من مواطنة سورية إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان :
أعلم بأنني بينما أكتب إليك كلماتي هذه ربما تكون في خضم يومك تمارس عاداتك الصباحية ..تشرب قهوتك أو شايك ..تقبل ابنك أو حفيدك .. تغسل وجهك بمياه فاترة ..وتطالع الصحف التركية الصادرة اليوم والتي ربما ..ربما يكون قد فاتها أن تذكر على صدر صفحاتها خبراً عن آلاف السوريين المكدسين على حدود بلدكم يا سيادة الرئيس ..
آلاف :بينهم أطفال أيديهم تيبست من البرد وقلوبهم تحولت إلى عصافير مرتعشة تحت وطأة العاصفة
بينهم نساء ..أمهات وأرامل ومكل ومات ينتظرن السماح لهن بلحظة العبور الثمينة ..
بينهم شيوخ مسنون عيونهم وأجسادهم راكمت آلاماً لا يقدر بشري على تحملها خلال سنوات وأشهر ماضية لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في هذا البلد المأساة الذي اسمه سوريا ..
لم يكونوا طرفاً في الحرب ولم يختاروها ولم يحبوها يوماً ..
كانوا يفضلون الرغيف على كل شيء ومازالوا وهم الآن على بابك على باب فرج يمنعه عنهم الجندرما المتسلحون بأوامر عليا ..
أوامر عليا تتنافى مع ما اعتاده منكم أبناء البلد الجار من رحمة ورأفة واحتضان ..
أعرف وتعرفون يا سيادة الرئيس بأننا في عاصفة وبأن كل يوم يقضيه هؤلاء المساكين في العراء دون خيم ولا مأوى ولا شيء يقيهم شر البرد الشديد سيكون وبالاً عليهم وعلى أطفالهم .. وأثق تماماً بأنكم لا ترضون بأن ينتظر طالب لجوء على أبوابكم وبأن الكرم لا يطلب من أصحابه ..
أثق ويثق الشعب السوري الجريح بأنكم لا تغلقون منافذ الخلاص على بسطاء هذه الأرض يا سيادة الرئيس …
التوقيع : زويا بوستان مواطنة سورية عاجزة عن فعل أي شيء ..
ملاحظة : أرجو من الأصدقاء الذين يتحدثون التركية ترجمة الرسالة ونشرها على مواقع النشطاء الأتراك الذين يستطيعون ربما إيصالها إلى السيد إردوغان …