عشية “جنيف” آراء السوريين تتباين حول المؤتمر


إسطنبول ـ مدار اليوم

أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات برئاسة د.رياض حجاب المشاركة في مؤتمر جنيف، بعد سلسلة من التجاذبات الّتي سبقت قرار الهيئة، التي أعلنت عن تلقيها تطمينات أميركية، بشأن تحقيق شروطها للمشاركة في المؤتمر، في الوقت الذي أعلن عنه المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا أنّه من المتوقع أن تعقد الجلسة الأولى من المفاوضات يوم غد الأحد.

الشارع السوري بدا داعماً للهيئة العليا للمفاوضات في محادثات جنيف 3، شريطة أن تحقق أهداف الشعب السوري في الداخل، وترفع الحصار عنها، وتطلق سراح المعتقلين، في الوقت الذي لم يرّ فيه خروجاً من نفق المظلومية التي تطاله مع استمرار القصف والتهجير.

ويرى الناشط الإعلامي في الريف الغربي من حلب أحمد حسن عبيد، أنّ المؤتمر مقيد بسلاسل المعتقلين، ووقف القصف، وفك الحصار عن المحاصرين انسانياً، أي أن هيئة المفاوضات قد أخذت الجولة كاملة حتى حصلت على ضمانات، والآن هيئة المفاوضات والشعب السوري والعالم ينتظر مشاهدة حلقه جديدة من زيف أقاويل الانسانية التي لعبت عليها الدول والأمم المتحده، والفاتورة دماء وأرواح سورية تزهق وحرية مكبلة اليدين وخلف ضوء الشمس ومحاصرين بين فك الموت جوعاً أو تحت مرمى القصف.

وينظر “عبيد” حلال حديثه لـ”مدار اليوم” إلى الهيئة العليا للمفاوضات بإيجابية حتّى الآن، مشيراً إلى أنّ هيئة المفاوضات  تحاول وتسعى لتحقيق جولة رابحة بجنيف 3 من منطلق قرارات جنيف 1.

بدوره الناشط الإعلامي ماجد عبد النور، يرى خلال حديثه لـ”مدار اليوم” أنّ لا أثق بنجاح مؤتمر جنيف، طالما أن الطرف الأقوى في الصراع السوري هي روسيا، الّتي تدعم نظام الأسد، وتقصف وتحتل البلد وتضع وصايتها عليه، في ظل غياب تام لأصدقاء داعمين حقيقيين للثوار، سوى التصريحات الإعلامية التي يعيدون تكرارها منذ خمس سنوات.

ويُبدي عبد النور أمله في نجاح المؤتمر، مشيراً إلى أنّه مع أي حل، يُوقف شلال الدماء، ويُفضي لاسقاط النظام، لكنه على ما يبدو صعب المنال، في الوقت الراهن في ظل استمرار الروس في دعم نظام الأسد، وعدم وجود ضغوط حقيقة من قبل الأميركان عليهم؛ لإجبارهم على الرضوخ لتسوية سياسية، بالإضافة لعدم توفير مقومات الحماية للشعب السوري من خلال دعم مقاتلي المعارضة بمضادات الطيران.

عضو مجلس قيادة الثورة والقيادي في كتائب العز بن عبد السلام في الساحل السوري مصطفى سيجري، يقول لـ”مدار اليوم”: “للأسف لا يوجد عندنا اليوم أي ثقة في المجتمع الدولي، ولا مجلس الأمن ولا الدول الكبرى، وننظر إلى مؤتمر جنيف على أنه يمشي في سياق تمييع حقوق الشعب السوري والتهرب من محاكمة القاتل، ودعم قوى الإرهاب والتطرف الناتجة عن مناصرة الطغاة على حساب الشعوب”.

ولا يعقد “سيجري”  أية آمال على المؤتمر، ولكنه في الوقت ذاته يشدد على دعم أي خطوة من شأنها تخفيف معاناة الشعب، وخطوات هيئة المفاوضات العليا ما دامت تنعكس إيجابً على الثورة السورية، موضحاً أنه “لا يقبل أي تنازل عن الثوابت والحقوق، ويعتبر آداء الهيئة حتى اللحظة مقبول ومرضي للشارع السوري”.

وفي ذات السياق، يرى الناشط محمد حسن الحمصي خلال حديثه لـ”مدار اليوم”، أنّ موقف الهيئة العليا برفضها الذهاب موقف يرقى لثورتنا خصوصاً انه يعتبر أول توافق لقوى المعارضة بالداخل مع المعارضة الخارجية وإن انتهى القرار اليوم بحضور وفد المعارضة، ولكن كان بوعود والتزامات معينة، وهذا نصر أولي لعدة مقاييس أهمها فشل إثبات وفاعلية المعارضة “المتنطعة” -في إشارة إلى صالح مسلم وهيثم مناع-   كنظير للمعارضة السورية.

وأشار الحمصي إلى أنّ تصريحات رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، كانت ترقى نوعا ما لحجم الثورة السورية، وهذا ما كنا نفتقر له في تصريحات أشخاص المعارضة السورية سابقاً، موضحاً علمه المسبق بتلاعب ديمستورا وكذلك محاولات تمييع القضية السورية بتطلعاتها الثورية، ولكن لا يعني عدم دخول المعارضة بهذا المعترك كي لا يكون دور النظام بهذا المحفل الدولي أقوى من موقف المعارضة ممثلاً بالهيئة العليا.

ولفت الحمصي إلى الموقف المميز للهيئة العليا للمفاوضات، من رفض الروس لتمثيل “جيش الإسلام” و”أحرار الشام”، في الوفد المفاوض، معلنةً عن اختيار محمد علوش ممثلاً للفصائل المسلحة وهو من مؤسسي “جيش الإسلام” ككبير للمفاوضين، و “هذا دليل على عدم إمكانية الروس وفشلهم الذريع بانتفاء المفاوضين من المعارضة بعد فشلهم بتمثيل صالح مسلم”.

ولا ترى فصائل المعارضة المسلحة، أنّ مؤتمر جنيف إن لم ينجح فلن يغير شي في المعادلة على الأرض، فالقتال ضد قوات الأسد مستمر، حتى تحقيق الانتصار، وتحرير كامل الأرض.

النقيب عبد السلام عبد الرزاق، المتحدث الرسمي باسم حركة “نور الدين الزنكي”، يقول لـ”مدار اليوم “نحن كعسكريين، نتابع عملنا في ساحات المعارك ضد ميليشيات النظام الطائفية وداعميه من إيران وروسيا وغيرها، ولا يشغلنا عن هدفنا شاغل، ولن يثنينا عن عزيمتنا أحد حتى تحقيق أهداف الشعب السوري بالحرية والكرامة.

وأشار عبد الرزاق إلى أنّ فصائل المعارضة، لم تقف يوماً بانتظار مفاوضات من هنا، أو وعود من هناك، فما زال شعبنا يذبح ولا زلنا نصد بأرواحنا عن شعبنا في طريقه إلى الحرية فنحن ماضون حتى النصر -على حد تعبيره-.

المصدر: مدار اليوم