(كلنا شركاء) توثق 7 حالات وفاة في مضايا بعد دخول المساعدات إليها
18 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2016
عمر محمد:
استمرت معاناة المحاصرين في مدينة مضايا حتى بعد دخول دفعتي المساعدات الأممية إلى بلدة مضايا بريف دمشق في 11 و 14 كانون الثاني الجاري، والتي كانت من أبرز ملامحها استمرار الوفيات جراء سوء التغذية في البلدة، حيث وثقت “ ” وفاة سبعة أشخاص في البلدة بعد دخول الدفعة الأولى من المساعدات.
الضحايا السبعة هم: الطفل محمد عثمان علوش، (15 عاماً)، ومحمد حسين صالح (أبو محمود)، الطفل وليد الحاج حمود في (15 عام)، الشاب علي عوكر، بسام الحلبوني، الشاب سليم عبد الحميد حمادة، محمد يوسف المغربي.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود العالمية نقلت عن أطباء مدعومين من قبل المنظمة بلدة مضايا المحاصرة، وفاة خمسة أشخاص من الجوع منذ وصول القافلة الإنسانية الأولى التابعة للأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري إلى البلدة، وذلك حتى تاريخ التقرير في السادس عشر من الشهر الجاري.
ودعت المنظمة بأشدّ العبارات إلى إخلاء طبي فوري إلى أماكن آمنة لتلقي العلاج خاصة للحالات الطبية الحرجة وحالات سوء التغذية تفادياً لسقوط المزيد من الضحايا.
وعانت بلدة مضايا من الجوع والحصار، بعد المعارك التي جرت في مدينة الزبداني، حيث تم تهجير إليها أكثر من 20 ألف نسمة، من أهالي الزبداني، الذين نزحوا الى مناطق مجاورة من مدينتهم مثل ( بلودان-الروضة-الديماس) ومناطق أخرى تحيط بالمدينة وصعد النظام وميليشا حزب الله الحصار على بلدة مضايا حيث منعوا دخول الغذاء والدواء، وأغلقوا الطريق الرئيسي الذي يربط البلدة بالطريق العام (أتستراد دمشق) حيث زرع عناصر النظام ألغام فردية أحاطت بالبلدة والتي بلغ عددها أكثر من 6،000 لغم، مما أدى لمقتل العديد من المدنيين وبتر أطرافهم ،أثناء بحثهم عن الطعام أو الحطب، في الأماكن الزراعية.
ووجه ناشطون وإعلاميون نداء استغاثة الى هيئة الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، ضد سياسة التجويع والحصار المفروض على بلدة مضايا، والذي يندرج تحت قائمة جريمة الحرب، بوجود أكثر من 40،000 مدني محاصر داخل البلدة، وخرجت مظاهرات واعتصامات في كافة دول العالم، نصرةً لبلدة مضايا، التي عانى أهلها من الجوع، جراء الحصار، مما استدعى التدخل العاجل من هيئة الأمم المتحدة لإدخال المساعدات الإنسانية بالسرعة القصوى.
إلا أن تأخر دخول المساعدات الإنسانية الى بلدة مضايا، لمدة سبعة أشهر من الحصار الخانق، حيث توفي أكثر من 65 شخص جراء الجوع وسوء التغذية وانفجار الألغام أثناء بحث المدنيين عن الطعام ومادة الحطب للتدفئة في المزارع القريبة من البلدة.
في الثاني عشر من كانون الثاني/يناير الجاري دخلت قوافل المساعدات الأممية الى بلدة مضايا، حيث دخلت 44 سيارة تحمل المواد الغذائية والطبية، مقابل دخول 22 سيارة الى بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب وتأتي هذه البنود ضمن اتفاق هدنة الزبداني/ الفوعة.
قدمت الأمم المتحدة إلى المحاصرين في بلدة مضايا في الدفعة الإولى بعض المعلبات والبطانيات بالإضافة الى مادتي السكر والأرز حيث تبعها بعد ثلاثة أيام إدخال مادة الطحين.