فارس حلو: من يراهن على صدقية الجداول الزمنية الموعودة من أفاقي المجتمع الدولي فليبتعد عنا ويعيش أوهامه لوحده..


في تواطؤ مكشوف ومبتذل، و قصور في الوعي، تصدر التصريحات السياسية من الموظفين الدوليين والعرب وبعض السوريين، بخصوص المفاوضات وتفاصيل تحضيراتها، من تقديم اللوائح، إلى قبولها أو رفضها أو تصفيتها جسدياً، كما نلحظ التحمية الإعلامية للعبة صراع التصريحات وانزلاق الناس حولها، تهليلاً أو استنكاراً، وتفاصيل كثيرة ليست مؤثرة لكنها صالحة للتطبيل الإعلامي، متجاهلين الحاجة الأساسية ذات الأولوية لعموم الملايين من الشعب السوري، الحاجة لوقف شامل وصارم لإطلاق النار..
يقول “لافروف” : “إنه من المهم بدء العملية السياسية بأسرع وقت ممكن، واتفقنا على أنه عند بدء هذه العملية سيصبح من الممكن الحديث عن وقف إطلاق النار”.
بوضوح ومن دون مواربة يقصد أن وقف إطلاق النار ليس أولوية، وأنه ليس ملزماً الحديث عنه حتى ولو بدأت العملية السياسية!! فهو قال “من الممكن”!
أرجو أن نحذر من التهليل المشبوه لتصريحات هيئة التفاوض، قبل أن تنتفض رافضة البدء بالعملية السياسية قبل التفاوض أولاً، على وقف شامل وصارم لإطلاق النار حصراً، وقبل الدخول في النفق الموحش الذي نقاد إليه، نفق المفاوضات الماراثونية الأسدية الدموية..
من يراهن على صدقية الجداول الزمنية الموعودة من أفاقي المجتمع الدولي فليبتعد عنا ويعيش أوهامه لوحده..