داعش يفبرك صور قتلاه في حلب على أنهم جثث للجيش الحر

24 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2016

4 minutes

المصدر – عبد الوهاب عاصي

مؤخراً، حين قام الثوار في ريف حلب الشمالي بتحرير قرية ين يابان، من قبضة تنظيم داعش بعد اشتباكات عنيفة خاضوها ضد عناصره، ومن ثم الخروج منها، عرض التنظيم صوراً قال إنها لـ “هلكى صحوات الردة”، في إشارة لجثث ترجع إلى الجيش الحر، لكن تبين فيما بعد أن التنظيم عمد إلى فبركة هذه الصور التي تعود إلى قتلاه الذين سقطوا في القرية خلال الاشتباك مع الثوار.

كشف الناشط الإعلامي “محمود رسلان” في حديث مع شبكة “المصدر”، أن الصور التي عرضها تنظيم داعش، إنما هي من تصوير كاميرته حينما كان برفقة الثوار قبل الخروج من قرية ين يابان، الذين قاموا بجمع جثتين لقتلى التنظيم فوق بعضهم. مشيراً أنه استغرب من مدى التدليس الذي يقوم به إعلام التنظيم الذي عمد إلى استخدام نفس الصور بعدما أعاد ترتيب مكان تواجد الجثتين، هذا عدى عن محاولته التشويش عليها باستخدام خاصية التغبيش على الصورة.

وقال رسلان بعد عرضه الصور الحقيقة لـ “المصدر”، إنه “يمكن ملاحظة الحجرة بجانب الجثث للتأكد من أن المكان هو ذاته، إضافة إلى ملابس القتيلين، فيما يبدو أن داعش قام بقلب الجثتين وتوزيع تموضعهما؛ توظيفاً لفبركته المكشوفة”، وعزا سلوك التنظيم في ذلك إلى “الخسائر الكبيرة التي يتكبدها عناصره مؤخراً، خلال المعارك الجارية في ريف حلب الشمالي الشرقي، لا سيما وأن الثوار مصيرين على استعادة مساحات كبيرة كان قد احتلها التنظيم في وقت مضى، والأخير يدرك حشد الثوار لذلك”.

محمد الأحمد، أحد نشطاء مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، اعتبر أنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها تنظيم داعش بفبركة الصور، إذ نهج هذا السلوك في عين العرب – كوباني أيضاً حينما تدخل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ويحاول التنظيم إيهام مؤيديه أنه ما زال يتقدم على الأرض في معاركه ويكبد الطرف الآخر الخسائر؛ من خلال اعتماده على أسلوب “الكذب والخداع والتكتيك والإرهاب من قطع رؤوس إلى غير ذلك”.

ويرى الأحمد، أن تنظيم داعش يسعى بهذا السلوك إلى عدم إظهار خسائره أمام حواضنه سواءً ضمن هيكله أم على المستوى الشعبي، متسائلاً عما إن كان السوريون استطاعوا على مدار الفترة المنصرمة توثيق عدد قتلى التنظيم، أو حتى علموا بأن الأخير ينشر صوراً لقتلاه، “بل على العكس من ذلك هو يحاول أن ينهي أي أثر لجثث مقاتليه عبر تقديمها كمادة إعلامية تحشد له، وهذا يمثل عدم اكتراث داعش بعناصره بخلاف ما يبديه لهم وهو يحشدهم بغية استخدامهم لمشروعه”.

الجدير بالذكر، أن تنظيم داعش قام في العراق بوقت سابق، في محافظة بابل، برمي قتلى مقاتليه في النهر، وقد عزت مصادر إعلام عراقية ذلك؛ بأنه حفاظاً على معنويات مقاتليه، ومحاولة لإخفاء خسائره البشرية. فيما يشير العديد من المراقبين إلى احتمال قيام التنظيم بالتخلص من عناصره القتلى بأي وسيلة كانت، كأسلوب ممنهج يتم اتباعه.

يشار إلى أن فصائل المعارضة، تشن هجوماً واسعاً ضد تنظيم داعش الذي يتمركز عند صوران أعزاز وكفرة بريف أعزاز على الحدود السورية التركية، حيث يهدف التنظيم إلى التمدد نحو المدينة الحدودية والسيطرة على معبرها الاستراتيجي، بينما يهدف مقاتلو المعارضة إلى استرجاع كافة الأراضي التي سيطر عليها داعش بريف حلب الشمالي امتداداً إلى الشرقي، وكان قد ساهم أكثر من مرة سلاح الجو التركي بتوفير الغطاء الجوي لهم.

المصدر : الإتحاد برس