تركية تحاول استثمار موجة اللجوء الجديدة وانتقادات حادة من المعارضة


12642941_1551102171873165_1582534465643219848_n
خاص – المصدر

في كل موجة لجوء جديدة تنتج عن إحدى معارك الشمال السوري، تحاول تركية استثمار الحالة سياسياً ومادياً بتمنعها عن استقبالهم لساعات أو ليوم واحد في أبعد تقدير، ويترافق ذلك اليوم مع تغطية إعلامية واسعة من وسائل الإعلام التركية، أو من الشبكات الإخبارية السورية المعارضة والموجهة أو المدعومة تركياً.
لكن موجة اللجوء الضخمة التي نراها اليوم، والتي نتجت عن هجوم جيش متعدد الجنسيات والطوائف ضد مناطق ريف حلب الشمالي، وعن القصف الروسي الإجرامي الأرعن لمنازل المدنيين وقراهم وبلداتهم ومدنهم، لم تلق الترحيب من الحكومة التركية حتى اللحظة، ومازال اللاجئون المشردون ينتظرون بالقرب من الحدود التركية أملاً بفتح الأبواب لهم واستقبالهم كما جرت العادة.
لا بد ان تركية قررت استثمار هؤلاء المنكوبين لأبعد الحدود هذه المرة، فخلال يومين فائتين سمعنا الكثير من التصريحات التركية التي تتحدث عن أرقام تضاعف الأرقام الحقيقة للاجئين الواصلين إلى الحدود، وتؤكد على أنها عاجزة عن استقبالهم، فما أسباب ذلك وما هي أبعاد الموضوع هذه المرة.
يرى بعض السوريين أن التعامل التركي مع المهجرين من ريف حلب الشمالي، وإغلاق الأبواب في وجوههم يهدف إلى محاولة الحصول على دعم مادي دولي أكبر، أو على وعود بهذا الدعم، بعد أن تحرج تركيا المجتمع الدولي وتوصل إليه فكرة وجود مشكلة مستحيلة الحل، ما قد يدفع بالدول لتقديم ما يحتاجه أولئك اللاجئون أو تقديم ما يحتاجه الرقم الذي يقول به المسؤولون الأتراك.
وقد يفسر الموضوع على نحو آخر، وبالشكل السياسي الميداني، فمطالبة تركيا بإقامة منطقة آمنة في الشمال السوري، تخلو من القوات الكردية وتنظيم داعش، قد يكون واحداً من أسباب إغلاق الحدود أمام اللاجئين، وذلك لطرح الحل الوحيد وهو إيجاد المنطقة الآمنة، التي قد تخدم الأتراك بقدر أكبر من خدمتها لأولئك المنكوبين من قرى الشمال السوري.
فتركيا تستخدم عشرات الآلاف من النساء والأطفال على الحدود اليوم، من أجل تحقيق مكاسب مادية أو سياسية لها، ضاربة بعرض الحائط كل المواثيق الدولية، والأعراف الإنسانية، إذ أن أسطورة المهاجرين والانصار أصبحت أمراً لم يعد ينطلي على السوريين، والذين يتعرضون لنيران الجيش التركي لدى اقترابهم من الحدود، كما تعرضت الطفلة السورية بنت الأربعة عشر ربيعاً لطلقة تركية لتستشهد على حدود الأنصار.
مؤخراً اختلفت السياسات التركية تجاه السوريين، ولا داعي للدخول في التفاصيل التي يعرفها الجميع، هذا الاختلاف كشف الكثير من الاوراق أمام فئة من السوريين كانت تعجبها لعبة المهاجرين والانصار، بل كانت يداً طولى فيها، هذه الفئة التي تشكل جزءاً أساسياً من الحالة السورية المعارضة في تركيا بتيارها الإسلامي، والذي أصبح بعض رجالاته اليوم ينتقدون الحكومة التركية ويوجهون الاتهامات أيضاً لها، ما يدل على تراجع امتدادهم على الساحة التركية، فهؤلاء عندما ينتقدون الأتراك أو شخص الرئيس التركي أردوغان، عليك ان تعرف تماماً أن هنالك مشكلة تتعلق بمصالحهم الخاصة ومشاريعهم ودكاكينهم الرخيصة.

تركية تحاول استثمار موجة اللجوء الجديدة وانتقادات حادة من المعارضة المصدر.


المصدر : الإتحاد برس