مدير آثار بصرى الشام لـ (كلنا شركاء): قلعة بصرى مهددة بالمزيد من الدمار


425cded2-ae9b-4735-9040-0c8e2cb9d365

إياس العمر:

استهدفت قوات النظام ببراميلها المتفجرة في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، قلعة بصرى الشام الأثرية، التي تعتبر من أهم القلاع الأثرية الموجودة في العالم، وأدى القصف إلى دمار كبير في القسم الغربي من القلعة.

وفي حديث لـ “ ” قال مدير آثار مدينة بصرى الشام سليمان العيسى إنه قد نتج عن استهداف الطيران للقلعة حسب التقديرات والتوثيقات المبدئية انهيار الجدار الواقع بين البرجين الثاني والخامس الغربي في قلعة بصرى الشام التاريخية بشكل كامل، وإحداث حفرة عميقة أمام باب متحف التقاليد الشعبية في البرج الخامس، إضافة إلى اختراق البرميل للطبقة الثانية مما أدى إلى انهيار جزء كبير وسدّ الممرات بالحجارة الضخمة.

وأضاف بأن القصف أدى أيضاً إلى انهيار كامل القنطرة الواقعة أمام باب متحف التقاليد الشعبية، وتكسّر في حجارة أرضية البرج الثاني نتيجة لقوة الانفجارات، وتصدع القناطر الجدارية أمام البرج الثاني وانهيار قسم منها والقسم الباقي في حالة خطرة ومهدد بالانهيار.

وحذر العيسى من أن تصدعات خطيرة حصلت في أرضية الممر الواقع بين البرجين الخامس والثاني نتيجة القصف، إضافة إلى تدمير وتخريب القاعات في متحف التقاليد الشعبية (البرج الخامس) نتيجة ضغط الانفجارات الهائلة، وتصدعات وشقوق في جدار البرج الخامس من الأسفل وحتى أعلى البرج، كما أحدث الانفجار الذي نجم عن سقوط البرميل الثاني حفرة عميقة في أرضية الباحة السماوية المطلة على المسرح الروماني من الجهة الغربية.

كما تسبب البرميلان بتدمير وانهيار مدخل الباحة السماوية من الجهة الجنوبية والواصل بين الطبقة الأولى والثانية، وسقوط الأعمدة الحجرية المحيطة بالباحة السماوية والمطلة على المسرح الروماني الأثري من الجهة الغربية، وعددها خمسة أعمدة حجرية قطر كل منها ما يقارب المتر.

وأشار مديرالآثار إلى أن القنطرة الثلاثية المعقودة بالمدخل الجنوبي للباحة السماوية معرضة للانهيار في أية لحظة، وذلك بعد انهيار ودمار الجدار الذي تستند عليه القنطرة الثلاثية بشكل كامل، يضاف إلى ذلك تصدعات وبروز خطير وتقوّس في الجدار العلوي للباحة السماوية من الجهة الغربية، وتكسّر حجارة الأعمدة الأسطوانية المكونة للأعمدة نتيجة سقوطها.

وعن الأضرار الداخلية أوضح العيسى عدم قدرتهم على تقييم تلك الأضرار بشكل كامل بين الممرات والطبقات المحيطة بالمدرج الروماني، نتيجة انسداد كثير من الممرات الداخلية في الطبقة الثانية بالحجارة الضخمة والأتربة، وعدم قدرتهم الوصول إلى تلك الممرات خوفاً من انهيارات محتملة، وخاصة مع قدوم فصل الشتاء وتخلخل الحجارة نتيجة دخول مياه الأمطار في الشقوق والمداميك الحجرية المكونة للأبراج والجدران.

كما أكد أن القصف بالبراميل المتفجرة أدى إلى حدوث تصدعات وانهيارات محتملة، وخاصة أننا في فصل الشتاء، ومن المعروف علمياً بأن المباني القديمة والمتصدعة معرضة أكثر من غيرها للانهيار نتيجة تغلغل مياه الأمطار في الشقوق والتصدعات، ناهيك عن أن تكرار القصف المباشر أو القصف القريب من المواقع المهددة بالانهيار، فله نتائجه السلبية كون التصدعات والخلل بين الحجارة المكونة للمبنى الأثري غير ثابتة ومتخلخلة، ما يهدد تلك المباني بالانهيار السريع إذا ما تم قصفها مرة ثانية.

وعمّا إذا ما كان هناك أي تجاوب من قبل المجتمع الدولي لحماية تلك الآثار، قال العيسى إنه وللأسف حتى الآن لا يوجد أي تجاوب من قبل المنظمات وخاصة منظمة اليونسكو المعنية بالدرجة الأولى بحماية الآثار والتراث، على الرغم من أنهم خاطبوا اليونسكو بكتابين رسميين أحدهما دعوهم فيه للتعاون معهم باعتبارهم الجهة الوحيدة والمخولة بحماية المواقع الأثرية وصيانتها والمحافظة عليها، والكتاب الثاني دعوة من تراه اليونسكو مناسباً للمجيء إلى بصرى الشام والاطلاع عن كثب على واقع المباني الأثرية، والاطلاع على الخطوات التي قاموا بها في سبيل الحفاظ عليها.

وأضاف بأنه وبعد النداءات المتكررة والمتابعة من قبل علماء الآثار في فرنسا، استطاعوا انتزاع قرار إدانة خجول للقصف الذي تعرضت وتتعرض له مدينة بصرى الشام التاريخية بشكل مستمر، على الرغم من أن المدينة مسجلة في قائمة مدن التراث العالمي عام 1980م، فبعد أن قامت بقتل البشر ها هي قوات النظام تحاول قتل الحجر وتدمير التراث الحضاري والإنساني والذي يعبر عن هوية الشعب السوري ويحفظ تاريخه.

وفي ختام حديثه قال العيسى هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مدينة بصرى الشام القديمة، والتي تعتبر كلها متحفاً مكشوفاً يعرض تاريخنا، فهذه المرة الثانية التي يتم فيها استهداف قلعة بصرى الشام بالبراميل المتفجرة، ولكن الله سلم في المرات السابقة، عدا عن تدمير سرير بنت الملك (الكليبة) تدميراً كاملاً بقصفه بقذائف الدبابة بشكل مباشر.

أخبار سوريا ميكرو سيريا