روايات وروايات مضادة.. من الذي يعرقل مشروع اندماج ضخم في سوريا؟

29 يناير، 2016

رد اثنان من المحسوبين على جبهة النصرة على سلسلة “تغريدات” نشرها الناشط الشهير باسم “مزمجر الشام” حول مبادرة لتوحيد الفصائل المقاتلة قابلها أمير جبهة النصرة “أبو محمد الجولاني” بمبادرة أخرى.

ونفى قيادي في جبهة النصرة يعرف عن نفسه باسم “أبو عمار الشامي” وجود أي مبادرة رسمية ومدروسة بخصوص التوحد، واصفا المبادرات بأنها “دعوات عامة من قبل العوام والمجاهدين وطلبة العلم”.

واعتبر “الشامي” أن النصرة كانت من البداية حريصة على توحد الفصائل، وأنها ترجمت ذلك عبر استضافة فصائل جيش الفتح “للارتقاء من التنسيق العسكري إلى الاندماج الكامل، بعد موافقة مبدئية منهم”.

وأوضح “الشامي” أن أمير النصرة حضر الاجتماع، وكان آخر المتكلمين، حيث قدم “طرحا فيه العديد من الضوابط الشرعية والسياسية لمواجهة التحديات الحالية بما فيها حاكمية الشريعة والحفاظ على المهاجرين، وتعهدت جبهة النصرة بالالتزام بقرارت مجلس شورى الجسم الجديد وبرايته وبميثاقه، وتخلت عن إمارته دفعا منها لإنجاح هذه الخطوة”.

وتابع “الشامي”: “تغافلت جبهة النصرة عن البيانات السياسية وعلاقات الفصائل والجهات الداعمة لها تغليبا لجمع قوة المجاهدين، مع تحفظها (النصرة) على تلك العلاقات وآثارها على الساحة الشامية”.

وقال “الشامي” إن جميع الفصائل الحاضرة وافقت على مبادرة “الجولاني” باستثناء “حركة أحرار الشام” التي “علقت الجلسة، وأثارت مسألة فك الارتباط فشرح الشيخ الجولاني للفصائل ماهية الارتباط ومدلولاته من وجهة نظر جبهة النصرة، فوافقت الفصائل مجددا إلا أن الشيخ أبا يحيى المصري (قائد الأحرار) أصر على فك الارتباط، مع طلب الحاضرين له بالموافقة (على مبادرة الجولاني) بما فيهم الأخ أبو البراء معرشمارين”.

وختم “الشامي”: “أقر الجميع بحجم التنازلات والخطوات التي قدمتها جبهة النصرة تجاه خطوات الاندماج وعلى أحرار الشام أن تخطوا خطوة واحدة فقط وتوافق”، منوها بأنه اضطر للحديث مع تسريب الأخبار عن طريق “مزمجر الشام”.

بدوره اعتبر الملقب بـ”حمزة الكاريبي” (محسوب على النصرة) أن “التكلم عن مبادرة سارية في الأرض ولم تنته ولا زال التشاور قائما فيها، لهو سعي حثيث لإفشالها، وهذا من عمل الشيطان وكل أفاق كذوب”.

وثنى “حمزة” على كلام “الشامي” لافتا إلى أن “جبهة النصرة تنازلت عن الإمارة والتزمت بمجلس شورى ملزم وتعهدت برفع علم واسم الكيان الجديد، ولم تضع شرطا أو قيدا على أي فصيل”.

وواصل: “جبهة النصرة كان طرحها واقعيا وليس إعلاميا ولم تشترط على أي فصيل أن يتبرأ من علاقاته أو من المواقف التي لا تتفق معها الجبهة، وكما أن ارتباط الجبهة بالقاعدة قد يسبب إحراجا للفصائل مع الخارج فإن ارتباطات الفصائل وبياناتها المخزية تشكل حرجا لنا في الداخل، بل تمثل خطرا على الجهاد ككل”.

وخلص “حمزة” إلى القول: “الطرح الواقعي هو أن نسمو عن هذا وذاك، وأن نقبل ببعضنا البعض كما نحن على الحقيقة ونندمج في كيان جديد يغسل خلافات الماضي”.

وكان المغرد المعروف بتتبع أخبار الجماعات الجهادية “مزمجر الشام” قد اعتبر أن “الجولاني” أضر بمبادرة التوحد بتقديمه مبادرة مقابلها، وصفها “مزمجر” بأنها “مبادرة ضرار”.

وتحت هذا العنوان، روى “مزمجر” بعض ملابسات المشهد، ابتداء من “مبادرة” أطلقها “مجموعة من طلبة العلم والشخصيات المستقلة ومايعرف بمجلس شورى أهل العلم”، تهدف لتوحيد الفصائل، وما تعرضت له تلك المبادرة من أخذ وردّ، وانتهاء بطلب “الجولاني” اجتماعا للفصائل طرح فيها مبادرة جديدة “تهدف إلى توحد فصائل جيش الفتح فقط”.

وأبان “مزمجر” أن مبادرة زعيم النصرة ارتكزت على عدة نقاط “أبرزها : تحكيم الشريعة، رفض العملية السياسة، حماية المهاجرين، توحيد الإمارة والقضاء”، وأقر “مزمجر” بأن “الجولاني” أعلن في الاجتماع نيته التخلي عن زعامة التشكيل الجديد.

وتابع “مزمجر”: “طرح الجولاني هذا قابله موقف متخبط من فصائل جيش الفتح: فقسم أبدى موافقة مبدئية، وقسم اشترط فك ارتباط النصرة (بتنظيم القاعدة)، وقسم لم يعط موقفا واضحا.. رفض الجولاني شرط فك ارتباط النصرة بالقاعدة، واقترح إخراج بيان بعدم ارتبط الكيان الجديد بأي جهة خارجية دون التدليل على القاعدة”.

وطرح “مزمجر” في نهاية كلامه عدة أسئلة، منها: لماذا لم يستجب الشيخ الجولاني لمبادرة أهل العلم التي لاقت قبولا وتأييدا وإجماعا من مختلف الفصائل وحرص على طرح مبادة جديدة؟!. لماذا تقدم النصرة مصلحة التنظيم على مصلحة الثورة وضرورة المرحلة بالتوحد، برفضها مناشدات الفصائل بفك ارتباطها بالقاعدة؟!

وختم “مزمجر” موجها نصيحة لأمير النصرة وقادة الفصائل بأن “اتقوا الله في مسلمي الشام وفي جنودكم واعلموا أنكم ستحاسبون أمام الله والأمة والتاريخ”.

المصدر: زمان الوصل