الغارات الروسية تجبر أهالي ريف حلب الشرقي على النزوح من منازلهم / كنا حوالي 100 شخص نسير ليلاً وننام نهاراً بالعراء أو في المساجد


الخميس 21 يناير / كانون الثاني 2016

يعاني الريف الشرقي لحلب وخصوصاً مدينة الباب وريفها الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” من حالات نزوح كبيرة للسكان بعد أن بدأت قوات النظام والطيران الروسي بتكثيف غاراتها وقصفها لمدينة الباب والقرى المحيطة بها مما دفع الأهالي إلى الهروب من هذا القصف.

في المقابل، قال مراسل “السورية نت” في حلب محمد الشافعي:  إن “تنظيم الدولة” يمنع السكان من مغادرة مناطقه مما حال دون نزوح هؤلاء الأهالي والهروب من الموت. إلا بتقديم رشاوي لعناصر حواجز التنظيم أو السير ليلاً هرباً من بطش التنظيم.

أم علاء (نازحة من مدينة الباب هربت من حواجز التنظيم) قالت لـ”السورية نت”: “بدأنا بالمسير من مدينة الباب بمحاذاه الحدود التركية السورية باتجاه الغرب منها إلى بلدة الراعي والوصول إلى قرية إحرص كنا حوالي 100 شخص نسير ليلاً وننام نهاراً بالعراء أو في المساجد خوفاً من أن يقبض علينا عناصر التنظيم ويجبرونا على الرجوع إلى مدينة الباب”.

وأضافت، “حيث قام عناصر الحاجز بإرجاع الشباب ومن يقدر على حمل السلاح على جاجز قرية إحرص وأبقونا في أحد المساجد إلى أن يتم تأمين سيارة لنا تقلنا إلى الباب أيضاً. لكن عندما طلع النهار وبدأ الطيران الروسي باستهداف أرتال الشاحنات وحواجز التنظيم سنحت لنا الفرصة بالهرب إلى الطرف الثاني إلى مناطق الثوار بعد أن تعرضنا لإطلاق رصاص من قبل عناصر الحاجز ولكن الله نجانا ووصلنا بأمان إلى منطقة الثوار واليوم نحنا بمدينة اعزاز”.  

من جانبه، قال أبو علي: “بدأت رحلتي مع النزوح من مدينة الرقة هرباً من غارات التحالف وصولاً إلى مدينة الباب بالعبور بشاحنات المازوت وعند الوصول لمدينة الباب تفاجأت بأن عناصر التنظيم لاتسمح بالانتقال الى الطرف الثاني أي إلى مناطق الثوار إلا بتصريح من ديوان الأمني الخاص بالتنظيم بقيت في المدينة حوالي الثلاث ايام بعدها تم تدبر الأمر بدفع مبلغ مالي لحواجز التنظيم على طول الطريق من الباب حتى احرص حيث بلغ المبلغ المقدم 400 دولار لكافة الحواجز بالإضافة إلى التذرع لهم بأنني بحاجة إلى عملية جراحية بتركيا وأنا الآن بمدينة تل رفعت انتظر إلى أن تلحق بي عائلتي”.

 الناشط الإعلامي عمار السلمو، قال لـ”السورية نت” : إنه “تم الاتفاق مع أحد صهاريح نقل المازوت لنقل أخيه من مدينته تادف بالريف الشرقي إلى مناطق الثوار في الريف الشمالي حيث أنه قام صاحب الصهريج بدفع رشوة لعناصر التنظيم على طول الطريق مايزيد عن 250 دولار بحسب أهمية كل حاجز على الطريق فيما لايستطيع أي أحد العبور سوى أن يكون حاملاً لتصريح من الديوان الأمني يسمح له بالعبور إلى مناطق الثوار”.

واصفاً أن “نظام الأسد والتنظيم لايختلفان عن بعضهما بشيء من حيث التصاريح الأمنية والرشوة ومصادرة أي شيء”.

يشار إلى قوات النظام وخلال الشهر الماضي بدأت بالتقدم باتجاه مدينة الباب ووصلت إلى قرية عيشة التي تبعد 10 كم عن مدينة تادف ومنها إلى مدينة الباب وسجل سقوط أكثر من 50 شهيداً بقصف الطيران الحربي الروسي إثر قصف هذه المدن والقرى بالبراميل المتفجرة وراجمات الغراد بشكل يومي الأمر الذي أجبر الأهالي على النزوح منها.

المصدر: السورية نت