on
هيثم مناع في رسالة للأمم المتحدة يؤكد استعداده للتفاوض مع الأسد ويطعن الثورة السورية من جديد في الظهر
متجاهلاً لجرائم نظام بشار الأسد ومساعيه لإفشال أي حل سياسي ينهي شلال الدماء في سورية، متغاضياً عن الاحتلالين الروسي والإيراني، يلهث هيثم مناع رئيس مجلس سورية الديمقراطية – الذي يصف نفسه بالمعارض – وراء الأمين العام للأمم المتحدة، ليقدم نفسه والتشكيل الذي يرأسه على أنهما الجهة الذي لا ترى في الأسد شخصاً دكتاتورياً قاتلاً لأكثر من 300 ألف شخص، بل على العكس تماماً يبديان استعدادهما للدخول بمفاوضات وصفها بالنباءة.
وتكشف الرسالة التي أرسلها مناع إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أمس الجمعة، وحصلت “السورية نت” على نسخة منها (منشور كما هي في النهاية)، الكثير من النقاط التي تجعل من الطبيعي وضع 100 خط أحمر تحت وصف مناع لنفسه بكلمة (معارض)، إذ ضرب مناع في رسالته بالمجاهدين على الأرض الذين يحمون حياة مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين في سورية، كما بدا واضحاً تشويهه لصورة المعارضة السياسية التي اجتمعت في مؤتمر الرياض يومي 9 و10 من الشهر الماضي، بدءاً من حديثه عن ارتباطها بـ”جبهة النصرة” (فرع تنظيم القاعدة في سورية) مروراً بالتهميش من قدراتها على الأرض.
لا يتوقف الأمر هنا، فقرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي يبقي الأسد في السلطة مدة سنتين على الأقل، ويساوي بين الضحية والجلاد، ويدق المسامير الأخيرة في حقوق الشعب السوري الثائر، لاقى ترحيباً شديداً من مناع، إذ شكر في رسالته وزير خارجية الاحتلال الروسي “فلاديمير بوتين”، ونظيره الأمريكي “جون كيري” على هذا القرار، معتبراً أن جهودهما مع الأمم المتحدة ترسم “خارطة طريق للسلام”. هذا السلام الذي يترجمه النظام وروسيا بالبراميل المتفجرة والصواريخ التي تحيل أجساد السوريين يومياً إلى أشلاء.
ويعترف مناع في رسالته إلى الأمم المتحدة، أن قوات “سورية الديمقراطية” هي الجناح العسكري لمجلس سورية الديمقراطية، هذه القوة التي قتلت في قرية تنب بريف حلب لوحدها 20 شخصاً بينهم نساء وأطفال، ونسيت حصار النظام لمدن وقرى ريف حلب، وهاجمت قوات المعارضة التي تعاني أصلاً من ضربات النظام وتنظيم “الدولة الإسلامية” معاً.
مناع اجتهد في رسالته القول إن قوات سورية الديمقراطية هي من تقاتل الإرهاب بالفعل في سورية، مستغلاً أحداث مدينة كوباني وطرد “تنظيم الدولة” منها على يد القوات الكردية التي تلقت دعماً هائلاً من الولايات المتحدة، وتناسى مناع جهود فصائل المعارضة التي قاتلت منذ البداية نظام الأسد وبعده “تنظيم الدولة”، وعلى رأسها قوات المعارضة في الشمال السوري، وجيش الإسلام.
يدعي مناع في رسالته أن قوات سورية الديمقراطية تسيطر على 16 بالمئة من الأراضي السورية، في حين أن جيش الإسلام، وأحرار الشام، يسيطران فقط على 5 بالمئة، وكأنه يريد أن يقول للأمم المتحدة، هاتين الجهتين اللتين شاركتا في مؤتمر الرياض تسيطران على حارة أو حارتين في سورية. إذ قال مناع في رسالته: “إن مجموع ما تسيطر عليه كل الجماعات العسكرية التي حضرت في مؤتمر الرياض يعادل 5 بالمئة من الأراضي السورية! حقاً. كيف يمكن التفاوض على وقف إطلاق النار في غياب قواتنا التي تسيطر على 16 بالمئة من الأراضي السورية”.
ويكمل مناع في رسالته بمهاجمة مؤتمر الرياض (الذي عقد أصلاً بتوافق دولي)، فاضحاً نفسه أنه رفض الدعوة للمؤتمر بذريعة الإهمال والتهميش، معتبراً أن الهيئة العليا للمفاوضات التي انبثقت عن مؤتمر الرياض “جزئية، واستثنائية، وغير مستقلة”.