بين السياسة الأمريكية وغيرها في المنطقة والعالم

12 شباط (فبراير - فيفري)، 2016
3 minutes

  • عبد الحق صادق

‫‏أمريكا‬ لها فضل كبير على الإنسانية جمعاء لما تقوم به من اختراعات ف 90% من الاختراعات مصدرها أمريكا و هذه الاختراعات نتمتع بها جميعا في حياتنا اليومية من علاج و غذاء و كهرباء و نقل و من الإنصاف الاعتراف بذلك وعدم الاستهانة به؛ بينما الأنظمة الاستبدادية والتنظيمات المتطرفة لم تفد البشرية بشئ و تسببت بشتى انواع المضار.

وإنني لأعجب من التناقض الذي يحمله فكر هذا الذي يشيع الحقد عليها وعلى من يتعامل معها عن طريق الإنترنت والكمبيوتر الذي هو من اختراعها وتحت سيطرتها، وربما يركب سيارة من انجازاتها، ويتواصل مع العالم بجوال من ابتكارها، ويتخلص من الآلام بتناول دواء وعلاج من معطيات مختبراتها.

وربما يحلم بتأشيرة دخول اليها لينعم بخيراتها، ويتمتع بحقوق الإنسان والحرية والعدالة والكرامة.

وأمريكا وقفت مع قضايا أهل ‫‏السنة‬ ومع الشعوب ضد الأنظمة القمعية في المواقف التالية: حرب المجاهدين الأفغان ضد الروس، وفي حرب ‫‏العراق‬ و‏إيران‬، وفي حرب‫ ‏البوسنة‬ مع الصرب، وانتفاضة الشعب التونسي والمصري، وحرب ثوار ‫ليبيا‬ مع قوات القذافي وأخيراً الانتفاضة السورية.

والذي يهتم بشعوب يداريها ويتعامل معها على اساس المصالح المشتركة حرصاً على مصلحة شعبه، أما الذي لا يهمه مصلحة شعبه بل يهمه أن يصفق الناس له و يهتفوا باسمه، فيطلق التصريحات النارية التي لا تسمن و تغني من جوع، وهو لا يتضرر من ذلك بل ينتشي لهتاف الناس باسمه ويزيد رصيده الشعبي، ويقول “هكذا يريد الناس فماذا افعل لهم فأنا أعطيهم طلبهم ومصلحتي تقتضي ذلك”.

والمتضرر الوحيد من هذه التصريحات هو الشعب الذي يدفع الفاتورة وليس المسؤول، و في الحقيقة هذه لا تحتاج لإبداع وحنكة فأي شخص عادي يستطيع أن يعادي العالم كله خلال فترة وجيزة.

ولكن الإبداع والتميز هو ترويض الاسد المفترس وان تفقه الواقع بشكل جيد وتتقن فن السياسة ولعبة المصالح، فتستفيد من قوة القوي وحضارة المتحضر وتقدم المتقدم وتجنب بلدك وشعبك وامتك المخاطر والنكبات، فمن السهل جدا تهييج الحيوانات المفترسة في الغابة ليأكلوا من فيها ويهدموا ما بنته الاجيال والاختباء في مخبئ.

بين السياسة الأمريكية وغيرها في المنطقة والعالم الاتحاد برس.