صاروخ (الفيل) الزائر اليومي لأحياء درعا البلد


تهدّم أحد الأبنية في درعا البلد نتيجة استهدافه بصاروخ (فيل) من قبل قوات النظام

يعرب عدنان:

تتعرض أحياء درعا البلد الواقعة تحت سيطرة الثوار، منذ إعلان الثوار بدء عملية عاصفة الجنوب في شهر حزيران/يونيو من العام الماضي، لقصف بصواريخ (الفيل) محلية الصنع من قبل قوات النظام، وخلال الأيام القليلة الماضية سجّل سقوط أكثر من اثنا عشر صاروخ (فيل) على هذه الأحياء، حتى أصبحت هذه الصواريخ تخيف الأهالي أكثر من الطائرات.

وتسببت هذه الصواريخ بحدوث دمار هائل في أحياء المدينة، خاصة وأن يملك الصاروخ قوة تدميرية كبيرة يستطيع من خالها تدمير بناء مؤلف من ثلاثة طوابق، بحسب ما أفاد الناشط أبو الياس البلد لـ “ ”.

وأوضح أن مدى الصاروخ يصل إلى كيلو متر واحد، ويتم ضرب الصاروخ على أحياء درعا البلد من الأفرع الأمنية في درعا المحطة، ومن حواجز قوات النظام في حي المنشية بدرعا البلد، والخاضعة لسيطرة قوات النظام، وتقوم قوات النظام بضرب الصواريخ ليلاً بعربة متنقلة، لمنع الثوار من تحديد مكان انطلاق الصاروخ.

وأشار إلى أن فشل قوات النظام بتحقيق تقدم على جبهات القتال ضد الثوار، جعلها تستهدف الأحياء المدنية بالصواريخ من أجل الانتقام من الأهالي، فخّف استهداف أحياء درعا البلد بصواريخ (الفيل) عدداً كبيراً من الضحايا أغلبهم أطفال، إضافة إلى إصابة العشرات بجروح، وبتر أطراف العديد من المصابين، ما أجبر الأهالي إلى النزوح إلى المزارع المحيطة بالمدينة.

جورج سمارة ناشط إعلامي، وفي حديثه لـ “ ”، أشار إلى أحياء درعا البلد تتعرض بشكل شبه يومي لصاروخ أو اثنين من نوع (الفيل)، وفي أوقات الاشتباكات قد يصل العدد إلى الأربعة صواريخ، ومعدل الصواريخ يتجاوز 25 صاروخاً شهرياً يسقط على أحياء درعا البلد وحي طريق السد.

وأكد أن الثوار استطاعوا قبل نحو عشرين يوماً من رصد السيارة التي تقوم بحمل منصة إطلاق الصواريخ، ونجحوا باستهداف السيارة ما أدى إلى توقف الاستهداف، إلّا أنه وخلال الأيام الماضية عاودت قوات النظام استهداف الأحياء التي يسيطر عليها الثوار من جديد.

قدرة صاروخ (الفيل) التدميرية تفوق القدرة التدميرية للبرميل المتفجرة التي تلقيها الطائرات المروحية، وللصاروخ أحجام متنوعة، فهناك الصغير ويقدر زنة حملته بـ 200 كيلو من المتفجرات، ولكن أغلب الصواريخ الحالية تزن 500 كيلو وبقدرة تدميرية عالية جداً، حسب ما أوضح سمارة.

وأضاف بأن معظم الأهالي في فصل الصيف نزحوا إلى المناطق المجاورة، ولكن بسبب برودة الطقس في فصل الشتاء، قرر معظم الأهالي العودة إلى ما تبقى من منازل صالحة للسكن، رغم حالة الرعب والخوف الدائم التي يعيشها الأهالي، ترقباً لسقوط صاروخ (فيل) على منازلهم، والذي بات يخيفهم أكثر من الطائرات الحربية والمروحية.

الناشطة في الدفاع المدني سارة الحوراني، أكدت لـ “ ” أن استهداف المنطقة بصواريخ (الفيل) الثقيلة تلحق دماراً هائلاً بالأبنية السكنية، وأودت بحياة العديد من المدنيين وأصابت العشرات بجروح.

وأشارت إلى أن الدفاع المدني السوري لا يملك المعدات اللازمة لرفع الأنقاض، من رافعات ثقيلة و(تركسات وبواكر) قادرة على رفع وإزالة الأنقاض الضخمة، والتي غالبا ما يتم الاعتماد على معدات بسيطة كالمقصات والمعاول اليدوية في عمليات البحث، ما يساهم في تأخير عملية إخراج العالقين تحت الأنقاض، بالإضافة إلى أن قوات النظام تقوم باستهداف مكان سقوط صاروخ (الفيل) بالقذائف الصاروخية والمدفعية والرشاشات الثقيلة والقناصة، ما يعيق عملية الإنقاذ، وأدى ذلك الاستهداف إلى فقدان عدد من المنقذين لحياتهم، وسقوط آخرين جرحى جراء ذلك.

وأردفت بأن استهداف الأحياء التي يسيطر عليها الثوار بصواريخ (الفيل) يسفر بشكل يومي عن دمار كبير بالأبنية السكنية، ومنها المدارس التي تتوقف فيها العملية التعليمية لعدة أيام، ما يؤخر التحصيل العلمي للأطفال، بالإضافة لسقوط عدد من الجرحى من الأطفال والأهالي، وتدمير البنية التحتية، وخاصة شبكتي المياه والكهرباء.

أخبار سوريا ميكرو سيريا