on
الدكتور هيثم سعد : حتى خرجية ولادنا بيسرقوها أولاد الجحشة
مشفى شتورة
كنا أربعة أطباء ضباط نقيم بغرفة واحدة وكان هناك عسكري مجند تم فرزه لخدمتنا ولكنني رفضت أن يخدمنا لأن المجند ليس هذا عمله وصار واحد مننا فشعر بالسرور والأمتنان وخاصة أن مدير المشفى الحقير يعامله كالحشرة ويستغله ويصب جام غضبه عليه ويظهر له الإحتقار الشديد ويطلب منه أن يشتري له بعض الأغراض من حسابه الخاص٠٠٠بالفعل أمر غريب وعجيب ٠٠حتى أن المجند محروم من النزول إلى بيته في دمشق٠٠٠٠
في أحد الأيام يأتي ثلاثة ضباط زائرين لحضرة المدير ذو الحنك العريض والعيون الجاحظة والرأس المسطح من الخلف ( آكلين ضربة كريك )٠٠٠هؤلاء الزوار لهم نفس ضربة الكريك والحنك العريض٠٠٠قال جايين زيارة إشتياق ومدري شو جايين يهربوا كالعادة٠٠المدير بينادي للعسكري ياللي معنا وبيطلب منه يشتري سندويش للزوار٠٠٠سندويش فلافل أو جاج ( دجاج–منشان يفهموا علينا الفرنسيين )٠٠المهم بيطلع العسكري لعنا ع الغرفة وبيئللي: معك تدّيني
مصاري منشان أشتري سندويش للضباط؟ بسأله: ليش ما عطاك المدير مصاري ؟ مو على أساس هدول ضيوفه٠٠٠بيرد: والله يا حكيم دائماً مصروفه على حسابي هوّي وكل ضيوفه وأنا بعرف إنك بتعزني كتير وما بتبخل عليي٠٠ صحيح يا٠٠٠بس هالمرة أختلف الأمر٠٠٠أي إذا بتبظ عيونن ما في ولا فرنك وعمرينن إنشالله ما يتسممو سم الهاري إسماع منّي وطنش ولا ترد عالمدير وبس تحتاج لمصاري إلك تكرم عينك وبدي ياك ما تسكت عن الحق لحتى يبطل هالحقير يبتزك٠٠٠بيروح المجند بيدبر حالو وبيشتري أربع سندويشات فلافل وبالطبع الأسعار بلبنان أغلى من دمشق ٠٠٠بياكل بهدلة من المدير قدام الزوار وبيقلو: ما قللتك تجيب سندويش جاج يا جحش ؟ ليش جايب فلافل؟ بيطلع الشب لغرفتنا والدموع بعيونه وبفهم منه القصة وبعاتبه على فعلته٠٠٠٠
حتى خرجية ولادنا بيسرقوها أولاد الجحشة