شهادةٌ من المدافعين عنها… كيف سقطت بلدة عتمان بوابة مدينة درعا الشمالية؟
8 فبراير، 2016
إياس العمر:
تمكنت قوات النظام يوم الجمعة الخامس من شباط/فبراير من إتمام سيطرتها على بلدة عتمان مدخل مدينة درعا الشمالي، وكان من الملاحظ السيطرة السريعة لقوات النظام على البلدة، حيث أن المعارك لم تستمر سوى يومين، في حين استمرت قرابة الشهر في مدينة الشيخ مسكين قبل أن تتمكن قوات النظام وميلشياته من السيطرة على المدينة.
ولمعرفة ما جرى في بلدة عتمان وكون البلدة بشكل كامل كانت تحت سيطرة جيش المعتز منذ سيطرة الثوار عليها قبل ثلاث سنوات، التقت “ ” مدير المكتب الإعلامي في جيش المعتز شادي المعتز، والذي قال إن حملة قوات النظام وميلشياته على بلدة عتمان بدأت يوم الأربعاء الثالث من شباط/فبراير، وقام الطيران الروسي بتنفيذ عشرات الغارات الجوية على البلدة، فضلاً عن البراميل المتفجرة التي ألقتها طائرات النظام الحربية على البلدة، بالإضافة لقصف البلدة بصواريخ الفيل والقذائف المدفعية من مختلف الأنواع، وتمكن مقاتلو جيش المعتز من التصدي لمحاولات قوات النظام اقتحام البلدة من عدة محاور، وبالتحديد من المحور الغربي الجنوبي.
وأضاف بأن طلب الفزعات والمؤازرات من قبل التشكيلات الثورية عبر وسائل التواصل كان له نتائج سلبية على مقاتلي الجيش الحر، ويظهر عدم التنظيم والتخبط، لذلك اعتمد القادة في الجيش الحر على مخاطبة التشكيلات بشكل مباشر، وتم التواصل مع القادة من أجل فتح معركة تخفف الضغط عن جبهة عتمان، وكانت الوعود بأن هناك عملاً سيبدأ خلال ساعات.
وعصر اليوم الثاني للحملة الرابع من شباط/فبراير بدأت الأمور تزداد صعوبة وسط استمرار الطيران الروسي بقصف البلدة، مع قصف جنوني من قبل قوات النظام بمختلف أنواع الأسلحة، ومن المعروف لدى الجميع أن بلدة عتمان ذات مساحة صغيرة، وتتعرض لقصف بشكل يومي منذ ثلاث سنوات ولا يوجد فيها أي أبنية محصنة، بحسب المكتب الإعلامي.
وأردف المعتز بأن قوات النظام تمكنت من التقدم باتجاه أهم نقاط الرباط في البلدة، وهي نقطة البريد، عقب ثلاث غارات من الطيران الروسي، أسفرت عن إصابة 24 مقاتلاً من أصل 27 مقاتلاً في النقطة، فاستفلت قوات النظام انشغال المقاتلين في إسعاف الجرحى والغطاء الجوي فسيطرة بشكل كامل على النقطة.
واستمر الضغط من قبل قوات النظام على المقاتلين وسط غطاء جوي روسي، ما أدى إلى انسحاب المقاتلين من نقطتين إضافيتين، وتقدم قوات النظام كان نتيجة وقوع إصابات حرجة في صفوف المقاتلين ونقص في الذخيرة، وتمكن عناصر جيش المعتز خلال الهجوم من قتل أعداد كبيرة من القوات المهاجمة، ولكن تلك القوات استمرت بالتقدم، وعلى ما يبدو بأنهم كانوا مخدرين.
في هذه الأثناء بدأت مواقع التواصل الاجتماعي ببث أخبار عن تمكن قوات النظام من محاصرة البلدة وطلب الفزعات للبلدة، لذلك تم الاتفاق على إصدار بيان من قبل جيش المعتز يفيد بأنه لا صحة للأخبار التي تتحدث عن طلب الفزعة، وأن الأمور تحت السيطرة في البلدة، وفي نفس الوقت قمنا بالتواصل بشكل سري مع قادة التشكيلات من أجل طلب مجموعات إسناد وذلك كي لا يقوم النظام باستغلال نداءات الفزعة، ونشرها كما فعل في مدينة الشيخ مسكين، ليرفع معنويات مقاتليه ويحطم معنويات الثوار.
وأكد مدير المكتب الإعلامي في جيش المعتز أن عدداً من قادة التشكيلات قاموا بإرسال مجموعات الإسناد، وعندما أرادوا الدخول إلى البلدة كانت قوات النظام تمكنت من التقدم وأصبح الطريق الوحيد للبلدة تحت مرماها، وتمكنت قوات النظام من قطع الطريق ومحاصرة جميع المقاتلين داخل البلدة تحت القصف الكثيف، وكان جيش المعتز مجبراً على وقف دخول المجموعات من أجل الحفاظ على أرواحهم وتجنباً لخسائر كبيرة في الأرواح، لأن المقاتلين داخل البلدة أصبحوا في نقاط صغيرة.
وعن قرار الانسحاب قال شادي المعتز إنه ومع ازدياد شراسة الحملة واقتراب القوات المهاجمة من خط الامداد الوحيد للبلدة، وأنه في النهار سوف تتمكن القوات المهاجمة من قطع الطريق، لذلك اجمع قادة جيش المعتز وقرروا أنه من الخطر البقاء في البلدة في ظل القصف من قبل الطيران الروسي، لذلك كنا أمام خيارين لا ثالث لهما، الأول إذا اتفقت التشكيلات في حوران على فتح جبهة جديدة ضد قوات النظام سوف نبقى داخل البلدة لأن النظام سيخفف من وتيرة القصف ويلتفت للدفاع عن النقاط التي ستتم مهاجمتها من قبل التشكيلات، والثاني هو أن إبقاء المقاتلين داخل البلدة يعتبر مغامرة خاسرة في الأرواح والعتاد إن لم تقم التشكيلات بفتح جبهة، وسوف تصبح المجموعات داخل البلدة معدومة بعد خسارة أهم نقاط الدفاع.
وأشار إلى أن القرار كان بالإجماع أن يتم إخراج المقاتلين والعتاد ضمن خطة محكمة، وضرب جميع نقاط قوات النظام من أجل تأمين غطاء ناري، وتم إبقاء مجموعات في محيط البلدة حتى الفجر من أجل الدخول من جديد إلى البلدة في حال انطلاق معركة من قبل التشكيلات في حوران، كون قوات النظام لم تكن قد تمركزت بعد في البلدة، ولكن للأسف لم تنطلق المعركة، علماً أن جيش المعتز كان قد تعهد بالمشاركة بكل قوة في أي عمل عسكري، وقد حذر التشكيلات من أن تأخير فتح المعركة سيؤدي إلى سقوط البلدة.
وعلى صعيد آخر وثق ناشطون في محافظة درعا الحملة على بلدة عتمان بالأرقام، فعدد الضحايا في صفوف تشكيلات الجيش الحر 16 عنصراً، وعدد الغارات على البلدة من قبل الطيران الروسي 103 غارة جوية، وعدد البراميل المتفجرة 32 برميلاً متفجراً، وعدد القذائف المدفعية والصواريخ 1600، وذلك خلال يومي الحملة العسكرية على البلدة، والتي دمرت 80 في المئة من البلدة.