الأسد لوكالة الأنباء الفرنسية.. سأستعيد كل سوريا والقصف لن يقف خلال التفاوض


عبر الرئيس السوري بشار في حوار مصور نادر مع وكالة أنباء غربية الجمعة 12 فبراير/شباط 2016، عن إصراره على استعادة سيطرته على كامل سوريا مهما طال الوقت ومهما كلفه ذلك، مؤكدا أن قواته لن توقف قصفها وقت المفاوضات، ولم يستبعد أن إقدام تركيا والسعودية على تدخّل برّي.

وأجرت وكالة الأنباء الفرنسية الحوار المصور في قصر بشار الأسد في دمشق حيث حرص على توجيه رسائل لفرنسا وللغرب حول موقفهم من الأزمة.

وخلال الحوار رد على سؤال حول تصميمه على استعادة كامل الأراضي السورية، قائلاً “سواء كانت لدينا استطاعة أو لم تكن، فهذا هدفٌ سنعمل عليه من دون تردّد”. وأشار إلى أن “الحالة الحالية المتمثلة في الإمداد المستمر للإرهابيين عبر تركيا، وعبر الأردن هذا يعني بشكل بديهي أن يكون زمن الحلّ طويلاً، والثمن كبيراً”.

وأضاف أن المنطق يقول إن التدخل غير ممكن لكن أحيانا الواقع يتناقض مع المنطق، خاصة عندما يكون لديك أشخاص غير عاقلين في قيادة دولة ما، فهذا احتمال لا أستطيع استبعاده لسبب بسيط وهو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شخصٌ متعصب، يميل للإخوان المسلمين ويعيش الحلم العثماني.

وقال بشار إن الانهيارات التي حصلت في تونس وليبيا ومصر وسوريا هي انهيارات شخصية لأردوغان. وهذا يهدّد مستقبله السياسي أولاً، وتطلّعاته الإسلامية المتعصّبة من جانب آخر، فهو يعتقد بأنه حامل لرسالة إسلامية في منطقتنا. نفس الشيء بالنسبة للسعودية، انهيارات الإرهابيين في سورية هي انهيار لسياستهم”.

 

من المبكر الحديث عن ترشّحي للرئاسة

 
وفيما يتعلق بترشحه للرئاسة، قال الأسد “عندما أصل إلى الانتخابات المقبلة وأشعر بأن الشعب لا يريدني، لا يمكن أن أترشّح، لذلك من المبكر الحديث عن هذه النقطة ما زال أمامنا سنوات للانتخابات المقبلة”. لكنه تراجع وقال “من البديهي أن أسعى وهو ما أقوم به الآن، لأن أحمي سوريا، وليس لأحمي الكرسي الّذي أجلس عليه”.

وأضاف أن الرئاسة ليست هواية يستمتع بها، وإنما هي مسؤولية، خاصةً في هذه الظروف، وبالنسبة لأن يكون هناك شخص أنا أختاره كخليفة، فالبلد ليست مزرعة وليست شركة.

وجرت آخر انتخابات رئاسية في سوريا في حزيران/يونيو 2014 حيث أُعيد انتخاب الأسد لدورة رئاسية جديدة من سبع سنوات بحصوله على 88,7 في المئة من الأصوات.

 

المفاوضات لا توقف القصف

 
واتهم الرئيس السوري فرنسا بدعم سياسات تخريبية في المنطقة ومساندة الإرهاب بشكل مباشر، معتبراً أنه “من واجب فرنسا الآن أن تقوم بسياسات معاكسة أو تغيّر سياساتها من أجل مكافحة الإرهاب.

وأبدى خلال المقابلة التي أُجريت قبل ساعات من توصل الدول الكبرى إلى اتفاق في ميونيخ حول “وقف للأعمال العدائية”، استعداده للتفاوض مع معارضيه ومواصلة القصف الذي اعتبره “مكافحة للإرهاب” في آن معاً.

وقال “نؤمن إيماناً كاملاً بالتفاوض وبالعمل السياسي منذ بداية الأزمة، ولكن أن نفاوض لا يعني أن نتوقّف عن مكافحة الإرهاب”.

ومنذ بدء الحملة الجوية الروسية سوريا في 30 سبتمبر/ أيلول شن الجيش السوري عمليات عسكرية في محافظات عدة، وأحرز تقدماً على جبهات عدة وخاصة في حلب وريف اللاذقية الشمالي.

وأكد الأسد أن المعركة الأساسية في حلب اليوم هدفها “قطع الطريق بين حلب وتركيا” وليس السيطرة على المدينة بحدّ ذاتها.

 

التقارير الأممية “مسيّسة

 
ورداً على سؤال حول شعوره وهو يرى عشرات آلاف السوريين الذي يهربون من الجوع والقصف الروسي، وخصوصاً في حلب مؤخراً، قال الأسد “أن يكون أي مظهر فيه معاناة هو مظهر مؤلم بالنسبة لنا كسوريين جميعاً”.

وقال الأسد أن المنظمات الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب تسيطر عليها بشكل أساسي الآن القوى الغربية. لذلك معظم تقاريرها هي تقارير مسيّسة تخدم أجندة سياسية”، كما أنها “لا تقدّم أدلة وهذه حالة عامة”، مضيفاً “أنا لا أخشى هذه التهديدات أو الادّعاءات”.

ومنذ بدء هجوم الجيش السوري في ريف حلب الشمالي بغطاء جوي روسي، نزح حوالي 50 ألف مدني إلى الحدود التركية وهم يعانون من أوضاع إنسانية صعبة، فيما لم تفتح أنقرة حدودها أمامهم.

ودعا الأسد الحكومات الأوروبية إلى تهيئة الظروف التي تسمح بعودة السوريين إلى بلادهم، بعد تدفّق مئات الآلاف من السوريين إلى أوروبا.

العربي


المركز الصحفي السوري