‘الروائي اللبناني أمين معلوف : لو تم اختباري بقسوة وعنف وشراسة فهل كنت سأرفض حمل السلاح ؟’

9 شباط (فبراير - فيفري)، 2016
3 minutes

 

من ضمن ذكريات أمين معلوف
يستحضر معلوف صوراً من الحرب في لبنان، عندما أمضى “فقط” أيام معدودات في قبو لجأ إليه (هو وعائلته) هرباً من القصف ومن الأسلحة والمدافع التي كانت تفتك بالبشر والحجر. يصف الوضع الذي كان سائداً خلال تلك الأيام بالقول: كان القصف في الخارج، في حين سادت الشائعات بين الناس داخل القبو، شائعات حول عائلات يتم ذبحها بشكل وحشي.
بعد هذا الاستحضار، يتسأل محقاً: لو حدثت بالفعل هذه المذابح بحق عائلات لبنانية أو بحق فرد من عائلتي، ولو أمضيت شهر أو شهرين في القبو بدلاً من تلك الأيام المعدودات، فهل كنت سأرفض حمل السلاح؟
وآتى جوابه مباشرةً عندما قال إنه من حظه أنه لم يتم اختباره  بقسوة وبعنف وشراسة خلال الحرب اللبنانية، وأنه خرج باكراً من لبنان إلى فرنسا.

لكن لماذا تحدّث أمين معلوف عن الحظ ولم يتحدث عن إتزانه وقدرته تحكيم العقل وميله للسلام وكرهه للقتل؟

 

لقد شدّد على دور “الحظ” لأنه كان يمكن للظروف المحيطة به وبعائلته أن تجعل منه إنسان آخر، إنسان بعيد جداً عن الروائي والكاتب وأحد أعضاء الأكاديمية الفرنسية، كان يمكن للظروف بأن تجعله قاتل أو مقتول  على يد أخوته في لبنان….إذ لا يخضع الشعور بالخوف إلى اعتبارات عقلانية ومنطقية، وإنما يُنتج الخوف ردات فعل وظروف قاسية توقظ غالباً الوحش الذي بداخل كل كائن حيّ

 

Maher-f Akhttiar

من أرشيف  أكاد  الجبل  على  الفيسبوك

 

أمين معلوف وُلد أمين معلوف عام 1949 في لبنان ، ودرس علم الإجتماع فيها ، عمل برئاسة التحرير في جريدة النهار عند اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية في 1975 ، ثم انتقل للإقامة في باريس ولازال يعيش هناك حتى الآن ، تميزت أعمال أمين معلوف بالتعمق في التاريخ من خلال معايشته للتحولات الحضارية في الغرب والشرق وصولا لشكلها الحالي . وعكست هذه الروايات تجاربه في الحرب الأهلية والهجرة ، كما ترجمت كثير من أعماله الأدبية للعديد من اللغات العالمية . أولى أعماله الروائية كانت : الحروب الصليبية , كما رآها العرب

أشهر مؤلفاته :

– الحروب الصليبية

– سمرقند

– ليون الإفريقي

– الهويات القاتلة

– حدائق النور

– صخرة طانيوس