هل تركيا أقرب الى إيران من السعودية ??!! ….تصريحات غريبة عجيبة للخارجية التركية


لا تزال ردود الأفعال الإقليمية المساندة للرياض تتوالى على خلفية احتدام الصراع مع طهران، والذي وصل إلى إعلان المملكة العربية السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران، بعد الإعتداء على قنصليتين سعوديتين في إيران بعد إعلان الرياض إعدام الرجل الدين الشيعي نمر باقر النمر.

إلاّ أنّ الموقف التركي جاء من خارج السرب، فأنقرة التي أدانت  الاعتداءات على بعثات المملكة العربية السعودية في مدينتي طهران ومشهد الإيرانيتين، واعتبرته «أمرا غير مقبول»،  أكدّت في الوقت نفسه أن «تنفيذ أحكام الإعدام ولا سيما السياسية منها، لن تساهم بأي شكل من الأشكال في تعزيز السلام في المنطقة».

وقد أضاف الناطق باسم الحكومة التركية، نائب رئيس الوزراء «نعمان قورتولموش»، مساء الإثنين في تصريحه، إنَّ «التوتر الحاصل بين المملكة العربية السعودية وإيران، يزيد للأسف الاحتقان في منطقة الشرق الأوسط، المتوترة أصلًا».

واللافت أنّ الموقف التركي جاء بعد أقلّ من أسبوع على إعلان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تشكيل مجلس تعاون استراتيجي، الذي سيهتم بأمور عديدة بما فيها المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية في المنطقة، بعد المباحثات التي أجراها الملك سلمان بن عبد العزيز مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في زيارة الأخير إلى الرياض.

إذًا وعلى الرغم من الحلف الاستراتيجي مع السعودية، والاختلافات الواضحة بين تركيا وإيران على خلفية الأزمة السورية، فضلت أنقرة الحياد والإمساك بالعصى من المنتصف  حيال الأزمة المتصاعدة بين إيران من جهة والسعودية وعدد من الدول العربية من جهة أخرى، فلماذا؟

رأى الكاتب السياسي سعد محيو أنّه «في البداية علينا النظر الى خلفية الصراع بين أنقرة والرياض، فهناك صراعات عميقة  خصوصًا بعد دعم تركيا للإخوان المسلمين في مصر وتونس.. إذًا الخلاف بين الطرفين يتمثّل بالاختلاف بين الاسلام التركي والاسلام السعودي، كما هناك اختلاف بين الاسلام التركي – والاسلام الايراني إلاّ أنه ومهما اشتدّ الاختلاف لا يمكن أن يصل الى مرحلة التصادم، لذلك حاولت تركيا أن تكون متوازنة بين الرياض وطهران، مع ميل لإدانة السعودية».

وختم محيو «الصورة في المنطقة لم تتضح بعد خصوصًا بعد الاتفاق النووي وهناك تصادم بين كل القوى الإقليمية لإرضاء الشيطان الأكبر،  بانتظار تبلور طبيعة النظام الإقليمي الجديد».

وقد رأى الخبير في الشؤون الإستراتيجية ماجد عزام في حديث لـ«جنوبية»  أنّ «الموقف التركي ليس بمفاجئ، فتركيا دولة غربية ذات عقل مدني» وأضاف عزام «تركيا ترفض الاعدام فهو ضدّ نهجها،  وهى تسعى دائما رغم الحملات الإعلامية والتشويش ضدها، إلاّ أنها لا تخفي سياستها بتحاشى أي تصعيد أو تأجيج مذهبي في المنطقة».

ولفت عزام الى أنّه «يجب الفصل بين الموقف من إعدام النمر والعلاقة السياسية مع السعودية، فالموقف التركي متطابق مع السعودي في اليمن وسوريا والعراق لمواجهة السياسات الايرانية الطائفية الخاطئة، وهو وثيق على مواجهة التحديات والقضايا الصعبة فى المنطقة، وقد أكدّ الرئيس أردوغان منذ أيام أنّ السياسة الايرانية أدّت الى إطالة عمر القضية والمعاناة في سوريا، على الرغم من وجود بعض التفاهمات الموضعية والتكتيكية في الميدان السوري».

إذًا يبدو أنّ تركيا  وبعد اسقاط الطائرة الروسية وتفاقم الأزمة مع روسيا، تعمل على اعادة تصفير المشاكل مع دول الجوار. فقد أعادت فتح العلاقات مع اسرائيل وتعمل على الهدوء مع إيران الذي تمثّل في اتفاق «الزبداني – الفوعة وكفريا»، إضافةً إلى استمرار التقارب مع السعودية.

لذلك أنقرة حريصة على العلاقة مع طهران بسبب التبادل الاقتصادي الواسع بين البلدين، إضافةً إلى التقاء المصالح بين البلدين والتي تتعارض مع المصالح السعودية.

وكذلك ترى مصادر متابعة أن تركيا تقصدت اتخاذ هذا الموقف ضد السعودية، في محاولة منها للاقتراب اكثر من الدخول الى الاتحاد الاوروبي، ومعروف مدى عداوة المجتمع الاوروبي لثقافة الاعدام، وكذلك يبدو واضحاً أن الموقف السعودي جاء متطابق تماماً للموقف الأميركي ازاء ما جرى، وهذا ليس ببعيد عن طموحات “السلطان” باستعادة دوره بغطاء دولي خصوصاً على الارض السورية، وهنا لا يمكن فصل التفاهمات الايرانية التركية مؤخراً في سوريا والتي من المتوقع ان تتوسع أكثر.

المصدر: جنوبية