كلما تكلم بشار الاسد أو تابعه وليد المعلم عن المؤامرات التي تحاك حسب زعمهم على سوريا شرد ذهني إلى دون كيشوت وتابعه سانشو [1].

وفي كل مرة كنت أحاول أن اجري مقارنة بين هاتين الشخصيتين من عصرنا مع تلك من العصور السابقة كانت لاتتطابق أوجه التشابه تماما وكنت انهى نفسي عن أي كتابة حول هذا الموضوع. لكن لا يزال الموضوع يلح علي كثيرا فهناك حقا نقاطا تستحق الوقوف عليها.

1. ظروف الزمان:

لقد خرج دون كيشوت من عصر الفروسية إلى عصر التنوير ومع ذلك فهو يصر على العودة بالزمن إلى الوراء إلى العصور الوسطى عصور الظلام. بشار الأسد بالمقابل خرج من عصر الحرب الباردة الى عصر ثورة المعلومات والاتصالات ومع ذلك يصر على مواجهة الواقع بعنتريات عصر الحرب الباردة من خلال وسائل الإعلام.

2. الانفصام عن الواقع:

من كثرة ماقرأ دون كيشوت كتبا فقد انفصم عن الواقع. قرأ كثيرا عن الفرسان وبطولاتهم فأراد أن يصبح فارسا وهو الشخص غير المؤهل لذلك. أما بشار فمن كثرة التطبيل والتزمير من المنحبكجية الذين حوله ظن نفسه أنه فعلا رئيسا لا مثيل له في العالم فانفصل عن الواقع. ألم يقلها أحد ببغاوات مجلس التصفيق السوري أن بشار يجب ان يحكم العالم!

3. اختيار الشخص التابع:

بعد أن صدق نفسه على أنه فارس متجول عمد دون كيشوت إلى فلاح ساذج اسمه سانشو ففاوضه على أن يكون تابعا له لتكتمل صورة الفارس. يصدقه سانشو فيضع خرجا على حماره ويتبعه. في حين أن بشار بعد أن صدق نفسه على أنه رئيس ممانع فقد عمد إلى رجل يدعى المعلم فانتدبه ليكون وزير خارجيته. فيصدقه المعلم ويتبعه.( وترافق هذه البطولات أيضا مع شخصيات سانشاوية أخرى من مثل سهيل الحسن وغيره )

4. المعارك الوهمية:

خاض دون كيشوت معارك ضد طواحين الهواء التي حسبها اذرع شياطين وحسب الأغنام التي رآها جيشا جرارا حوله الساحر الى أغنام. لقد ساق هذه المبررات ليساعد نفسه على البقاء في أوهامه وأحلامه. يتوهم بشار الأسد أن هناك مؤامرة عالمية وكونية مزعومة عليه ولذلك يعتبر أن أشرطة الفيديو التي تفضح جرائمه مفبركة وأن الناس التي خرجت للتظاهر إنما خرجت لتشكر الله على نعمة المطر.

5. القاء اللوم على الآخرين عند الفشل:

سانشو هو من يتلقى النتائج السلبية لهلوسات سيده ووليد المعلم كذلك وخاصة بعد عرض الشريط المفبرك الذي جرت أحداثه في لبنان وقدمه التابع المعانشو على أنه جرى في سوريا. كذلك فإنه في كل مرة يهزم فيها دون كيشوت يلقي باللوم على السحرة الذين أرادو حرمانه من انتصاراته أما بشار فتارة يلقيها على الامريكان وتارة أخرى على الخليج وهكذا.

النتيجة: هناك فعلا نقاط تشابه كبيرة بين دون كيشوت وبشار الاسد وبين كل من تابعيهما سانشو ووليد المعلم. صبرا سوريا فانت تستحقين افضل من صاحب الرأس الفارغ [دون بشار].

——————————

[1] دون كيشوت هو شخصية ابتدعها الكاتب الاسباني سرفانتس في روايته المشهورة دون كيشوت والتي نشرت في القرن السابع عشر مع انطلاق اوربا في نهضتها

د. متفائل فبراير 6, 2012

فيسبوكيات – شاهد قائد العالم والسانشويين

ز