حلب..مئات العائلات النازحة من القصف الروسي تستغيث للدخول إلى تركيا

25 يناير، 2016

تتواجد مئات العائلات النازحة من سكان ريف حلب الشرقي في البلدات والقرى الواقعة في الشمال السوري على طول الشريط الحدودي مع تركيا في ريفي حلب وإدلب.

وقال مراسل “زمان الوصل” في حلب إن النازحين افترشوا الأراضي الزراعية في ظل سوء الأحوال الجوية وتحت الأمطار، منتظرين أن يتمكنوا من الدخول إلى داخل الأراضي التركية.

وأضاف أن أكثر من 1500 شخص معظمهم من النساء والأطفال لجؤوا إلى البلدات والقرى الحدودية مع تركيا في ريف حلب الشمالي بهدف العبور منها إلى الأراضي التركية، إلا أن التشديد الذي تفرضه السلطات التركية على حدودها أجبرهم على أن يبيتوا في العراء على أمل أن يتمكنوا من العبور في أي لحظة.

وروت “أم محمد” لمراسل “زمان الوصل” ومعها أطفالها الخمسة، تفاصيل رحلتها في النزوح من مدينة “تادف” بريف حلب الشرقي، فقالت: “بعد أن اشتد القصف الروسي على مدينتنا قررنا ترك منازلنا والهروب نحو ريف حلب الشمالي، إلا أن تنظيم “الدولة الإسلامية” منعنا من ذلك، حتى اضطررت لدفع مبلغ 200 دولار لأحد المهربين الذي وضعني وأطفالي في صندوق شاحنة نقل بضائع إلى أن خرجنا من الريف الشرقي ووصلنا إلى مدينة اعزاز بالريف الشمالي”.

وأضافت أم محمد: “منذ 10 أيام وأنا أحاول دخول تركيا من هنا في ريف حلب الشمالي، ورغم أن الطقس بارد والأمطار لا تتوقف، إلا أنني مضطرة للجلوس في العراء مع أطفالي على أمل أن نتمكن من عبور الشريط الحدودي واللجوء إلى مكان آمن، فلا أعرف أحدا هنا، جميع أقاربي إما في مناطق سيطرة التنظيم أو في تركيا، وزوجي قتل قبل سنة بقصف لطيران النظام على البلدة، حتى المهربين هنا يكذبون علينا، فكل يوم يقولون لنا إنهم اشتروا الدورية التركية وسنعبر، إلا أننا على هذه الحالة منذ أن وصلت ولا ندري متى يمكننا العبور”.

أما الحاج عمر، وهو رجل خمسيني قال: “لا ندري ما الذنب الذي اقترفه هؤلاء الأطفال والنساء ليعاقبوا عليه من قبل جميع العالم، كل ما نطلبه هو أن يسمح لنا بدخول تركيا واستئجار منازل نودع بها أزواجنا وأبناءنا، منذ أكثر من أسبوع ونحن ننتظر دون أمل، لكننا مضطرون للانتظار فلا خيار آخر لدينا، ولن نعود من حيث أتينا بعد أن اضطررنا لدفع مبالغ طائلة لا يعلم سوى الله كيف جمعناها”.

وتابع الحاج عمر الذي نزح من مدينة “منبج” بريف حلب الشرقي حديثه لمراسل “زمان الوصل”: “لا تغادر الطائرات الروسية سماء الريف الشرقي وتمطرنا بعشرات الصواريخ التي لا تصيب سوى مساكن المدنيين، الوضع هناك مأساوي بكل ما تعني الكلمة ورغم ذلك يفرض تنظيم الدولة قيوداً صارمة على المدنيين ويمنعهم من حق تحديد المصير والهروب بأرواحهم وإنقاذ أطفالهم من الموت المحتم”.

وناشد النازحون العالقون على الشريط الحدودي مع تركيا عبر “زمان الوصل” كافة المنظمات الإنسانية والحقوقية للضغط على تركيا للسماح لهم بالدخول إلى أراضيها وتأمين الحماية لهم ومعاملتهم معاملة إنسانية مثل التي تقوم تركيا بتقديمها للنازحين التركمان.

والجدير بالذكر أن السلطات التركية تسمح لنازحي بلدات وقرى جبل التركمان في ريف اللاذقية بالدخول إلى أراضيها عبر معبر “اليمضية” الحدودي، بينما تغلق كافة معابرها البرية الأخرى في الشمال السوري أمام جميع السوريين.

المصدر: زمان الوصل