‘“القاف” والبطاقة الأمنية… أهم متطلبات المعيشة الحلبية’

21 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2016
4 minutes

  • حسان كنجو – سوريتي:

لا شك أن الكثيرين يعتبرون مناطق سيطرة النظام في مختلف المحافظات السورية هي الأكثر أماناً على الإطلاق في الوضع الراهن، وذلك يعود إلى ندرة قصفها، وعدم امتلاك الفصائل المعارضة للسلاح الأخطر على الإطلاق “الطيران” بنوعيه المروحي والحربي، والذي أجبر الكثير من العائلات على ترك منازلهم في المناطق المحررة والنزوح إلى مناطق سيطرة النظام أو اللجوء إلى البلدان المجاورة لسوريا.

وعلى الرغم من أن خطر القصف في مناطق النظام يكاد شبه معدوم، إلا أن القبضة الامنية التي يفرضها النظام وميليشياته واعتقاله للمدنيين لأسباب واهية تعد عاملاً عكسياً، دفع أيضاً ببعض العائلات للنزوح إلى المناطق المحررة أو إلى دول الجوار، عازين ذلك بمثلهم الشهير الذي كثر تداوله في عهد الثورة ” أم الميت بتنام وأم المعتقل ما بتنام” كما يقولها الشعب الحلبي.

“أحمد” شاب في الخامسة والعشرين من عمره ترك دراسته في قسم الهندسة المدنية، واتجه لبيع الخضار في أحد أسواق حلب “النظام”، علّه يُؤَمَّن قوت عائلته المكونة من 7 أشخاص.

يقول أحمد: “كل يوم في تمام الثامنة صباحاً أغادر منزلي باتجاه عملي، بعد أن أخرج عربتي التي أركنها في مدخل البناء الذي أقطنه، وأول ما علي فعله هو إلقاء تحية الصباح على عناصر حاجز النظام الذي لا يبعد سوى 20 متراً عن منزلي، وأحاول قدر الإمكان استلطافهم حتى لا يسببوا لي المشاكل، وبعد ان انتهي من تحية الحاجز المقدس أكمل طريقي إلى مكان عملي في سوق حي “الجميلية”، وهناك أبدأ بوضع الخضار التي أشتريها من أحد التجار في المنطقة”.

وأردف “في تمام الساعة الحادية عشرة، تأتي إحدى دوريات “الشبيحة” إلى المنطقة او كما يسميها الباعة بـ “جماعة الدفاع” لكونهم يتبعون لـ “الدفاع الطني”، وتبدأ بأخذ عينة مقدارها كيلوغرام واحد” من كل سلعة معروضة للبيع، كنت أعرف هؤلاء جيداً ولقد اضطررت لإنشاء صداقة وهمية كي أتجنب أية مشكلة من الممكن أن يختلقوها لي، حيث عمدت إلى إعطائهم ما يريدون دون أي اعتراض”.

وذكر ” في الآونة الأخيرة، اضطررت لدفع مبلغ مالي قدة 300 دولار، وذلك كأجور لاستصدار بطاقة أمنية تابعة لـ “الدفاع الوطني”، لمنع المضاياقات التي تطورت إلى تهديد بالاعتقال والضرب المترافق مع الشتم، وذلك بعد ان تم تبديل عناصر الدوريات التي الذين أعرفهم، ومع البطاقة الامنية أصبحت لا أخشى أحد حتى الحواجز العسكرية، لأنني أصبحت محسوباً عليهم “منهم وفيهم”، بالإضافة إلى استخدامي لحرف “القاف” كثيراً وبدلت لهجتي لتصبح كلهجة أهل الساحل أو “اللهجة العلوية” التي يستخدمها عناصر النظام على الدوام، نعم يا صديقي البطاقة الامنية و “القاف” أصبحتا ضروريتين أكثر من الخبز إن أردت أن تعيش في مناطق النظام بحلب، وإلا؟؟!!!”.

المصدر : الإتحاد برس