تأسيس أول مركز للأطراف الصناعية في ريف درعا الشرقي
16 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2016
إياس العمر:
افتتح عدد من الأطباء والمختصين قبل أشهر مركزاً لتركيب الأطراف في ريف درعا الشرقي، ليلبي احتياجات الكثير من المدنيين الذين فقدوا أحد أطرافهم جراء الحرب التي تشهدها البلاد، ويهدف المركز إلى الاستغناء عن دول الجوار وتركيب الأطراف للمحتاجين في الداخل السوري.
وخلال السنوات الخمس الماضية من عمر الثورة نجح مجموعة من الأطباء في محافظة درعا في تأسيس عشرات النقاط الطبية والمستشفيات الميدانية، ولكن بسبب قلة الدعم المقدم والاستهداف المباشر من قبل قوات النظام، وقلة عدد الأطباء المختصين، لم يكن هناك سوى عدد محدود للغاية من المراكز المختصة.
ومؤخراً تم الإعلان عن افتتاح مستشفى “أحرار الجنوب”، ويعتبر من النقاط المجهزة على مستوى عال، وقد قام عدد من الأطباء بالعمل على جعل المستشفى مركزاً لتركيب الأطراف، لوجود حاجة ماسة في المناطق التي يسيطر عليها الثوار لمثل هذه المراكز، بسبب وجود مئات حالات بتر الأطراف.
في الآونة الأخيرة كثر الحديث عن وضع الجرحى المعاقين وخاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من بتر في الأطراف، سواء العلوية أو السفلية، بغض النظر عن الفئات العمرية من أطفال أو نساء وحتى الشيوخ والشباب، وتم الحديث مع مديرة صحة درعا ممثلة بالدكتور خالد العميان مدير الصحة، ومجموعة من الأطباء في موضوع مركز لتركيب الأطراف.
ولذا فقد بدأ العمل على التوجه نحو التخصص في العمل، وقد تم افتتاح مركز للولادات المتعسرة، وكان لهذه الخطوة دور كبير في تخفيف الضغط عن المستشفيات الميدانية، كما أن قيام منظمة أطباء بدعم مجموعة من المستشفيات في ريف درعا ساهم بتحسين الوضع الصحي، بحسب ما أفاد مدير مركز جراحة الأوعية وأحد القائمين على مستشفى “أحرار الجنوب” في حديثه لـ “ ”.
وأضاف الطبيب جلال الزعبي بأنهم يعانون منذ عامين من مشكلة الجرحى من ذوي الاحتياجات الخاصة المبتورة أطرافهم، فلابد من إلقاء نظرة على هؤلاء الجرحى ومد يد العون لهم، وبتنسيق مع مجموعة من المنظمات ومنها منظمة (الكامب أنامور)، فقرروا إنشاء مركز لتركيب الأطراف الصناعية في مستشفى “أحرار الجنوب”.
وأشار إلى أن اختيار المستشفى كان لمجموعة من الأسباب وهي المكان الجغرافي للمستشفى وهيكلية المستشفى الجاهزة، كون المستشفى يتمتع بمساحة كبيرة وبعيد عن المناطق المستهدفة من قبل النظام.
وأكد قدرتهم على تركيب الأطراف للمرضى وإتمام فترة العلاج الفيزيائي وفترة النقاهة، إضافة إلى القدرة على استقبال المريض كامل الفترة في المستشفى وذلك بالنظر لوضعه وهيكلته الجاهزة.
وعن حالات البتر في ريف درعا الشرقي أوضح الزعبي بأنهم قاموا بإجراء إحصائية عشوائية بداية عام 2015، وكان هناك 200 حالة بتر طرف علوي وسلفي في المنطقة الشرقية من درعا، وتمكنوا من الوصول إليهم عن طريق النشطاء، مشيراً إلى أن أكثر من 95 في المئة من حالات البتر بسبب الحرب، والباقي بسبب الأمراض وخاصة الأقدام السكرية، والتي أهملت في فترة الحرب، بحيث زادت نسبة البتر أضعاف مضاعفة عن الماضي، مؤكداً أن سوريا ما قبل عام 2011 كانت من أعلى الدول نسبة في الشرق الأوسط في حالات بتر الأقدام السكرية.
وأردف بأن المشروع يشابهه مشروع مركز الأوعية، حيث سيقوم بتخديم كامل المنطقة الجنوبية لسورية، ولا يخدم منطقة جغرافية محددة، والمستشفيات الميدانية تركز جهدها على الإصابات الحربية والمراجعات اليومية، وهي تقوم بالمهمة على أكمل وجهة، ولكن يجب العمل على تخصص في العمل، ونحن نهدف للارتقاء في العمل من خلال المراكز المختصة، فتركيب الأطراف يشكل أولوية، وندعو جميع المنظمات الطبية العاملة في الجنوب للتكاتف لإنجاح هذا المشروع، ومنها (أطباء بلا حدود – ميرفس – عون – هيئة عطاء – منظمة ماسا – هيئة شام).
وعن إمكانيات المركز قال “الزعبي إنهم يملكون كادراً يستطيع متابعة عمل المركز على أتم وجه، وسيكون للمركز دور في تأمين الأطراف لجميع الحالات، وسيعمل على متابعتها في الداخل السوري، ما يعني عدم حاجة المرضى الذهاب إلى المستشفيات في الدول المجاورة، مشيراً إلى أن هناك استعداد كامل من الجانب الأردني لإنجاح المركز وإدخال جميع المستهلكات اللازمة في الداخل، ومؤكداً على ضرورة إقامة مراكز من أجل متابعة المرضى من أصحاب الأمراض المزمنة كمرض السكري.