تجارة العبور للمناطق المحررة تنتعش بعد الإجراءات الجديدة التي فرضتها تركيا على السوريين الراغبين بالوصول إليها والأسعار”خيالية”


الاثنين 18 يناير / كانون الثاني 2016

تسببت الإجراءات الجديدة التي فرضتها تركيا على السوريين الراغبين بالوصول إليها، بانتعاش أسواق المهربين بين مناطق نظام الأسد والمعارضة، وارتفاع أسعارهم بعد زيادة الوافدين الراغبين بالوصول إلى الأراضي التركية بطرق غير شرعية .

وأمام ضبابية الإجراءات الواجب اتخاذها، و طول المدة والتكاليف المرتفعة لإصدار التأشيرة، فضل أحمد، وهو أحد السوريين الواصلين إلى مدينة “أنطاكية” التركية التنقل من دمشق إلى تركيا عبر مناطق سيطرة المعارضة على الرغم من امتلاكه أوراق السفر.

يروي أحمد “للسورية نت” قصة عبوره “الطويلة” و”الشاقة”، والتي بدأت عند خروجه من دمشق إلى اللاذقية للاتفاق مع مهرب بناء على نصيحة صديقه الذي سبقه.

“طلب مني مبلغ 250 ألف ليرة( 625دولار) رغم أني لست مطلوباً لكنه أقنعني أن حواجز النظام يمكن أن تعتقلني في حال توجهت إلى ريف حماه المحرر لأنني لست من أبناء المنطقة”.

ويتابع أحمد: “خرجت مع المهرب رفقة شابين آخرين عبر سيارته الخاصة، اجتزنا جميع حواجز النظام، والدفاع الوطني، دون أي تفتيش أو طلب للهويات، كان يشير بيده فقط، ويخرج بعض الأموال عبر النافذة ويتكلم مع العناصر التي يبدو أنها تعرف عمله”.

ويضيف الشاب العشريني “بعد ثلاث ساعات تقريباً وصلنا إلى قرية صغيرة بريف حماه تخضع لقوات النظام، لم ننتظر لأكثر من ساعة حتى وصل أحد الأشخاص عبر دراجة نارية، وبدء بنقلنا الواحد تلو الآخر”.

يصف أحمد، وصوله لمناطق المعارضة بقوله:”بعد عبوري لحاجز واحد تغيرت مشاهد الطريق وأصبحت أرى آثار الدمار والقصف فعلمت أن رحلتي انتهت ووصلت إلى المناطق المحررة”.

“أربع ساعات ضمن مناطق سورية أصبحت تكلفتها ربع مليون ليرة سورية من كان يتخيل ذلك” ؟ يتسائل أحمد باستنكار ويتابع: “رحلتي الثانية كانت أكثر صعوبة مع وصولي إلى الحدود التركية، شاهدت عشرات العائلات العالقة على الحدود”.

ووفق الشاب لم يكن هؤلاء المهربين أقل شئناً من سابقيهم لأن “جميع من يقومون بعمليات التهريب على الشريط يمكن اعتبارهم مجموعة واحدة، متفقون على الأسعار وعلى استغلال النازحين وتجرديهم من أموالهم”.

ويكمل أحمد، نهاية رحلته بالحديث عن متاعب العبور، وما عايشه مع العشرات من النازحين بالقول: “كنا مجموعة مكونة من حوالي 15 شخصاً، بيننا أطفال ونساء، أخذوا عن كل فرد مبلغ 25000 (72دولار) ثم لاذوا بالفرار عند اقتراب حرس الحدود منا، اعتقلنا لساعات وبعد عدة محاولات وصلت مع ثلاثة شباب بعد استمرارنا بالجري لمسافات طويلة جداً”.

من جهته، يرى بلال، أن “القرارات الأخيرة فرضت مصاعب كثيرة على أكثر من مليوني سوري يرتبطون بأقاربهم في الداخل. وبينما يخطو الشاب خطواته الأخيرة نحو الزواج.يترقب يومياً في وسائل الإعلام ويجتهد ليفهم القرارات الجديدة ومتلطباتها أملا في وصول أسرته”.

ورغم قناعة بلال، حالياً بضرورة سلوك الطرق الشرعية للوصول، لا يستبعد أن يضطر للتهريب في حال كانت الشروط فوق قدرته .

ويناشد من خلال حديثه لـ”السورية نت” أن “تتساهل تركيا في إعطار تأشيرات الدخول خاصة للفارين من مناطق النظام، كي لا يتحول القرار الأخير إلى باب رزق جديد لتجار البشر وسبب آخر لخنق السوريين من جديد”.

المصدر: السورية نت