عاطف بطرس العطار من دخول البلاد بسب آرائه المعارضة للنظام الحاكم : ألماني من أصل مصري يمنع من دخول بلده الأم مصر


أثارت حادثة منع سلطات مطار القاهرة الدولي 29 يناير/كانون الثاني 2016، الباحث المصري عاطف بطرس العطار من دخول البلاد بسب آرائه المعارضة للنظام الحاكم ضجة واسعة.

بطرس قال فى مقابلة هي الأولى من نوعها خصَّ بها “هافينغتون بوست عربي” أنه فوجئ بسلطات مطار القاهرة الدولي تمنعه من الدخول وبعد أن وضع ضابط الجوازات له ختم الدخول، قام بكتابة “لاغٍ” بعد التحقيق معه وأمرت السلطات بترحيلة إلى برلين التي يحمل جواز سفرها دون إبداء أي أسباب قانونية، ورغم عدم صدور أي أحكام قانونية ضده.

ختم الدخول بعد إلغائه

بطرس الذي يعمل أستاذاً مساعداً فى الأدب المقارن بجامعة ماربورج الألمانية، أكد أن الواقعة بدأت فور نزوله لمطار القاهرة بطلب ضابط الجوازات الذهاب لمكتب الأمن بالمطار لأمرٍ هام، فى إشارة إلى وجود اسمه على قوائم الترقب، مؤكداً أنه تعرض لتحقيق وصفه بالـ”مرعب” استمر 7 ساعات.

وأضاف أن التحقيق شمل أسئلة عديدة حول أصدقائه ونشاطه فى ألمانيا، وطلب منه ضابط التحقيق الإدلاء بتلك المعلومات إلا أنه رفض، ليفاجأ بطلب الضابط منه بالحصول على تأشيرة للدخول إلى مصر على عكس كل المرات السابقة التي كان يدخل فيها بختم مدون عليه عبارة “أصل مصري”، وفوجئ في النهاية بقرار منعه من دخول مصر وترحيله إلى العاصمة الألمانية.

مؤسسة ميادين و حوار “دويتش فيله”

عاطف أرجع سبب منعه من دخوله موطنه الأصلي إلى معارضة النظام الحاكم، لاسيما بعدما ألقى مجهولون أثناء زيارته للإسكندرية يوم 16 مارس/آذار 2015 القبض عليه، وترحيله إلى قسم باب شرق الذي قضى خلاله يوماً كاملاً من الاحتجاز والاستجواب بسب تدشينه مؤسسة “ميادين التحرير” بألمانيا، والتي تتبنى سياسات مؤيدة لثورة 25 يناير ومناهضة لحكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

هذا بالإضافة إلى حوار أجراه مع التلفزيون الألماني “دويتش فيله”، فى أثناء زيارة الرئيس المصري لألمانيا، والذي انتقد خلاله سياساته التي وصفها بالـ”القمعية” ضد جماعة الإخوان المسلمين وشباب الثورة، مرجحاً أن تكون السفارة المصرية فى برلين السبب في إبلاغ سلطات الأمن المصرية عنه.

مناهضة حكم الإخوان لم تشفع له!

عاطف فى حواره مع “هافينغتون بوست عربي”، أكد عدم انتمائه لأي حركة أو فصيل سياسي، سوى تدشينه مشروعاً للتنمية المجتمعية فى منطقة المطرية ومشهر وفقاً للقوانين المصرية، بجانب مؤسسة ميادين التحرير والتي أسسها فى أعقاب ثورة 25 يناير، وتركز فقط على النشاطات الثقافية والفنية لإحياء ذكرى الثورة وتذكُّر شهدائها بفعاليات فنية وثقافية عديدة بألمانيا.

وقال إن آراءه السياسية بدأت فى أعقاب الثورة وكانت تركز على رفض حكم الإخوان المسلمين وحكم “الجيش”، والمطالبة بالحريات واحترام حقوق الإنسان، مؤكداً أنه كان من جامعي توقيعات تمرد لرفض حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي فى ألمانيا، إلا أنه سرعان ما رفض مسار 30 يونيو بسبب عدم إقامة انتخابات رئاسية مبكرة وعودة حكم “العسكر” من جديد، على حد قوله.

عاطف بطرس فى إحدى الفعاليات المؤيدة لحملة تمرد للإطاحة بحكم محمد مرسي فى ألمانيا.

الجنسية الألمانية

وأشار الباحث والأكاديمي المصري أن والده ووالدته وجميع أفراد عائلته من أصل مصري، وأنه ولد وتربى فى مصر، ولكن بسبب إجراءات الحصول على الجنسية الألمانية تنازل عن جنسيته المصرية فى 2008، لكن العادة جرت منذ ذلك الوقت على دخوله مصر دون حصوله على تأشيرة؛ لأنها موطنه الأصلي كما هي الإجراءات والأعراف المتبعة في المطارات المصرية.

ختم “أصل مصري” والذي حصل عليه سابقاً عدة مرات دون التقيد بالحصول على تأشيرة الدخول بسبب أصوله المصرية

سأظل على موقفي!

عاطف أكد أنه على الرغم من منعه من دخول موطنه الأصلي وعدم رؤيته والدته العجوز وأهله، وما لاقاه بعدها من تهديدات ومضايقات، إلا أنه سيظل معارضاً للنظام بسبب انتهاكاته المستمرة حتى تتحقق أهداف ثورة يناير، ويكتسب الناس حريتهم وكرامتهم في عيش كريم دون قتل واعتقال واختفاء قسري وتكميم للأفواه، على حد قوله.

إدانات واسعة!

وأثار قرار منع بطرس من دخول مصر حملة تنديد واسعة حيث أصدرت مؤسسة حرية الفكر والتعبير تقريراً أدانت فيه منع الباحثين والأكاديميين الأجانب من دخول مصر.

وأدان الكاتب أحمد عبد ربه فى مقاله المنشور بجريدة الشروق 6 فبراير 2016 منع بطرس من دخول مصر.

كما استنكر السياسي عمرو حمزاوي تصرّف السلطات المصرية مع بطرس في منع دخوله مصر عبر حسابة الرسمي على تويتر.

منع عاطف بطرس متضامن معك، ومع شجاعتك في رفض منعك من دخول الوطن حتى وإن أجبروك على المغادرة، دعهم فهم لن يدركوا أبدا أن القمع عمره قصير — Amr Hamzawy (@HamzawyAmr) January 30, 2016

منع عاطف بطرس حين يصل غياب سيادة القانون إلى انتهاك حقوق وحريات الناس بين حبس احتياطي لا نهائي واختفاء قسري، فلا عجب يا عاطف في منعك — Amr Hamzawy (@HamzawyAmr) January 30, 2016

المصدر: هافينغتون بوست عربي –