الراتب الشهري للموظف في حكومة النظام أقل من ثمن الحذاء الإيراني المستورد
25 يناير، 2016
دمشق – محمد القاسم:
ارتفاع حاد في أسعار الملابس والكثير من السلع الغذائية يسود أسواق العاصمة دمشق، يترافق ذك مع هبوط سعر الليرة السورية مقابل الدولار، ما زاد صعوبة الحياة في دمشق في ظل تقطيع أوصال دمشق بالحواجز، وحملات المداهمة وحملات الاحتياط التي أطاحت بفئة الشباب، وجعلت من دمشق كما يقول أهلها (كوكب زمردة للبنات فقط).
وأصبحت الفئة الغالبة من المجتمع والعمال وفي الجامعات من النساء، مع هجرة كبيرة جداً لم تشهدها دمشق من قبل للشباب السوري خوفاً من الاحتياط، بعد أن قام النظام بزج الآلاف من شباب دمشق وريفها على جبهات القتال مع الثوار.
يبلغ سعر البنطال الرجالي أو النسائي 4000 ليرة سورية وأكثر، والكنزة الرجالي من 3500 إلى 5000 ليرة سورية، وأما بالنسبة للمعاطف الرجالية فتبدأ من 10000 إلى 15000 ليرة سورية، وأسعار القمصان تتراوح بين 3000 و5500 ليرة سورية، أما سعر (المانطو) النسائي يتراوح بين 10000 و17000 ليرة سورية.
وبالاطلاع على أسعار الأحذية فقد بلغ سعر الحذاء الرياضي بين 6000 و8000 ليرة سورية، والأحذية من الماركات المشهورة والجودة العالية فقد يصل إلى أكثر من 20 ألف ليرة وأكثر، ولاسيما الأحذية المستورد او المقلدة، والتي بعضها مصدره إيراني، وأما أسعار الأحذية الجلدية فقد بلغ سعرها 5000 ليرة سورية، وهنا نتكلم عن أسعار متوسطة ليست بضاعة غالية ولا رخيصة.
وبالذهاب إلى محال البقالة وجدنا أن الأسعار تتفاوت من محل إلى آخر، ومن سوق إلى آخر، وهذا ما يؤكد غياب الرقابة التموينية عن التجار والمحلات التجارية التي يقوم بعض تجارها باستغلال الناس، والحجة دائماً جاهزة وهي ارتفاع الدولار ـو هبوطه، فقد وصل سعر كيلو السكر في هذه الأيام إلى 235 ليرة سورية، ونصف كيلو شاي أحمر من النوع الجيد بـ 550 ليرة، ووصل سعر الأرز المصري المستورد إلى 300 ليرة سورية للكيلو الواحد، وسعر أرز الكبسة إلى 400 ليرة سورية، والعدس إلى 500 ليرة سورية للكيلو الواحد، والفريكة إلى 600 ليرة للكيلو الواحد، وسعر طبق البيض وزن كيلو 850 ليرة سورية، والبرغل وصل سعر الكيلو الواحد منه إلى 150 ليرة سورية، والسمنة تباع بـ 1100 ليرة، وعبوة الزيت البلدي بـ 1150 ليرة، والزيت النباتي 420 ليرة سورية.
أما اللحوم فقد بلغ سعر كيلو لحم الغنم 4100 ليرة سورية، ولحم العجل بـ 3500 ليرة سورية، وسعر كيلو الفروج 900 ليرة، وسعر كيلو شرحات الدجاج 1490 ليرة، وطبعاً هذه الأسعار تخضع لهبوطٍ وصعود، بحسب ارتفاع وهبوط سعر الدولار وسعر السوق وسعر المحل.
وعن سوق الخضار، فقد بلغ سعر كيلو البطاطا 235 ليرة سورية، وسعر كيلو الكوسا 450 وسعر كيلو الباذجان 400 ليرة، وسعر كيلو البندورة 300 ليرة سورية، وبلغ سعر كيلو التفاح 300 ليرة سورية، فيما يشهد السوق الآن غلاءً فاحشاً بأسعار الحمضيات في أسواق مركز العاصمة دمشق، بعد قرار بتصديرها إلى روسيا، ولا ننسى أن الكثير من العوائل المحتاجة محرومة من هذه المواد، بسبب عدم القدرة على شراءها بهذه الأسعار.
ولوحظ في الآونة الأخيرة في الأسواق المحلية عبارة كتبت على الكثير من المنتجات الغذائية وهي (مستورد من الجمهورية الإيرانية لصالح الشركة السورية)، والتي يترأسها أحد كبار مسؤولي البلد، وهكذا أضحت معظم الغذائيات والمعلبات في أسواق دمشق، ولوحظ قلة جودة اللحوم في الأسواق الدمشقية، حسب مصادر محلية، مقارنة مع السنوات الأخيرة.
وإذا قمنا بمقارنة دخل الفرد الواحد في دمشق من فئة العمال أو الموظفين، فإن مدخوله لا يكفي لـ 40 في المئة من احتياجات المنزل ومستلزمات المعيشة في دمشق، حيث تتراوح رواتب العمال والموظفين العاديين بين 25000 و40000 ليرة سورية، وهذا المدخول لا يكفي ولا يسد سوى 40 في المئة من مستلزمات العائلة، في ظل الصعوبات التي تواجه المدنيين في هذه الأيام.
والتقت “ ” بأحد العاملين في محلات الملابس داخل أحد أسواق دمشق، ويدعى شادي، والذي روى لنا قصة معاناته مع ظروف الحياة القاسية التي يتعرض لها، حيث يعمل في محل لبيع الملابس لمدة 8 ساعات يومياً، ويتقاضى راتب وقدره 27 ألف ليرة سورية، وبعد انتهائه من المحل يعمل على سيارة أجرة داخل شوارع دمشق للعديد من الساعات، ليعود آخر النهار ولديه بعض الطعام والشراب لأهله، وكل هذا العمل وهذا المدخول ولا زال عليه ديون وكسر في الميزانية الشهرية.
أما رامي فهو شاب يعمل لدى محل لبيع الشاورما ويتقاضى أجراً وقدره 20000 ليرة سورية شهرياً، ويقول لـ “ ” إن هذا المبلغ لا يكفيه لشيء، فيأخذ القليل من مرتبه ويعطي باقي المبلغ لوالده الذي يعمل في محل لبيع الأحذية، فآجار منزلهم فقط 37000 ليرة سورية بالقرب من دمشق ويعتبر حيهم سيئ جداً من حيث الخدمات، وعليهم دفع 9000 ليرة سورية كفواتير ماء وكهرباء لا يرونها سوى ساعات قليلة في اليوم، يضاف إلى ذلك مصاريف المدارس والتعليم للأطفال، وأجور المواصلات وما إلى ذلك، والتدفئة حالياً في منزلهم على الحطب، في ظل شبه انعدام لمادة المازوت، لذلك لجأ غالبية الأهالي إلى استعمال مدافئ الحطب، وذلك لرخص سعرها مقارنة بمادة المازوت.
وتتفاوت آجارات البيوت في العاصمة دمشق في هذه الأيام بحسب المنطقة، حيث يبلغ آجار البيت الواحد في حي الميدان 90 ألف ليرة سورية، وفي حي البرامكة 130 ألف ليرة سورية، وفي المزة وشارع بغداد بين 140 ألف و160 ألف ليرة سورية، مع قلة البيوت والاشتراط على المستأجر من قبل صاحب البيت أن يدفع لستة أشهر أو سنة مقدماً، أو سلفة كبيرة لضمان حق المؤجِر، في ظل شبه انعدام للرحمة من قلوب بعض التجار.
ويذكر أن سعر الليرة السورية الواحدة مقابل الدولار الأمريكي في السوق السوداء بلغ 398 للمبيع و396 للشراء، في حين أن سعر المركزي 282 ليرة سوري، في حين بلغ سعر الليرة السورية مقابل اليورو 434 للمبيع و429 للشراء، فيما ما يواصل الذهب ارتفاعه ليصل إلى 12200 ليرة سورية للغرام الواحد من عيار 21.