(الشلّة) ثلاث فتيات سوريات يتصيدن شباناً معارضين


fahiselik

محمد إقبال بلو: الاتحاد برس

“الشلّة” تعبير يطلقه السوريون على مجموعة من الأصدقاء أو الصديقات وتعني “الثلة” وهو الاسم الذي تطلقه الفتيات الثلاث على أنفسهن كمجموعة لا تستطيع التخلي عن أحد أفرادها، فالانسجام العميق والهدف الواحد وأسلوب الحياة المتشابه جعلهن فريقاً متميزاً بكل شيء.

“ملك” شابة في الخامسة والعشرين من إحدى البلدات في ريف حلب الشمالي ولدت وعاشت في المدينة، لتنطلق إلى أنطاكيا مع اندلاع الثورة السورية وبدء موجة اللجوء إلى المدن التركية، وحيدة سافرت تبحث عن حياة جديدة بعد نزاع مجهول السبب مع أسرتها ما لبث ليزول بعد شهور عدة “فكل عيب يغطيه السخاء” وملك لم تبخل بإرسال ما تستطيع من مال لأسرتها المقيمة في مناطق النظام بحلب.

أما “سمر” من حلب المدينة فهي نسخة مشابهة لــ “ملك” والفرق أنها تقيم مع أسرتها في انطاكيا أيضاً، ورغم ذلك استطاعت إقناع أسرتها بأن تقيم في منزل صديقتيها “ملك” و “أمل” في بيتهن المستأجر في حي الجمهوريات، أما عن “أمل” فلم نستطع معرفة الكثير عنها سوى أنها من “الشلة”.

التقينا لقاء واحداً بــ “سمر” التي كانت حريصة كل الحرص على دراسة أي حرف ستقوله قبل أن تتفوه به وكانت صريحة تماماً، إذ قالت لنا أنها “تكره الصحفيين” وبعد إلحاح بمعرفة السبب أجابت “بخاف منهن” أما التي اطلعنا على ما تقوم به وكيف تؤمن نفقات الحياة المرتفعة في تركيا وتدفع إيجار المنزل كما وترسل إلى أسرتها بعض المال كل فترة فهي ملك.

التقينا “ملك” للمرة الأولى نصف عارية في سيارة أحد الشبان السوريين المعارضيين، وعلى الرغم من معرفتنا بشخصيته وعمله تماماً إلا أن غاية القصة ليست التشهير بأحد بل التحذير مما حدث ويحدث كثيراً، وكان التعارف الأول يومها، لنلتقي بها صدفة مرة أخرى، وفي جلسة قصيرة مع فنجان قهوة استطعنا أن نعرف من خلال أسلوبها كيفية تأمين متطلباتها المالية.

إذ حاولت الفتاة مراراً أن تستغل الجلسة ولو باختراع قصة للتعاطف معها ومع معاناتها، وكيف أنها تعمل في شركة تجارية كسكرتيرة براتب جيد إلا أنه لا يكفيها نظراً لحاجة عائلتها المقيمة في حلب، وبعد الخروج من أحد المقاهي والسير على رصيف بالقرب من محلات تجارية تبيع المسلابس النسائية، حاولت “ملك” أن تبتذنا عن طريق دفعنا لشراء بعض الملابس التي أثارت إعجابها، ولم تنجح بالطبع.

وبعد متابعة الفتيات من خلال الشاب المعارض تارة، ومن خلال لقاءين مع “ملك” بدا من الواضح أن لــ “الشلة” علاقات متشابكة مع العديد من الشبان يحصلن من كل واحد منهم بعد كل لقاء على مبلغ من المال، وليس بالضرورة هنا أن يكون اللقاء جنسياً، إذ أنهن يمتلكن براعة فائقة بالحصول على ما يردن حتى ولو لم يقدمن شيئاً.

“أمل” وبعد محاولات عدة من قبل الشاب المعارض ذاته للوصول إليها، وعلى الرغم من أنها أساساً ليست صديقته بل صديقة “ملك”، عرضت الزواج على الشاب الذي تزوج بها وسرعان ما طلقها إذ لم يحتمل منها ان تمضي في نفس الطريق الذي انتشلها منه، كما رحبت هي بالطلاق معلنة “تزوجته لأجل المال وحصلت على الكثير منه”، وبالفعل طلقها لكن بعد فوات الأوان وبعد ان حصلت منه على مبالغ خيالية كان من المفترض أن تكون ثمناً لسلاح يتم به قتال النظام السوري.

بينما شوهدت “ملك” في أحد المقاصف بمدينة مرسين التركية صدفة مع شاب معارض آخر كما أنه ليس معارضاً فقط بل قائد عسكري في احد الألوية العاملة في ريف حلب الشمالي، وموجود على رأس لوائه المقاتل حتى اللحظة، بل يحمل وينادي بالكثير من الشعارات الوطنية والدينية أيضاً، وبعد أن شرب الكثير من الخمر، عرض الشاب عليها قضاء ليلة واحدة معه مقابل ثلاثة آلاف دولار، وقال الذين شهدوا الموقف أنها “رمت في وجهه المال ورفضت” إذ أنها كانت ترغب بالمال ولكن دون قضاء ليلة خاصة معه مكتفية ببعض الكلام المعسول واللمسات المثيرة لتحقيق ما تصبو إليه.

صراعات نشأت بين عدة قادة عسكريين حول تملك إحدى فتيات “الشلة” بل وصل بعضها إلى عمليات تصفية واختطاف لها دوافع “جنسية” بحتة في الحقيقة، فيما ظاهرها كان يبدو على أنها عمليات تتعلق بنزاعات الفصائل أو غير ذلك من الأعمال التي ارتكبها تنظيم داعش أو نسبت إليه.

الأسوأ في القصة كلها أن “مازن” والذي كان على صلة وثيقة بالفتيات، إذ كن يطلبنه أحياناً لإيصالهن في سيارته إلى أماكن يقصدنها مقابل مبلغ من المال بحسب الشاب.. فإن الفتيات الثلاثة انتهت صلاحيات جوازات سفرهن في وقت واحد وذهبن معاً إلى اللاذقية حيث قمن بتجديد جوازاتهن من فرع الجوازات التابع للنظام هناك، ومن ثم العودة إلى أنطاكيا.

بقي ان نذكر أن كل واحد منهن تحمل اسماً مستعاراً وكنية مستعارة، وقد اختارت الفتيات كنى أكبر وأشهر عائلات حلب لتحملنها وتسئن إليها كل يوم، على أنهن منحدرات من أسر أرستقراطية حلبية، ما يرفع تسعيرة التعرف عليهن ولقائهن.

– الأسماء كلها مستعارة وليست حقيقية.

أخبار سوريا ميكرو سيريا