عادل العوفي: الاعلام التركي “يحتفي” ببرنامج “الاتجاه المعاكس″ فهل انتهى شعار “الراي والراي الاخر”؟


عادل العوفي

“غزل متبادل” ذلك الذي جمع بين الاعلام التركي الموالي للرئيس رجب طيب اردوغان والاعلامي السوري “فيصل القاسم” بعد ما جرى في حلقة هذا الاسبوع من برنامجه “الاتجاه المعاكس″ على قناة “الجزيرة”، حين غادر الضيف “شيرزاد اليزيدي” الاستوديو “بمباركة” المذيع.

كي اكون صادقا اكثر لم تعد الكتابة على المحطة القطرية واعلامييها “تستهويني” منذ فترة طويلة، لكن هذا “المنحنى” الذي سار عليه برنامج زاده الرئيسي هو “استثمار” التناقض الصارخ بين ضيوفه و”الاستمتاع″ بتحويل “البلاتو” الى حلبة ينبعث منها الضجيج، فذلك “تطور” خطير ينبغي عدم اغفاله او القفز عليه، الا يندرج “التصرف” ضمن خانة “الاخطاء” التي صاحبت مسيرة البرنامج الذي لا يمكن نفي نجاحه طوال السنوات الماضية وبانه يشكل اسلوبا فريدا في الاعلام العربي؟

والملفت كيف “تلقف” اعلام بلاد الاناضول تفاصيل الحلقة متخذا من عناوين براقة وسيلة “للاشادة” بالبرنامج وصاحبه، على غرار ان “الاعلام السوري طرد ضيفه الكردي بعد تجاوزاته في حق اردوغان”، لكن ما يثير الانتباه كذلك ان “عراب” البرنامج نفسه تفاعل مع هذه العناوين عبر صفحته الشخصية على “تويتر” ما يؤكد “سعادته” بالحفاوة التركية .

هنا من حقنا ان نتساءل عن مصير شعار “الراي والراي الاخر”؟ وكيف سقط البرنامج في “فخ” نظريات صاحبه، وهو ما لم يفعله المذيع وهو يستضيف شخصيات موالية للنظام السوري على سبيل المثال، فاذا كان القاسم غير مستعد لسماع راي اخر سوى ما يطرب لسماعه فالاجدر به ان يغير اسم برنامجه الى “الاتجاه المباشر”، ويترحم على نجاحاته السابقة التي جعلت البرنامج “يصمد” كل هذه السنوات.

“العدوان على مصر” يستنفر شباب “غزة” و”الدم فعلا ما بيصير مي”:

في برنامج “صغار كبار” الذي يعرض على قناة “هنا القدس″ عمد الاعلامي “سامي مشتهى” لطرح اسئلة “مموهة” لشباب غزة قصد جس نبضهم ومعرفة رد فعلهم اذا ما كانت “مصر” تتعرض لعدوان صهيوني ,وجاء السؤال على اساس ان الموضوع “حقيقي”، هنا سنقف امام المعنى الاصلي “للتاخي والتازر” المفترض بين الاشقاء.

وضع هؤلاء كل ما لحق بهم من النظام المصري جانبا ليصطفوا بجانب اخوانهم مبديين استعدادهم كي لافتداء المحروسة بدمائهم في رسالة واضحة المعالم ان ابناء فلسطين متشبثين بامتهم العربية الاسلامية رغم كل ما لحقهم منها من تخاذل وخيانة.

ورغم سعي الاعلامي الفلسطيني لتذكيرهم بالحصار المطبق على القطاع وتدمير الانفاق والدور المصري “المخجل” في هذا، ظل الشباب متمسكا بخياره وموقفه الثابت، فعلا هو درس بليغ اتمنى ان يصل كل ابناء الوطن العربي وبالتالي يراجعوا حساباتهم مليا تجاه فلسطين وابناءها، مع تحية خالصة لصناع البرنامج على “ابداعهم” في اختيار موضوع بهذه الاهمية والدقة.. الدم ما بيصير مي ..

“الام بي سي” اصحبت “وش السعد” على الفنانين:

يبدو ان قناة “الام بي سي” اضحت “حقل التجارب” الاول لكل من يريد خوض تجربة “التقديم التلفزيوني” حيث ان البرامج متوفرة للجميع وتصلح للكل ,من “يسرا اللوزي” الى “مايا دياب ” و اخيرا “محمود سعد ” او “وش السعد ” كاسم برنامجه الجديد الذي اعلن عنه بطريقة “باذخة” هي على كل من “عادات” المحطة السعودية.

المثير للانتباه انه من النادر ان تنجح القناة في “اكتشاف حقيقي” لهؤلاء الفنانين يثبت انه بالفعل “جدير” بكل هذا “السخاء الانتاجي” ويمكن الاعتماد عليه بالفعل للاستمرار في ميدان الاعلام ,ويمكن وصف العلاقة بين الاثنين بمثابة “نزوة ” يندم عليها الفنان_الاعلامي و المحطة الراعية التي تبقى “اسم” الاول هدفها المعلن والخفي وتظل “غاية” الثاني “العقد المكتنز المغري ” ولذلك تنتهي العلاقة دائما “بالفشل الذريع″ للطرفين.

لكن سؤالا اخر يطرح في خضم الاقبال على اسماء “النجوم”، ما مصير خريجي المعاهد والجامعات يا ترى في تحقيق احلامهم والحصول على “نصف الفرص” التي يحظى بها هؤلاء “المتطفلون” على الميدان؟ ..الجواب محبط ..

هل “فضل شاكر” هو المذنب الوحيد في لبنان؟:

ظهر اخيرا الفنان المعتزل “فضل شاكر” على قناة “الام تي في” مع الزميل “حسين خريس″ مثيرا حوله مجددا المئات من الاسئلة التي تطارد اسمه اينما ذكر، لكن المثير للانتباه هذه المرة يكمن في تعاطي وسائل الاعلام اللبنانية مع “المقابلة” بحيث نقرا هجوما شديدا على الصحفي المحاور له واتهامات بانه منحه فرصة “للدفاع عن اسمه ” وتبرئة نفسه من التهم الموجهة اليه.

لكن اذا نظرنا للموضوع بطريقة اخرى سنجد ان “فضل شاكر” ليس الوحيد الذي “نال” هذا “الحيز″ والاعلام في لبنان “مفتوح” في وجه “المدانين” قضائيا {كي لا اكتب شيئا اخر}، كلنا تابعنا اللقاء التلفزيوني مع “بلال زعيتر” تاجر المخدرات الشهير الذي حل ضيفا على برنامج متابع مثل “بلا تشفير ” مع الاعلامي “تمام بليق” وفي قناة منتشرة مثل “الجديد”، واتذكر جيدا انه ترك له المجال كي “يقنع الناس ببراءته”.

وهذا لم يحدث مع صاحب اغنية “معقول”، فلماذا اذن هذا الحرص على اظهار الحس الوطني الاخلاقي في هذه القضية تحديدا واخفائه في اماكن اخرى؟ هل هي حملة “ممنهجة” ضد فضل شاكر تحديدا؟ ومن يقودها يا ترى؟

عادل العوفي: الاعلام التركي “يحتفي” ببرنامج “الاتجاه المعاكس″ فهل انتهى شعار “الراي والراي الاخر”؟ الاتحاد برس.