القطاع ودويلة عباس في الضفة فقط، فهذه القيادات هي الوحيدة التي لم تتأثر بالإنقسام رغم عيد ميلاده المشؤوم التاسع. وقد أجرى اثرياء الأنفاق في القطاع وأمراء الأمن في الضفة مشاورات ووقعوا اتفاقيات مصالحة في قطر ومصر والسعودية، وفور مغادرتهم يتنكرون لها ويستمرون في انقسام يحقق مصالحهم وثراءهم ولا يهمهم ألاف العالقين في القطاع بسبب إغلاق معبر رفح ، فمن يصدّق أنّه في أبريل 2010 تم فتح معبر إيريز بين القطاع ودولة إسرائيل فجرا لإدخال عائلة وزير داخلية حماس فتحي حماد، وبتنسيق  أمني مسبق بين حماس ودولة إسرائيل تمّ نقل العائلة بطائرة عمودية لمستشفى إسرائيلي لعلاج  طفلة ابنة الوزير..فمن من سكان القطاع تتوفر له هذه الخدمة الإسرائيلية الحمساوية؟. وكذلك دويلة عباس في الضفة تستمر فيما يسمّى ” التنسيق الأمني ” مع دولة الإحتلال دون أية ادانة لممارسات الاحتلال اليومية في الضفة حيث الاعتقالات والقتل وهدم المنازل.

و اللاجئون من سوريا تحديدا،

وهذه الواقعة في عام 2015 وثلاثة أعوام سبقته تشكّل وصمة عار في جبين غالبية الدول التي استقبل كثير منها اللاجئين السوريين الذين بلغ عددهم قرابة ستة ملايين مواطن سوري أي حوالي ربع سكان سوريا، دون أن تعمل هذه الدول خاصة العظمى منها على ازالة المسبّب الرئيسي لهذا اللجوء وهو نظام وحش البراميل المتفجرة، بالعكس تدخلت روسيا ونظام ملالي إيران ووكيلهم في لبنان حزب الشيطان للقتال مع هذا الوحش حيث أدخلوا حربه ضد الشعب السوري عامها الخامس.

وآخر وقائع عام 2015 انقسامات وتشرذم إخوان مصر و الأردن،

يمكن للباحث المتابع لأحوال جماعات الإخوان المسلمين أن يرصد ما جرى من انقسامات في الجماعة الأردنية حيث بدأت بمبادرة زمزم الإصلاحية التي أعلنها قيادي الجماعة السابق الدكتور ” رحيل غرايبة ” ثم الانقسام العلني الذي قاده الدكتور ” عبد المجيد ذنيبات ” و نتج عنه تسجيل رسمي لجماعة إخوانية جديدة، وأخيرا الاستقالات الجماعية من حزب الجماعة ” جبهة العمل الإسلامي ” مما يوحي بانتهاء الوجود الفعلي للجماعة القديمة وحزبها دون أن يعني ذلك تحقيق الجماهة المسجلة حديثا وجودا وحضورا جماهيريا. أما جماعة الإخوان المسلمين المصرية فليس من السهل رصد عدد ما تشهده من تشرذمات ومبادرات في الخارج وفي الداخل المصري، حيث تجمعات مختلفة لم تخلو من اتهامات متبادلة، ومبادرات اصلاحية ظلت مجرد نداءات ورقية. لذلك في رأيي لا عودة لجماعة إخوان مسلمين مصرية موحدة كما كانت خاصة بسبب خلافاتها حول سياسة ما ينبغي فعله داخل مصر. وأتوقع أن يمر الخامس والعشرون من يناير القادم بدون أي حضور جماهيري إخواني في الشارع، فقد انتهت وحدة هذه الجماعة وسوف يستمر التشرذم الحالي طويلا دون العودة لجماعة واحدة متماسكة.

هذه قراءتي لتويعات و وقائع السيد العام 2015 أضعها تحت أبصار خليفته العام 2016 ليرى بعد 12 شهرا هل اختلف واقعه عما سبقه أم كان مجرد نسخة عنه.