ماهي خيارات أنقرة الضيقة في مدن شمال حلب المعزولة؟

9 فبراير، 2016

المصدر | عبد الوهاب عاصي

بينما يسري حديث عن عزم وحدات الحماية الكردية التقدم باتجاه مطار منغ العسكري بإسناد جوي روسي وبدعم من فصيل جيش الثوار العامل إلى جانبهم ضمن قوات سوريا الديمقراطية، تتجه الأنظار إلى تركيا التي جددت قولها بعدم السماح لمقاتلي الإدارة الذاتية بالسيطرة على كامل الشريط الحدودي مع أراضيها.

وتعني سيطرة الوحدات الكردية على مطار منغ حصول الإدارة الذاتية على مطار عسكري في منطقة غرب الفرات، وقد تعتمد في تجهيزه على موسكو التي تقوم أصلاً تقوم بتوفير التغطية النارية اللازمة لها، وهذا من شأنه أن يمثل خطراً واسعاً على الأمن القومي التركي، ويقول مراقبون أن أنقرة بدأت تدرك ما يجري وتخيير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة الأمريكية بين بلاده ومن وصفهم بـ “إرهابي كوباني” دليلُ ذلك.

ولذا اتخذت أنقرة قراراً حاسماً بعدم السماح للاجئين الفارين من نيران الطيران الروسي والمعارك مع قوات النظام؛ والمقدر عددهم بـ 70 ألفاً وفقاً لرئيس الوزراء التركي، فبلاده لا تريد إفراغ جيب الريف الشمالي من السكان، والذي تستند عليه أنقرة في دعم المعارضة السورية هذا من طرف، كما أن تركيا بقرارها عدم السماح لعبور آلاف اللاجئين تحاول إعادة إحياء المنطقة الآمنة من خلال الضغط على الاتحاد الأوروبي الذي يمكن أن يقوم بدوره بإقناع الإدارة الأمريكية بضرورة إقامة المنطقة بحيث تشمل مدن أعزاز ومارع وتل رفعت، بإن فتحت تركيا أراضيها ستكون البلدان الأوروبية أمام موجة لجوء جديدة وواسعة وهذا ما تخشاه، لذلك سارعت المستشارة الألمانية إلى زيارة تركيا والتباحث مع مسؤوليها بخصوص الأزمة الإنسانية في حلب.

واعتبر المعارض والسياسي السوري “حسام نجار” أنه في حال وصول الوحدات الكردية لمطار منغ العسكري لا يعني سيطرتهم عليه، فهو سيكون تحت إشراف وقيادة وسيطرة روسية، وهذا سيجعل أنقرة أمام مواجهة صعبة للغاية، لا سيما بعد التسريبات بنشر صواريخ S400 الروسية، لذلك على أنقرة تدارك الموقف من الآن وإلا فإن الخط الواصل لسورية سينقطع، مشيراً أن الإدارة الأمريكية وروسيا في هذا الشأن تتبادلان مراكز السيطرة فواشنطن حصلت على مطار الحسكة وروسيا تستعد للسيطرة على مطار منغ وفي كليهما تتولى الوحدات الكردية التنفيذ.

وبخصوص توجه أنقرة إلى استخدام ورقة اللاجئين كأداة ضغط على واشنطن للقبول بإقامة منطقة آمنة عبر الاتحاد الأوروبي، قال “النجار” قال إن الخلاف حول المنطقة بالأصل هو عن مكان وحدود تواجها، فتركيا تريدها حاجزاً يمنع الوحدات من وصل مناطق الشرق بالغرب، في حين أن الإدارة الأمريكية تريد إزاحة المنطقة باتجاه الغرب، فهي وافقت عليها قبل فترة، إلا أن وقوف فرنسا إلى جانب تركيا، علق المحادثات بخصوصها، بالتالي يمكن القول إن أوروبا بالوقت الراهن لا تمتلك وسائل ضغط على الولايات المتحدة بشأن هذه المنطقة، وهنا سيكون مصير اللاجئين المتجمعين معلقاً بتحسين ظروفهم. لكن هذا لا يعني عدم قبول إدارة أوباما بإقامة منطقة آمنة.

واستبعد المعارض السوري فكرة دخول فصائل المعارضة بشراكة مع الوحدات الكردية بغرض تأمين خط إمداد لعناصرها المتواجدين في مدن الشمال المعزولة، متوقعاً أن تحصل أنقرة على ضمانات من قبل الإدارة الأمريكية بعدم وصول الكرد أو حتى محاولتهم ضرب العمق التركي، وبذلك سيحصل الكرد على الإدارة الذاتية في سوريا على طول الشريط الحدودي. فيما يبقى أمام أنقرة خيار دعم فصائل المعارضة السورية في مدن الشمال المعزولة بشتى أنواع الأسلحة وإلا فإنها ستجد الوحدات الكردية على طول شريطها.

واعتبر أن فكرة إقامة نظام الكانتونات تجسد النزعة الانفصالية لدى باقي الأقليات وفي حال اعتماد هذا الأساس في الحل السياسي، وبدأت ملامح الانقسام تطفو على الساحة ستدخل البلاد بتنازع جغرافي مجدداً وقد يرجع هذا الأمور لنقطة الصفر.

ماهي خيارات أنقرة الضيقة في مدن شمال حلب المعزولة؟ المصدر.

المصدر : الإتحاد برس