محمد الحمصي:

“لدينا مراجعات يومية طلباً لحليب الأطفال وللأسف فإن إمكانياتنا المتواضعة واستهلاكنا لمدخراتنا أثناء استقبال النازحين القادمين من ريف حماة الجنوبي جعلنا عاجزين عن تقديم المساعدة لمثل هذه الحالات، علما أن العمل على تقديم حليب الأطفال لا يقل أهمية عن العمل في مجال تقديم المواد الغذائية، وفي بعض الأحيان يكون أهم”، بهذه الكلمات بدأ أبو سليمان عضو جمعية آلاء الخيرية في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي في حديث لـ “ ”.

وأضاف بأن الشخص الكبير قد يجد من يساعده أو قد يجد البديل حتى لو اضطر لأكل الأعشاب، ولكن الطفل لا يمكن أن يستغني عن حليب الأطفال، فلا بديل لديه، لذلك نحذر من كارثة وشيكة تصيب أطفال منطقة الحولة، ونحمل المجتمع والهيئات الدولية مسؤولية ذلك، بشراكة من المنظمات الإنسانية التي تعمل في الشأن السوري، والغائبة بشكل تام عن منطقة الحولة، رغم استمرار المأساة منذ 28 يوماً على التوالي، وكل نداءات الاستغاثة اليومية والتي يتم توجيهها.

وفي لقاء مع أحد الأطباء الميدانيين في الحولة قال لـ “ ” إن أكثر من 80 في المئة من أطفال منطقة الحولة يعتمدون على حليب الأطفال، إما بشكل كلي أو جزئي، ولدينا في المنطقة حوالي 2400 طفل أعمارهم دون العام، 60 في المئة منهم دون الستة أشهر، وهؤلاء الأطفال لا يمكن أن يستغنوا عن حليب الأطفال.

وأشار إلى أن غياب هذه المادة وارتفاع سعرها دفع الأهالي إلى استخدام حليب الأبقار أو الأغنام كبديل، ما سبب في معظم الحالات أمراضاً معويةً وإسهالاً وصل بعضها للجفاف، وبناء عليه فإن انقطاع حليب الأطفال أو ارتفاع سعره، بحيث أن معظم سكان منطقة الحولة غير قادرون على شرائه، قد يكون سبباً في كارثة إنسانية تتهدد حياة هؤلاء الأطفال، ولذلك فعلى منظمات المجتمع الدولي والهيئات الإنسانية أن يتحركوا بالسرعة القصوى، وإلا فإننا سنكون أمام كارثة لا تحمد عقباها، ونندم حين لا ينفع الندم.

وتعيش منطقة الحولة وضعاً إنسانياً صعباً على كافة الأصعدة، في إطار حملة عسكرية شرسة تشنها قوات النظام البرية مدعومة بقوة روسية جوية على ريف حمص الشمالي وجارته في ريف حماة الجنوبي، تسببت بحركة نزوح كبيرة نحو الحولة، ولكن حتى الحولة لم تكن بعيدة عن نيران الطيران الروسي، فقد استهدفت في عدة مناسبات أدت إلى مقتل وجرح العشرات من أهالي البلدة والنازحين.

أخبار سوريا ميكرو سيريا