نظام الأسد يشكل وفده لمفاوضات جنيف “المؤجلة” .. وروسيا تقول أنها ستبدأ حتى دون مشاركة المعارضة السورية

22 يناير، 2016

شكل نظام الأسد وفده المفاوض إلى لقاء جنيف التفاوضي مع المعارضة المرتقب في نهاية كانون الثاني/يناير الحالي والذي أعلنت الأمم المتحدة الخميس أن انطلاقته ستتأخر “على الارجح” لبضعة ايام لأسباب “عملية” قد تكون مرتبطة بخلاف على أسماء ممثلي المعارضة.

ويأتي ذلك غداة إعلان الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من اجتماع عقد في الرياض الشهر الماضي وضم أطيافا مختلفة من المعارضة السورية، وفدها للمباحثات. وقد ضم ككبير للمفاوضين محمد علوش، المسؤول السياسي في “جيش الاسلام”، الفصيل المقاتل الذي تعتبره كل من دمشق وموسكو “إرهابيا”.

وقال مصدر تابع لنظام الأسد لوكالة فرانس برس إن كلا من نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد ومندوب النظام لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري سيرأسان الوفد الذي يضم أيضاً “ثلاثة دبلوماسيين وثمانية من كبار المحامين”.

من جهتها أعلنت مسؤولة في الامم المتحدة في جنيف أن مفاوضات السلام المفترض أن تنطلق في 25 كانون الثاني/يناير الجاري “ستؤجل على الأرجح بضعة أيام لأسباب عملية”.

وابدت موسكو معارضتها الاكتفاء بأسماء الوفد المعلن في الرياض خصوصاً أنه يضم ممثلين عن فصائل مقاتلة. وعقد وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري لقاء في زيوريخ الأربعاء بحثا فيه محادثات السلام السورية. وجدد لافروف تأكيده أن بلاده تصنف جيش الاسلام بين “الكيانات الإرهابية”.

وأفادت صحيفة “الوطن” القريبة من النظام السوري الخميس أن لافروف وكيري توصلا إلى “اتفاق مبدئي يقضي بتكليف دي ميستورا بتشكيل الوفد المعارض مناصفة بين معارضة الرياض والأسماء التي تقدمت بها موسكو”.

ونقلت “الوطن” عن مصادر أن “كيري سيبحث مع المسؤولين السعوديين اليوم (الخميس) المقترح الروسي وسيحذر في حال ممانعتهم أن موسكو ستفرض وجود وفدين في جنيف ولن تقبل إطلاقاً بوفد واحد يمثل معارضة الرياض”.

وقالت “الوطن” من جهتها “إن تعيين علوش بصفة كبير المفاوضين عن وفد المعارضة، خطوة استفزازية هدفها الوحيد إفشال أي حوار ممكن بين وفد الحكومة السورية ومعارضة الرياض”.

– “تدخلات خارجية” –

لكن على الرغم من هذه الاعتراضات، أكد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات ورئيس الحكومة السوري السابق رياض حجاب الاربعاء ان “المفاوضات ستقتصر على من رأت الهيئة انه يمثل وفدها فقط”.

وأضاف “نسمع ان هناك تدخلات خارجية وتحديدا تدخلات روسية ومحاولاتها لزج اطراف اخرى في وفد الهيئة”، مؤكداً أن “موقفنا واضح ولن نذهب للتفاوض إذا تمت إضافة وفد ثالث أو أشخاص”.

وأكد العضو في الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية، الممثل في هيئة المفاوضات، سمير نشار لفرانس برس أن “الهيئة العليا للمفاوضات ترفض تماما تشكيل وفد ثان للمعارضة أو إجراء تعديل على الوفد المعلن في الرياض”.

وأشار إلى أنه من المفترض أن يجري كل من كيري ودي ميستورا مشاورات مع المعارضة في الرياض ستحدد ما ستؤول اليه الامور. وأضاف “إذا بقي الوضع على حاله، لن تعقد المفاوضات وسيكون هناك تصعيد عسكري من الطرفين”.

إلا أن صحيفة “الوطن” نقلت عن مصادر دبلوماسية في جنيف أن مكتب دي ميستورا قام بترتيبات “استقبال ثلاثة وفود، واحد عن الحكومة واثنين للمعارضة”.

وأفادت أن دي ميستورا “سيتوجه يوم الأحد المقبل إلى الرياض لمشاورات أخيرة قبل أن يعلن في مؤتمر صحافي الإثنين في جنيف أسماء وفد أو وفدي المعارضة”.

وفي كل الاحوال، لن يلتقي وفدا النظام والمعارضة مباشرة بل سيقوم الاكاديمي والمتخصص بالشؤون السورية فولكر بيرتس بدور الوسيط بينهما.

وتبنى مجلس الأمن بالاجماع في 19 كانون الاول/ديسمبر وللمرة الاولى منذ بدء النزاع السوري قرارا يحدد خارطة طريق تبدأ بمفاوضات بين النظام والمعارضة الشهر الحالي. وينص القرار على وقف لاطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهراً.

روسيا : المفاوضات ستبدأ حتى دون مشاركة المعارضة

وقال دبلوماسي روسي يوم الخميس إن بلاده ستدعم وفدا بديلا من المعارضة السورية للتفاوض مع النظام في محادثات السلام في جنيف إذا لم يتم تعديل فريق المعارضة الحالي أو إذا قاطع المحادثات.

وقال الدبلوماسي “ما نحاول تحقيقه هو إما توسيع وفد ‘الرياض‘ ليضم المعارضة المعتدلة أو أن يكون هناك وفد معارض منفصل.” وأضاف أنه في حال مقاطعة المعارضة للمحادثات “فسوف يأتي الوفد الثاني. سيتفاوضون مع الحكومة.”

وذكر الدبلوماسي الروسي أنه تم الاتفاق بين روسيا وأمريكا على عقد المحادثات السورية قبل نهاية الشهر الحالي وأن يوم الجمعة 29 يناير كانون الثاني هو آخر موعد محتمل. ( فرانس برس – رويترز)