ثلاثة أشهر من الاستنزاف في جبال اللاذقية.. بلدة سلمى عاصمة الثورة محاصرة نارياً


ثلاثة أشهر من الاستنزاف في جبال اللاذقية.. بلدة سلمى عاصمة الثورة محاصرة نارياً

حذيفة العبد:

سيطرت قوات النظام وميليشياته خلال الأيام القليلة الماضية على المرتفعات المطلة على بلدة سلمى، أهم بلدات جبلي التركمان والأكراد في ريف اللاذقية، بعد تمهيد من قبل الطائرات الروسية على المنطقة، ما استدعى طلب المؤازرات لإنقاذ البلدة من السقوط في يد قوات النظام، والتي باتت محاصرة (نارياً) بشكل شبه كامل.

وقال ناشطون إن أكثر من خمسين غارة جوية روسية بالصواريخ الفراغية والعنقودية استهدفت يوم الإثنين (11 كانون الثاني/يناير)، محاور الاشتباكات على أطراف بلدة سلمى التي بات من المستحيل التحرك منها وإليها نهاراً لكشف قوات النظام جميع الطرق المؤدية إلى البلدة والقدرة على استهدافها، فبات التحرك الوحيد للثوار ليلاً في جنح الظلام وبخطوات حذرة.

الناشط أبو محمد السلماوي أشار في حديث مع “ ”، إنه ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر، ومع دخول طيران العدوان الروسي إلى سماء سوريا، وقصفه المدن والقرى السورية، بدأت الحملة الشرسة على ريف اللاذقية، وهدفها كان واضحاً وصريحاً بالدخول إلى سلمى التي تعتبر أكبر قرى ريف اللاذقية، والمعقل الرئيس للثوار.

وأضاف بأن بلدة سلمى تعتبر خط المواجهة الأول مع قوات النظام، ولا يفصل بينها وبين قوات النظام سوى أمتار قليلة، وفي بداية الحملة حاول النظام اقتحام البلدة من خلال اقتحام قلعة كفردلبة والتي تبعد عن البلدة أقل من 2 كيلو متر، والتي تعتبر الخاصرة الشرقية للبلدة.

وأردف السلماوي: قوات النظام حاولت بمساندة الطيران الروسي والميليشيات الموالية له، وعلى مدار شهر كامل اقتحام هذه القلعة، ولكنها لم تستطع ذلك بسبب صمود الثوار الأسطوري على هذا المحور، وبعد أن يأس النظام من اقتحام سلمى من ذلك المحور لجأ إلى محاولة حصار البلدة، وتضييق الخناق عليها من الجهة الشمالية الشرقية، ومن الجهة الغربية، من خلال السيطرة على جبال وتلال عالية يستطيع من خلالها رصد كل الطرقات التي تصل إلى البلدة من الجهة الشمالية، فسيطر على قرى مركشيلية وكدين والمغيرية من الجهة الشمالية الشرقية، وسيطر أيضاً على تلال جب الأحمر وتلة غزالة من الجهة الشمالية، وسيطر أيضاً على جبل النوبة وبرج القصب من الجهة الغربية، وبالتالي أصبحت سلمى محاصرة فعلياً ولا يستطيع أحد الدخول أو الخروج منها إلا ليلاً وبدون أضواء.

وكانت كتائب الثوار حاولت استعادة السيطرة على برج القصب منذ عدة أيام، إلا أن القصف الجوي العنيف من قبل الطيران الروسي على المنطقة بعشرات الصواريخ على مواقع الثوار، حال دون استكمال سيطرة الثوار على البرج، وأجبرهم على التراجع.

وفي قراءة عسكرية للوضع الميداني في جبلي التركمان والأكراد نقل الناشط السلماوي عن مصادر عسكرية قولها إن قوات النظام فشلت خلال الأعوام الثلاثة الماضية في أسلوب المواجهة المباشرة، فلجأت بعد التدخل الروسي إلى أسلوب الأرض المحروقة واستنزاف الثوار في المنطقة في حرب طويلة كانت تتحاشى قوات النظام فيها الدخول في اشتباكٍ مباشر.

كما اعتمدت قوات النظام المدعومة بطائرات الروس على استهداف خطوط الإمداد الخلفية ونقاط الدعم اللوجستي بالنسبة للثوار، من خلال القصف المستمر على بلدات الشريط الحدودي مع تركيا والبعيدة عن نقاط الاشتباك، وهذه البلدات كانت تعتبر خط إمداد لكتائب الثوار من ريف إدلب المجاور، وهي أيضاً ملجئٌ لعائلات الثوار التي نزحت من مناطق الاشتباك.

هذا الواقع أثر بشكل سلبي على أعداد المقاتلين الثوار في جبال اللاذقية، فحرب الاستنزاف أودت بحياة أعداد كبيرة من المقاتلين، وأضعاف عدد القتلى من الجرحى الذين لا يستطيعون القتال، وآخرين انشغلوا بتأمين ذويهم في مكان آمن بعد أكثر من شهرين من القصف المستمر على البلدات التي تؤوي عائلات الثوار.

أخبار سوريا ميكرو سيريا