on
التدخل الروسي في سورية جاء برغبة وطلب من دول عربية مؤثرة ،توافق أمريكي روسي بشأن سورية
من يظن أن هناك خلافاً بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بشأن سورية فهو أبله ، وإلا فلماذا هذه البكائيات الأمريكية وخطابات الأمل المنافقة للشعب السوري التي لا تدل على عجر أمريكي إنما على عدم رغبة وتواطؤ دولي بشأن إبقاء جميع نقط القوة في يد نظام الأسد وحلفائه ، فالبديل غير مضمون ولم يوضع في اختبارات الأسد التي استمرت لأكثر من أربعين عاماً في حفظ أمن وسلام إسرائيل ، والخيار الأمثل هو طحن جميع السوريين المعارضين لنظام الأسد ، وقد هيأت أمريكا نفسها لترقب حرب طويلة في سورية ، وهي غير متعجلة بشأن إنهاء الصراع في سورية إلا لصالح نظام الأسد وأركان حكمه ، الحسابات الزمنية لأمريكا وروسيا عمل على صياغة معادلتها لسنوات طوال ، فالحرب على داعش تحتاج لعشرات السنوات حسب التصريحات الغربية ….
التدخل الروسي في سورية جاء بطلب من مجموعة دول عربية
الجامعة العربية لم تندد البتة بالتدخل الروسي في سورية ، في حين عقدت اجتماعا طارئا للتنديد بالتدخل التركي في العراق على الرغم أن تواجد القوات التركية في العراق كان منذ أمد بعيد وبالاتفاق مع الحكومة العراقية ، وجاء طلب اجتماع التنديد بعد طلب إيران من حكومة العراق لمنع تركيا من التقدم باتجاه الموصل للقضاء على داعش حسب زعم الأتراك ، بينما لم تعقد جامعة الدول العربية أي اجتماع طارئ للتنديد بالتدخل الروسي الذي يقتل المدنيين بشكل يومي .
بماذا يفسر ذلك ؟
تواجد روسيا في سورية وإباحة فعل ما تشاء فيها كان برغبة وطلب دول عربية مؤثرة بحجة تحجيم دور إيران في سورية حتى لو كان ذلك على حساب دماء السوريين ، لذلك لم تدلي الجامعة العربية بأي تصريح بشأن الحرب الروسية على السوريين .
لم تتجرأ روسيا على إعلان حربها العلنية في سورية إلا بعد موافقة معظم الدول العربية ، ولو قامت الجامعة العربية بالتنديد بهذا التدخل لاختلفت أمور كثيرة ولما بالغت روسيا في قصفها وقتلها المستمر للمدنيين السوريين يوميا
هل ستطلب الدول العربية المؤثرة اجتماعا طارئا للتنديد بالتدخل العسكري الروسي وإعلان حربها على السوريين لتقول جامعة الدول العربية لروسيا منددة على الأقل : إن من تقتلهم مدنيون ومن تقصف وتدمر منازلهم بشكل يومي هم من المدنيين ، لن تفعل ذلك بالتأكيد ولن تقدم أي دولة عربية طلباً لاجتماعا طارئا بشأن ذلك …. وهذا ما يعزز حقيقة أن وجود روسيا وحربها في سورية جاء بطلب من معظم الدول العربية المؤثرة لإبعاد إيران قليلا ، فالدول في النهاية لا تهتم إلا بمصالحها ، ومصلحة تلك الدول إيجاد بديل للإيرانيين في سورية في حكم مستقبلي يضمن عدم تغلغل إيران أكثر ، مما يؤدي بالنتيجة إلى حفظ أمن تلك الدول من الخطر الإيراني ، جاء ذلك بعد إدراك تلك الدول أنها غير قادرة على الاعتماد على المعارضة السورية في دفع هذا الخطر ، ومع كل التحذيرات الأمريكية من تسليح المعارضة السورية التي كان من الممكن أن تبعد هذا الخطر عنها .
بماذا تفسر الصفقات والعقود التي وقعتها دول عربية مع روسيا والتي تتجاوز قيمتها المئة مليار دولار ، مع العلم أن هذه العقود وقعت بعد إعلان روسيا حربها في سورية !! تلك العقود أعلن عنها عبر قنوات ووكالات رسمية عربية وتم توقيعها مع دول عربية معروفة لا داع لذكر اسمها
إبراهيم الحاج علي