on
بالصور.. (فتح) تحيي ذكرى الثورة الفلسطينية بصور بشار وحافظ الأسد
حذيفة العبد:
حركة (فتح) تجاهلت أن من ترفع صوره في ذكرى ثورة فلسطين على احتلال إسرائيل لها، قد قتل من الفلسطينيين في أقل من خمسة أعوام، أضعاف من قتلتهم إسرائيل من الفلسطينيين أيضاً منذ عام 1948.
أحيت حركة التحرير الوطني الفلسطينية “فتح” يوم أمس السبت مهرجانا بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية، في صالة الجلاء في العاصمة دمشق، في حفلٍ كانت أبرز ملامحه هي جمع صور بشار الأسد ووالده حافظ الأسد إلى جانب صور الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والحالي محمود عباس.
وأثار نشر صور المهرجان حفيظة الفلسطينيين والسوريين على مواقع التواصل الاجتماعي ووجهت بموجة غضب عارمة، وكأن بشار الأسد استثنى من جرائمه فلسطينيي سوريا، عدا عن جرائمه بحق السوريين منذ خمس سنوات، على حدّ تعبير الغاضبين على مواقع التواصل.
“على مرمى حجر من اليرموك وريف دمشق حيث الجوع والموت يحيط بأهلنا من كل جانب، تقيم حركة فتح مهرجان هز الأرداف في دمشق رافعين صور بشار” يقول أحد المغردين على تويتر تعليقاً على هذه الصور، بينما قال آخر “ليس غريبا على حركة قيادتها عميلة لإسرائيل، ولا استثني منهم أحد… حتى الساكت لأجل راتبه الشهري فهو ايضا عميل”.
الإعلامي السوري فيصل القاسم قدم تفسيراً ساخراً لرفع الحركة صور بشار الأسد وقال في تدوينة له: “هل تعلم لماذا يفتتح الرئيس الفلسطيني سفارة في دمشق ويرفع صور بشار وحافظ الاسد؟ لأن معلمه ومعلم بشار واحد: نتنياهو”. مضيفاً: “سفارة الرئيس الفلسطيني في دمشق تحتفل احتفالاً كبيراً وترفع صور بشار بينما بشار يحاصر الفلسطينيين في مخيم اليرموك بدمشق ليأكلوا أوراق الشجر”.
ويبدو أن حركة (فتح) تجاهلت أن من ترفع صوره في ذكرى ثورة فلسطين على احتلال إسرائيل لها، قد قتل من الفلسطينيين في أقل من خمسة أعوام، أضعاف من قتلتهم إسرائيل من الفلسطينيين أيضاً منذ عام 1948.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين قضوا في معتقلات النظام السوري فقط بلغ 428 قتيلاً، خلال الأعوام الخمسة التي تلت اندلاع الثورة السورية، في حين أحصت وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية 196 فلسطينياً قضوا في سجون الكيان الصهيوني منذ عام 1967.
وبحسب التقارير التي تعدها مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، فإنه في مخيم اليرموك وحده قضى 184 لاجئاً فلسطينياً منذ آذار/مارس 2011 نتيجة الحصار والقصف الذي يتعرض له المخيم منذ سنوات، في حين تم توثيق مقتل 198 لاجئاً في مخيم درعا وحده، 117 منهم قضوا بقصف قوات النظام.
كما تسببت الحرب التي يشنها بشار الأسد على شعبه بترحيل (15500) لاجئاً فلسطينياً سورياً إلى الأردن و(42500) لاجئاً فلسطينياً سورياً إلى لبنان، و(6000) لاجئاً فلسطينياً سورياً إلى مصر، وذلك وفق احصائيات وكالة “الأونروا” لغاية تموز/يوليو 2015، بينما هرب أكثر من (71.2) ألف لاجئاً فلسطينياً سورياً إلى أوروبا حتى نهاية ديسمبر- كانون الأول 2015، بحسب إحصائيات مجموعة العمل.
ويأتي ذلك وسط اتهامات وجهها ذوي الضحايا للفصائل الفلسطينية بالتخاذل، واتخاذ معظمها خطاً موازياً لخط النظام السوري في حربه على شعبه، وشاركته القتال ضد فصائل الثوار في معظم المخيمات الفلسطينية، ولم يحركوا ساكناً في التدخل لصالح المعتقلين الفلسطينيين في سجون النظام.