الجوع ما زال يحصد الأرواح في مضايا
14 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2016
عمر محمد:
نعم شبعت مضايا، ولكن رائحة الموت ما زالت تفوح رغم دخول الطعام، فأبو محمود الذي قضت رفيقة دربه أم محمود قبل أيامٍ فقط، شاءت الأقدار أن تكون فترة فراقهما لا تتجاوز الأربعة أيام، فقضى جوعاً أمس ولذات السبب.
مضايا نعت أمس الأربعاء إضافةً إلى أبو محمود، الشاب علي عوكر، من أبناء مدينة الزبداني، فقير جداً لم يستطع شراء الطعام، الذي كان يباع بأثمانٍ باهظة، وعانى الجوع طيلة الأشهر التي مضت، ولم يجد ما يأكله سوى الحشائش وأوراق الشجر، فبات جسده نحيلاً لا يقوى على مقاومة أي مرض، وقضى جراء سوء التغذية، فلم تسعفه المساعدات الأممية.
أما أبو محمود، محمد حسين صالح، فقد توفيت زوجته جراء الجوع وسوء التغذية قبل دخول المساعدات بيومين فقط، وجسده الذي بات جلدةً تكسو عظامه البارزة، لم يستطع تحمل حالة الحزن على رحيلها، ومرضه الذي انتشر بكافة أنحاء جسده لم يساعداه على البقاء حياً رغم وجود الطعام.
رئيس الهيئة الطبية في مدينة الزبداني عامر برهان (أبو نضال)، قال لـ “ ” لقد ناشدنا كثيراً قبل أن تتطور الأمور وتصل إلى ما نحن عليه، يجب على الأمم المتحدة أن تفتح طريق إنساني لإدخال الطعام وإخراج المرضى، فالمستشفى الميداني في مضايا لا يستطيع أن يعالج الحالات الموجودة في البلدة، فهي خطيرة وبحاجة الى مستشفى يحتوي كافة التجهيزات.
وأضاف: نحن نتواصل مع القائمين في الأمم المتحدة على إدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين داخل مضايا واليوم الخميس وعدونا بأنهم سيدخلون الطحين والمنظفات وحليب الأطفال.