on
مدينة منبج تنعى (البحتري الصغير) الشاعر محمد غزيل
صفوان أحمد:
ودّعت مدينة “منبج” في ريف حلب الشرقي صباح الثلاثاء، الخامس من كانون الأول/يناير، ابنها الشاعر والأديب “محمد منلا غزيل”، حيث وافته المنية في مدينته “منبج” التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” عن عمر قارب الثمانين عاما، بعد صراع طويل مع المرض.
ولد “غزيل” الملقب بـ (البحتري الصغير) في مدينة “منبج” عام 1936م، وحصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة نموذج منبج 1950م، كما حصل على الشهادة الإعدادية في حلب عام 1954م، وحصل على الشهادة الثانوية من ثانوية (إبراهيم هنانو) في حلب عام 1957م.
وتابع دراسته ليحصل على الإجازة في الآداب قسم اللغة العربية من جامعة دمشق عام 1961م، ومن ثم تمكن من الحصول على دبلوم تأهيل تربوي في كلية التربية من جامعة دمشق عام 1962م.
وعمل مدرساً للغة العربية في ثانويات محافظة حلب منذ عام 1962م حتى 1969م، وتعرض للاعتقال من قبل النظام السوري عام 1980م وتعرض للتعذيب آنذاك.
وهو صاحب القصيدة المشهورة (بعقيدتي) والتي أنشدها المنشد “أبو الجود” ومن أبياتها:
سيزول ليل الظالمين *** وليل بغيٍ مجرم
سيزول بالنور الظلام *** ظلام عهد معتم
وسيشرق الفجر المبين *** ويرتوي القلب الظمي
من أعماله ومؤلفاته الشعرية: (في ظلال الدعوة – الصبح القريب – الله والطاغوت – اللؤلؤ المكنون – طاقة الريحان – البنيان المرصوص – الأعمال الشعرية الكاملة).
وعُرف عن “غزيل” فصاحته وتواضعه وزهده وغزارة علمه، ونعاه أحد محبيه فقال: “ولم يورث درهماً ولا دينار، إنما ورثنا الكثير من الكتب والمحاضرات والدروس والنصائح التي كان يزين بها مجالسنا وأفراحنا وبيوت عزائنا”.
ونعاه آخر فقال: “الرجل كان زاهداً يرتدي لباساً قروياً فقيراً مهترئ، لا يلفت نظراً إلا عندما يعتلي المنبر بلسانه الذرب السلسبيل”.
ومازال اسم “محمد منلا غزيل” محفوراً في قاعة المطالعة في المركز الثقافي العربي في مدينة “منبج” منذ عام 2008، شاهداً على أعماله.