‘سوريون: وقف العمليات العدائية مصطلح جديد كل يفسره بحسب رؤيته’
12 شباط (فبراير - فيفري)، 2016
المصدر | عبد الوهاب عاصي
قبيل استئناف الأمم المتحدة لمفاوضات جنيف3 في 25 شباط/ فبراير الحالي، عقدت المجموعة الدولية لدعم سوريا، والتي تضم نحو 17 دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران، في مدينة ميونيخ الألمانية اجتماعاً، اليوم الجمعة، استغرق أكثر من 4 ساعات، نتج عنه الإعلان عن وقف ما وصفها العمليات القتالية بدلاً من الشروع بقرار وقف إطلاق النار.
وعزا وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، استخدام اصطلاح وقف العمليات القتالية أو العدائية بدلاً من وقف إطلاق النار؛ إلى أن الأخير يجب أن يكون دائماً دون خرق، وقال بأنه سيقوم مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بقادة فريق لتطبيق هذا البند.
ويقول الحقوقي السوري “محمد صبرا”، أن استخدام هذا المصطلح، يهدف إلى تجنيب المدنيين الذين لم يشتركوا في الأعمال العدائية أي هجوم أو عمل انتقامي، مثلما تنص المادة الثالثة المشتركة من اتفاقيات جنيف. وجاء ذلك عبر منشور له على صفحته “فيس بوك”، مضيفاً أنه يمكن تعريف عبارة الأعمال العدائية أو القتالية بأنها “كل الأعمال التي يقوم بها طرف مستخدماً القوة المسلحة ضد طرف آخر بهدف قهر إرادته في نزاع مسلح، وبالتالي هي أضيق نطاقاً من النزاع المسلح الذي يعتبر مجموعة من الأعمال العدائية”.
وطالما أن وقف العمليات العدائية لن يكون سوى لأسبوع واحد فقط وفقاً لمسودة البيان، اعتبر المعارض والسياسي السوري فهد المصري من خلال منشور على صفحته الشخصية أن ذلك تأكيد على استمرار الدول الفاعلة بحرب الاستنزاف في سوريا، وأن موقف الهيئة العليا للمفاوضات التي ترفض تارة ما قرره المؤتمر وتارة ترحب يدل على التراجع الجديد والسلبي من قبلها وعدم إدراكها للعملية السياسية التي يديرها المجتمع الدولي في سوريا، لا فتاً إلى ما أسماه الفرق الكبير بين وقف إطلاق النار وبين وقف الاعتداءات، فالأول يقتضي بالضرورة وجود قوات دولية على الأرض للمراقبة
من جانبه يعتقد المحلل السياسي “صافي شقرن” خلال اتصال مع شبكة “المصدر” أن روسيا لن توقف القصف على فصائل المعارضة وحتى على الأحياء المدنية في حلب أو إدلب، لا سيما وأن جبهة النصرة تمركزت في المدينة قبل أسبوعين من الآن، وستعتبر موسكو ذلك مسوغاً لها ضمن ما ينص عليه إعلان ميونخ.
أما الكاتب والسياسي السوري “مؤمن كويفاتية” قال في حديث مع “المصدر” “قبيل بدأ مؤتمر ميونخ والذي تشارك فيه روسيا، ألمحت موسكو إلى احتمالية نشوب حرب عالمية ثالثة، وهذا مؤشر على عدم ارتياحهم لأي حل يجري واعتبار أنفسهم في ورطة عميقة، وتحدث عن موقف الهيئة العليا للمفاوضات التي اشترط رئيسها رياض حجاب موافقة قادة الفصائل على أي اتفاق هدنة مؤقتة، إذ يعتقد أن الهيئة تنتظر وصول خطة واضحة لهذا القرار وآلية تنفيذه والأماكن التي يشملها ومن المستثنى وضمن أي إطارات، وهذا يعني أن الهيئة لم تحسم أمر حضورها لجولة جنيف الجديدة.
واعتبر المعارض السوري “جميل عمار” في منشور له على صفحته “فيس بوك” أن روسيا تدفع من خلال مؤتمر ميونخ المعارضة السورية إلى مفاوضات مباشرة مع النظام؛ بهدف حل سلمي أقرب للاستسلام، وذلك بعدما فشلت في ذلك خلال جنيف3. ويعتبر أن موسكو لجأت للمؤتمر ميونخ بعد توافق مع واشنطن، إذ أن استخدام عبارة “الأعمال العدائية” تجعل الباب مفتوحاً أمام الجميع كي يفسرها على حسب ما تقتضي نظرته للصراع، وهذا يعطي لروسيا إيذاناً باستمرار قصفها بذريعة محاربة داعش والنصرة.
وانتقد عمار المعارضة السورية بقوله “إن مشكلة الهيئة العليا للمفاوضات أنها اختصرت المشكلة مع النظام السوري في جنيف3 بقضية فتح الممرات الآمنة لعبور المواد الغذائية للمناطق المحاصرة وإيقاف قصف المدنيين، مشيراً أن هذه المطالب ليست شروطاً للمفاوضين بل هي إحدى ركائز قرار مجلس الأمن الدولي 2254، في فقرتيه (12) و(13). وبالتالي، على الهيئة العليا للمفاوضات عدم المشاركة بأيّة مفاوضات مالم يتم الحصول على توقيع ملزم من قبل النظام على الموافقة التامة لبنود جنيف1 وتسليمه المطلق بآلية الانتقال السلمي للسلطة وإنشاء هيئة حكم انتقالي لا وجود للأسد فيها.
سوريون: وقف العمليات العدائية مصطلح جديد كل يفسره بحسب رؤيته المصدر.
المصدر : الإتحاد برس