أول مدرسة خاصة بالأيتام في حي الوعر المحاصر تضم 232 يتيماً

أنشأ مكتب رعاية الأيتام في حي الوعر الحمصي المحاصر مدرسة مصغرة لإعادة تأهيل الحالة النفسية للأيتام، وتقديم الرعاية التعليمية التي يفتقدها الأطفال دون سنّ الرابعة عشر، خصوصاً بعد فقدانهم لآبائهم وانشغال الأمهات في تأمين لقمة العيش ومساعيهن الواسعة لتغطية متطلبات الحياة، في ظل حصار ووضع إنساني سيء جداً يعيشه أبناء الحي.

“قد تبدوا احتياجاتنا مضحكة للعوام، لكنها ضرورات مفقودة في هذا الحي المنكوب”، بهذه الكلمات بدأ مدير مكتب الأيتام في حي الوعر أبو جمال حديثه لـ “ ”، وتابع بأن توفر الدعم اللازم لتغطية نفقات المدرسة، والإضاءة بسبب انقطاع التيار الكهربائي وقلة القرطاسية المخصصة للطلاب وعدم توفر الدعم الغذائي المطلوب لهكذا نموذج للمدارس، وعدم توفر لباس موحد يميز المدرسة، هي عوائق تقف في وجهنا في هذه المدرسة المتواضعة، لكننا مصممين على رفع المستوى التعليمي لهؤلاء الأطفال الذين بلغ عددهم 232 طفل مسجلين إلى الآن في المدرسة.

وأضاف بأن ضرورة المدرسة تكمن في تحفيز أطفال الشهداء على متابعة حياتهم وممارسة الدراسة، وعدم تأثير غياب الأب وإبعادهم عن جو الحرب التي يشهدها الحي، وقد ولدت هذه الفكرة منذ ما يزيد عن الثلاثة أشهر، وتشمل المدرسة عدة صفوف متواضعة تم تزيينها لإضافة البهجة إلى قلوب الأطفال بعيداً عن الأجواء التقليدية.

وعن الشيء الذي يميز هذه المدرسة عن بقية المدارس، قال أبو جمال إن الدعم النفسي والتدريب المكثف على اللغات المختلفة، هو من أساسيات المدرسة، كونها تحاول إضافة شيء مميز للطلاب وتعويضهم بعض الشيء عن اهتمام الوالد، وجعلهم فاعلين في مجتمعهم لإبعادهم مستقبلاً عن جو ملوث بالإرهاب والضياع.

ويعيش في حي الوعر المحاصر أكثر من 1100 يتيم، فقدوا ذويهم بسبب الأعمال العسكرية التي تعرض لها الحي في عدة مناسبات، في ظل الحصار المطبق الذي يشهده الحي منذ ثلاث سنوات.

أخبار سوريا ميكرو سيريا