لماذا تلجأ المرأة السورية لقيادة حافلات النقل العام في دمشق؟
السبب وراء السماح للفتيات بالعمل بقيادة الباصات العامة، يعود إلى قلة عدد الرجال والشباب نتيجة للاعتقالات العشوائية التي طالت العشرات منهم واقتيادهم إما للخدمة الإلزامية والاحتياطية في جيش النظام أو للمعتقلات
السورية نت-سارعت وسائل إعلام موالية لنظام الأسد للاحتفاء بدخول المرأة السورية للمرة الأولى في مجال النقل العام بعد حصول مجموعة من النساء السوريات على شهادات قيادة مركبات كبيرة للعمل في وسائل النقل العامة.ويأتي ذلك من خلال ما أبدته فئة من الفتيات اللواتي يعملن في مجال التربية (رياض الأطفال) كمرافقات للطلاب، برغبتهن في تعلم قيادة المركبات المخصصة لنقل طلاب المدارس والتسجيل في مدارس قيادة المركبات لنيل شهادة قيادة سيارة من الفئة العامة ليتمكّن من ممارسة عملهن ضمن إطار قانوني.وفي السياق ذاته نقلت صفحة ” قذيفة هاون في دمشق” عبر موقعها على وسائل التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، عن معاون وزير النقل في حكومة الأسد، عمار كمال الدين، قوله: إن “عشر متدربات أنجزن دورة تدريبية لدى إحدى مدارس تعليم قيادة المركبات ضمن البرنامج التدريبي الخاص بمهنة قيادة باصات المدارس، إضافة إلى البرنامج المعتاد لتعليم قيادة المركبات من فئة الميكروباصات الكبيرة”.وأضاف أن “الفتيات أبدين تفوقاً في فحوص السلامة المرورية والمواد النظرية التي خضعن لها وخاصة أنه تم تدريبهن على برنامج عمل خاص بنقل طلاب المدارس ابتداءً من قواعد المرور والتصرفات والإجراءات الخاصة في هذه المهنة من حيث نقل الطلاب ومرافقتهم وحسن التصرف حيال جميع الأمور المتعلقة بهذا العمل وانتهاء باختبارات القيادة على باصات وميكروباصات معدة للنقل العام”.وأشارت الصفحة إلى أن الفتيات حصلن على وثيقة حسن قيادة للفئة العامة انطلاقاً نحو الجاهزية للعمل في مجال النقل العام بعد تمكنّهن من اجتياز الامتحان. وتوقعت الصفحة أن تلقى هذه المبادرة نجاحاً ورواجاً لكون المرأة هي الشريك الحقيقي للرجل في بناء الوطن ورفعته.ويشار إلى أن وزارة النقل في حكومة الأسد توقعت أنه وبعد حصول الفتيات العشر على الشهادات وممارستهن لعملهن، فإن الناس ستعتاد على وجودهن في مجال النقل العام الذي سيشهد مستقبلاً طلبات متزايدة في عدد الإناث اللواتي يرغبن بالعمل في هذه المهنة الجديدة.وبالموازاة مع ذلك قال الناشط الإعلامي عمار الدمشقي في تصريح لـ”السورية نت”: إن “السبب وراء السماح للفتيات بالعمل بقيادة الباصات العامة، يعود إلى قلة عدد الرجال والشباب نتيجة للاعتقالات العشوائية التي طالت العشرات منهم واقتيادهم إما للخدمة الإلزامية والاحتياطية في جيش النظام أو للمعتقلات”. مشيراً إلى أنه “وفي كلا الحالتين لا تبدو فرص بقاء أولئك الرجال على قيد الحياة كبيرة”.وأوضح الناشط أن سورية على العموم تعاني بفعل هذه الممارسات من هجرة كبيرة للشباب السورية إلى بلدان أوربا الغربية والشمالية الغربية.وبحسب الدمشقي فإن هذه العوامل مجتمعة أدت إلى فقدان أو غياب المعيل لكثير من العائلات السورية التي تعاني من أوضاع معيشية صعبة للغاية بعد مرور نحو خمسة أعوام على الثورة السورية وتعنت النظام واستخدامه الحل العسكري.الجدير بالذكر أن النساء في سورية اضررن للقيام بأعمال كانت حكراً على الرجال، تحت ضغط الحاجة، من مثل عدد من النساء في المحافظات في نقل الخضروات وغيرها بسيارات البيك آب من الريف إلى المدن القريبة لتسويق المحاصيل.