قبيل جنيف: موقف ثابت من الهيئة العليا للمفاوضات وحذر من وفد لوزان


قبيل جنيف: موقف ثابت من الهيئة العليا للمفاوضات وحذر من وفد لوزان

المصدر | عبد الوهاب عاصي

من المفترض أن تنطلق يوم غد الجمعة، 29 كانون الثاني/ يناير محادثات السلام السورية، في ظل أنباء عن حضور تشكيلتين للمعارضة السورية، بعدما تمخضت اجتماعات خلال اليومين الماضيين في مدينة لوزان السويسرية، عن قائمة مكونة من 30 شخصية، أرسلت إلى المبعوث الأممي الخاص لسورية، ستيفان دي ميستورا؛ كي تشارك كوفد واحد بموازاة الوفد الذي أنتجه مؤتمر الرياض، في مباحثات جنيف تحت مسمى وفد “الديمقراطيين العلمانيين”.

وتُحسب هذه القائمة على روسيا، فيما يبدو أن الأخيرة ستفرضها على الهيئة العليا للمفاوضات، التي رفضت إضفاء أي شخصية اقترحتها موسكو، بالرغم من الضغوطات الأمريكية التي جاءت على لسان وزير الخارجية جون كيري، هذا الموقف الذي يراه الكاتب والمعارض السياسي “موفق زريق” بأنه يعكس “حقيقة السياسة الامريكية الذي بات عارياً بالرغم من البيان الصادر عن مسؤول الملف السوري مايكل راتني الذي جاء لامتصاص الصدمة”. ما تسبب بفقدان المعارضة لثقتها بالولايات المتحدة الأمريكية، حسب اعتبار الحقوقي والمعارض السوري “رديف مصطفى”، والذي أضاف بأن واشنطن رغم أنها لا تزال أقوى دولة في العالم إلا أنها تتصرف بعجز تجاه الملف السوري، فهي لا تزال مترددة وغير حاسمة بمواقفها إزاءه”.

ووفقاً لـ “زريق” الذي أجرت شبكة “المصدر” اتصال معه، فإن موقف الهيئة هو تفاوضي جيد لكن المهم الاستمرار به”، وبالرغم من استبعاده لذلك؛ نظراً لإصرار المجتمع الدولي على “التلاعب بالوعود والضمانات، عدى عن تعرضهم للضغوط”، إلا أنه قال “لمست إصراراً على التشبث بهذا الموقف خلال لقائي أمس مع نائب رئيس هيئة المفاوضات”، وهذا بدوره يمكن أن يمنح الهيئة مصداقية الاستقلال في القرار، بالإضافة إلى التمثيل الجدي لمعاناة الشعب.

وشدد على أن “المفاوضات لا تحكمها القرارات والمبادئ بل موازين القوى وهي ليست لصالح المعارضة الآن، في ظل التفاهم الروسي الامريكي باتجاه إعادة انتاج النظام”، وفي ذات الوقت اعتبر أن حضور حزب الاتحاد الديمقراطي ضمن وفد لوزان، هو بمثابة “التخريب والكارثة؛ باعتباره أحد أذرعة النظام وإيران”.

من جانبه قال “رديف مصطفى” في حديث مع شبكة “المصدر” إن “الهيئة العليا للتفاوض ليست بوضع تحسد عليه فهي تتعرض لضغوطات روسية لا تقل شراسة عن العدوان الروسي المباشر في تفتيت وتجزئة الوفد المفاوض مستغلة عدم مهنية دي مستورا كوسيط ومن جهة أخرى هي ملزمة بمطالب الثوار والثورة في عدم التنازل عن الثوابت والتأكيد على عملية الانتقال السياسي كهدف للمفاوضات لا عبر تفريغها من مضمونها وجعلها مجرد مباحثات تتعلق بالملف الانساني رغم أهميته”.

كما يعتقد “مصطفى أن “موقف الهيئة العليا جيد ويستحق المساندة وعلينا ان نتذكر بأن الثورة فشلت بإسقاط النظام بالقوة كما فشل النظام بقمع الثورة، ولذلك خيار التفاوض من أجل تسوية سياسية رغم مرارته إلا انه ضروري والقرارات الدولية وبالأخص بيان جنيف تلبي الحد الأدنى من مطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة وإنهاء الاستبداد ووضع البلاد على سكة التحول الديمقراطي”.

وفيما يخص الدعوات المفتوحة التي وجهها دي مستورا، والتي أدت بالتوازي مع الضغوط الروسي إلى تشكيل وفد “الديمقراطيين العلمانيين”، قال إن “ديمستورا تجاوز من الناحية الديبلوماسية دوره كوسيط وبدأ يتصرف كوصي في توجيه دعوات بناء على طلب روسيا التي تحاول فرض نفسها كخصم وحكم في العملية”. أما بخصوص حزب الاتحاد الديمقراطي اعتبر أن دعوته “لن تؤثر على سير المفاوضات عملياً لا سلبا ولا إيجابا، فقد يكون وجوده استشاري لا أكثر”. وحول تأجيل إصدار قائمة الفصائل الارهابية شدد على أن “النظام وحلفائه في طهران وموسكو يعتبرون كافة الفصائل العسكرية المنخرطة بالثورة إرهابية بينما المجتمع الدولي يميل باتجاه اعتبار داعش والنصرة فقط ضمن هذه القائمة، ووفقاً لذلك يمكن أن يرحل الحديث عن هذه النقاط لمرحلة متأخرة من المحادثات، وقد يكون ذلك سبب تأخر إصدار القائمة النهائية.

(قسم تقارير)

The post قبيل جنيف: موقف ثابت من الهيئة العليا للمفاوضات وحذر من وفد لوزان appeared first on المصدر.


المصدر : الإتحاد برس