ناشطون ومثقفون سوريون يشككون في جدية المجتمع الدولي في التعامل مع حصار مضايا


504324666

«لا يمكن تصديق الهيئات الدولية على اختلاف أنواعها وأشكالها، تلك التي تقف عاجزة أمام مأساة الأهالي في مضايا، فأن يموت الأطفال جوعاً أمام العالم كله والذي بدوره يظهر بمظهر العاجز عن إدخال بعض الخبز والأرز إلى بلدة محاصرة في ريف دمشق، لهو أتفه موقف مر على التاريخ البشري بكل ما يحمل من كذب وتلوّ في العبارات والتبريرات»، هذا ما بدأ به حديثه أحد ناشطي ريف دمشق، يدعى «أبو وائل» وهو ناشط إغاثي يعمل في مختلف مناطق ريف دمشق ومنها الغوطة الشرقية.
ويعتبر الناشط الشاب أن «منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة والصليب الأحمر وغيرها كلها منظمات مسيسة تسير وفق الألاعيب السياسية العالمية، ولم تكن قط منظمات إنسانية مستقلة».
يقول ناشطون إن عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون في بلدة مضايا يتعرضون للموت جوعاً على يد ميليشيات حزب الله اللبناني، والذي لم يعد عمله الرئيسي مساندة نظام بشار الأسد بل غدا قوة مستقلة تعمل على قتل السوريين بشتى الأساليب الممكنة، لاسيما أولئك العالقين على مشارف الحدود السورية اللبنانية، والتي يعتبرها الحزب محميات خاصة به لا بد له من تطهيرها من أهلها، بحسب الناشطين.
يقول أبو وائل «ما يحدث اليوم في مضايا لم يحدث قبل ذلك في المناطق السورية باستثناء المعضمية التي اقتات أهلها على الكلاب والقطط وأوراق الشجر والنفايات من قبل، أكاذيب المجتمع الدولي لم تعد مادة للتصديق بالنسبة لنا، فنحن السوريين أدركنا تماماً أن العالم بأسره اتفق على إهمال قضيتنا واستمرار قتلنا والأداة هو النظام ومن يتبع له من قوى وميليشيات».
ويضيف «كما ندرك تماماً أن مجلس الأمن وغيره عبارة عن أماكن لم تخلق للمظلومين والضعفاء بل أوجدت من أجل استمرار قوة الأقوياء وازدياد بطشهم، فلو رغبت تلك الدول التي توكل نفسها بمنصب شرطي العالم أن تدخل الطعام لأهلنا المحاصرين لما تطلب ذلك أكثر من أمر شفهي يصدر من قبلها ويوجه للنظام السوري».
وقال الناشط الإعلامي وسام الحلبي أنه بإمكان من يرغب بإنقاذ أهالي مضايا من الموت جوعاً أن ينقذهم بكل سهولة وبساطة، وأوضح: «كما يقوم طيران التحالف بإنزال الأسلحة والذخائر لبعض القوى العسكرية التي تنسق معه في مناطق الشمال السوري المحاذية لمواقع تنظيم الدولة، فإنه بإمكانه إنزال المواد الغذائية للأطفال المحاصرين بنفس الطريقة، وكما قامت مروحيات النظام على مدى سنوات بإرسال المؤن لأهالي نبل والزهراء، فإن طائرات التحالف الدولي بإمكانها فعل ذلك في سماء مضايا».
عبد الغني حمادة رئيس اتحاد الكتاب والأدباء السوريين الأحرار سخر من تصريحات الأمم المتحدة حول توصلها لاتفاق مع النظام السوري بخصوص إدخال المساعدات إلى ثلاث مدن سورية هي الفوعة وكفريا الشيعيتان في ريف إدلب ومضايا المحاصرة، وتساءل بقوله «ترى هل كفريا والفوعة من البلدات المحاصرة أيضاً والجوع يفتك بأهلهما، أم أن المجتمع الدولي يكذب كالعادة، هل يموت الأطفال في كفريا والفوعة جوعاً؟ بالطبع لا».
فيما سخر ناشطون وإعلاميون من الدول التي تدعي مساندة الشعب السوري ووقوفها معه ضد جلاده، وعبروا بالكثير من العبارات التي تتحدث عن الفكرة التي طرحها «الحمادة» بتساؤلات كثيرة كان أهمها «ترى هل هذا مصير من يكون داعمه دول التحالف الإسلامي؟ وهل من الممكن مقارنة ذلك المصير بمصير من تدعمه إيران؟ بمقارنة حال الأهالي في بلدات كفريا والفوعة ونبل والزهراء، مع بلدة مضايا أو بلدات الغوطة الشرقية أو الغربية المحاصرة، نجد أن الوضع مختلف تماماً»، حسب قولهم.


المصدر : الإتحاد برس