بعد 27 حالة إصابة.. حكومة النظام تعترف رسمياً بانتشار انفلونزا الخنازير
20 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2016
حذيفة العبد:
أعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام على لسان مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتور أحمد ضميرية عن اصابة 27 حالة بفيروس انفلونزا الخنازير “اتش1 ان1” منذ ايلول/سبتمبر الماضي قضى منهم 11 شخصاً.
ونقلت صحيفة الثورة الرسمية في عددها الذي صدر أمس الثلاثاء عن ضميرية قوله إن المشافي العامة استقبلت منذ 22 أيلول الماضي ولغاية يوم أمس 107 حالات تحمل أعراض الإصابة بفيروس N1H1 تم تحويلها من قبل أطباء ومشافٍ خاصة أو لوجود مشاكل تنفسية، مشيراً إلى أن نتيجة فحص مسحة من مفرزات البلعوم بمخابر الوزارة أظهر 27 حالة مثبتة تحمل فيروس N1H1 توفي منهم 11 مصاباً على مستوى المحافظات كافة والوفيات بمعظمها من أشخاص يحملون أمراض عالية الخطورة.
جميع الحالات في مناطق النظام
وتأتي تصريحات مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة بعد عدة تصريحات من مسؤولين في وزارة الصحة، تنفي وجود لمرض اصلاً، بعد حوالي شهر على ظهور عدة إصابات في حلب.
وعلى الرغم من أن المرض ليس وباء، ولا مرضاً خطيراً، استغرب السوريون محاولات وزارة الصحة إخفاء الأمر وكأنه يعتبر فشلاً لأدائها، بحسب وسائل الإعلام الموالية للنظام، خاصة وأن جميع الحالات الـ 27 التي تحدثت عنها الوزارة ظهرت في مناطق سيطرة النظام شمال البلاد وجنوبها فقط.
وأشار مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة إلى أن الإجراءات الوقائية لوزارة الصحة تتضمن توفير اللقاح للفئات الأكثر عرضة للمرض كالنساء الحوامل والكهول والمصابين بأمراض مزمنة من جميع الأعمار والكادر الطبي العامل على تدبير حالات الإنتانات التنفسية الحادة في المشافي.
حالات مريبة في درعا
وفي حديث لـ “ ” مع الطبيب يعرب الزعبي مشرف شبكة الإنذار والترصد في محافظة درعا قال إنه لم يتم إلى الآن تسجيل أي إصابة مثبتة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في المحافظة، مشيراً إلى وجود بعض الحالات المريبة، حيث ظهرت بعض الأمراض التنفسية التي أدت لدخول بعض الأشخاص إلى المشافي، وتوفي عدد من الأطفال في ريفي درعا الشرقي والغربي ومحافظة القنيطرة بسب الأمراض التنفسية الوخيمة، معللاً أن هذا الوقت هو موسم الأمراض التنفسية في كل عام.
وأضاف الطبيب الزعبي أن حالات الامراض التنفسية الوخيمة متواجدة في جميع أنحاء المحافظة، بعضها تم علاجها، في حين بلغ عدد الوفيات نتيجة الامراض التنفسية الوخيمة ثمانية حالات خلال الأسابيع الماضية.
في المناطق الكردية أيضاً
ومن جانبه نقل الناشط يمان الحسكاوي عن مصادر طبية أن عدة حالات وفاة نتيجة الاصابة بمرض انفلونزا الخنازير وقعت في المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي في الحسكة، حيث سجلت اول حالة وفاة في المشفى الوطني في القامشلي لطفل يبلغ من العمر 15 عام اصيب بأعراض مشابهة تماما لأنفلونزا الخنازير، والثانية في مدينة الدرباسية لامرأة تبلغ من العمر 40 عام من عائلة السينو.
وأشار الحسكاوي إلى أن انتشار الأوبئة في مناطق الحسكة يعود إلى الإهمال الطبي في مشافي الحسكة والقامشلي وغيرها من المشافي الحكومية، وعدم اعطاء اللقاحات اللازمة في حين تحولت أغلب المشافي في المحافظة الى مشافي ميدانية تابعة للنظام وللميلشيات الموالية له كمليشيات سوريا الديمقراطية، كمشفى راس العين الوطني الذي اغلقته وحدات الحماية منذ سيطرتها على المدينة، حيث تم مصادرة كافة الاجهزة والمعدات منه ونقلها الى مشفى خاص بمقاتليها تم تجهيزه مسبقاً.
لا دليل على انتشارها في الشمال
وكان مدير مستشفى الأطفال والنسائية في بلدة “أطمة” الحدودية مع تركيا في ريف إدلب الشمالي نفى وجود أي إصابة بإنفلونزا الخنازير.
وقال الطبيب “محمد عبد السلام” خلال لقاء مع “ ” قبل حوال أسبوع: “لقد أصبح مرض انفلونزا الخنازير حديث الساعة، وأخذ ضجة إعلامية أكثر من اللازم”. مشيراً إلى وجود حالات مرضية معزولة في هذا العام، غير معتادة مقارنة بالسنوات السابقة، وهي عبارة عن حالات كريب شديد غير معتاد بكل أعراضه، إن كان بالنزلة التنفسية أو نقص الشهية أو الحرارة، بالإضافة للمرحلة المديدة التي تمر فيها خلال أسبوع أو عشرة أيام عند الطفل المصاب وعند الكبير.
وأردف بأنه ليس هناك تشخيص أكيد للحالات، ولكن هناك حالات أعراضها غير معتادة تراجع المستشفى كل يوم، مؤكداً حصول حالتي وفاة غير مفسرتي الأعراض، لكنها تتماشى مع أعراض انفلونزا أو إنتان فيروسي، مشيراً إلى عدم وجود إثبات مخبري تشخيصي لهذه الحالات.
كما أشار إلى حصول قصور تنفسي عند طفلين توفيا بعد ذلك، وأن هناك الكثير من المراجعين عندهم نفس الأعراض (قصور تنفسي)، لكن يتأخرون ريثما يتحسن وضعهم الصحي.